عاجل
الأحد 28 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
من أجل الصدق

من أجل الصدق

بقلم : سهام ذهنى



 

من أجل القدس لم يكتف فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف باستنكار قيام إسرائيل بإنتاج فيلم يظهر فيه «دانى أيالون» نائب وزير الخارجية الإسرائيلى، وخلفه جزء من المسجد الأقصى هو قبة الصخرة، وفى لقطات أخرى يظهر الهيكل اليهودى مكان قبة الصخرة، إنما طالب فى الوقت نفسه بضرورة تعميق وعى أبناء الأمة بتاريخ فلسطين بصفة عامة والقدس بصفة خاصة. دعوة شيخ الأزهر بما تمثله مؤسسة الأزهر الشريف من مكانة سامقة هى مبادرة مهمة لابد من تحويلها إلى واقع على الأرض ليس فقط عبر المناهج المدرسية التعليمية، إنما أيضا من خلال المسابقات البسيطة كى يتعرف الناس العاديون على المعلومات المتعلقة بمدينة القدس والمسجد الأقصى، خاصة أن طريقة المسابقات حتى ولو كانت جوائزها رمزية هى طريقة جذابة لنشر المعلومات، ووسيلة فعالة فى اكتشاف أفكار مبتكرة لتوصيل هذه المعلومات. وهو ما تصادف أن قامت به مؤخرا قناة «هنا القدس» الفضائية بإعلانها عن مسابقة ليست فقط عن معالم القدس وتهويد المدينة، إنما أيضا عن ترسيخ شكل جديد للمقاومة فى القدس لدعم فكرة أن القدس لنا مهما طال الزمان. فالمسابقة حملت اسم «باب شمس للدفاع عن القدس»،

والعنوان لا يستعير فقط من الشمس شروقها، إنما العنوان يعبر عن ذلك الابتكار الجديد فى أشكال المقاومة التى قام بها مجموعة من الفلسطينيين على مشارف القدس التى تشهد أسرع عمليات مصادرة للأراضى وبناء للمستوطنات، حيث فاجأ الشباب سلطات الاحتلال الإسرائيلى بنصب مجموعة كبيرة من الخيام على أرض تريد إسرائيل إقامة مستوطنة جديدة فوقها بالقدس، وأعلنوا إقامة قرية فلسطينية على هذه الأرض باسم «باب الشمس». بالطبع سارع جنود الاحتلال بتفكيك القرية واعتقال الشباب، إنما بعد أن نجح هؤلاء الشباب فى تدشين شكل جديد للمقاومة. ثم قامت قناة «هنا القدس» الفضائية بإعلان مسابقة من أجل القدس ولترسيخ المعانى التى جسدتها فكرة قرية «باب شمس»، وحملت المسابقة شعارا جذابا هو «فى القدس مآذن وكنائس وللشمس باب». واللافت للنظر أن د. نضال عيسى مدير عام قناة «هنا القدس» والمنسق العام للجائزة قد حرص مع القائمين على المسابقة ألا تشتمل مجالاتها فقط على الصورة والقصيدة والأغنية وتصميم البوستر والفيلم الوثائقى وفكرة برنامج تليفزيونى وإذاعى، ولكن أن تتضمن أيضا فرع كتابة قصة موجهة للصغار وعمل فيلم رسوم متحركة يرسخ العلاقة بين الطفل ومدينة القدس، وكذلك جائزة لأفضل لعبة إلكترونية ترسخ مدينة القدس فى عقول الأطفال، وأن تكون مبرمجة بطريقة تجعلها صالحة للعمل على أجهزة الهاتف المحمول،

باعتبار أن الأطفال هم المستقبل الذى يجب أن تكون ذاكرة الأمة حية فيه، وأن الوصول إليهم ينبغى أن يتخطى الوسائل التقليدية فى التواصل كى يستوعبوا الأفكار بعيدا عن التلقين.

البيت لنا والقدس لنا وبأيدينا سنعيد بهاء القدس بإذن الله، أما انشغالنا الآن بالقضايا المحلية داخل العديد من بلداننا فى ظل الثورات العربية فهو يعبر عن أن استرداد المدينة المقدسة لن يكون إلا بعد تطهير الجراح واستئصال الفساد، وإلى أن ننجح فى هذا لا بد أن تظل قضايانا الكبرى حية فى وجداننا.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز