عاجل
السبت 15 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
بيزنس الشاطر

بيزنس الشاطر

بقلم : طارق رضوان



 

أصبح هذا الرجل لغزا. وفى خلال أيام منذ خروجه من السجن بصفقة ما بين عمر سليمان والإخوان. أصبح خيرت الشاطر هو الرجل الأول فى مصر. وأصبح المحرك والمنظم والمدبر والآمر الناهى فى كل ربوع الدولة المصرية. الرجل لديه خصال شخصية خاصة جدا تتحكم فى تركيبته. فهو محب جدا للأخبار والنميمة ومعرفة كل صغيرة وكبيرة عن الآخرين. وحسه الأمنى عال جدا. ويشك فى أصابع يديه ولا يأمن لأحد على وجه الإطلاق. لو كنت رأيته صدفة قبل الثورة وقبل دخوله السجن وهو يستقل سيارته. كنت تلاحظ عليه وهو يجلس بجوار السائق فى عربته المرسيدس الفخمة الضخمة البيضاء. أنه يقوم بعدل مرآته الجانبية المثبتة فى الباب المجاور له لكى يرى من يراقبه فى الخلف. ويعدل من جلسته كى تكون مشاهدته لمن يسير وراءه واضحة لا لبس فيها. وكل من زامله فى السجن يعرف عن الرجل كيف أن عقله تجارى من طراز فريد. ويحسب الحسابات الرياضية فى عقله فى ثوان وبأقل مجهود. ومفتون بتجنيد من حوله ليعطوه الأخبار أولا بأول وبرغم أنه شديد القسوة لاينسى الإساءة أبدا وينتظر لحظة الانتقام. إلا أنه ضعيف جدا أمام أحفاده الصغار. فهو يلعب معهم كما لو كان طفلا صغيرا. وعندما كانت أسرته تزوره فى السجن كان الأحفاد طوال مدة الزيارة يجلسون على كتفه وساقيه ويداعبهم بينما هو يتحدث إلى باقى أسرته. تكوينه الشخصى لو قارنته بـ «دون كورليونى» فى الأب الروحى. لن تجد أى اختلاف أبدا ما بين الشاطر وبين مارلون براندو. وهو نهم فى القراءة ولا يكل ولا يمل من العمل طوال اليوم. لا يقطعه إلا الصلاة والتليفونات اليومية المعتادة لأحفاده..

 

وفى الأيام الأخيرة كبرت إمبراطورية الشاطر الاقتصادية وتضخمت. فقد دخل جديدا عالم السوبر ماركت بافتتاحه سلسلة زاد ولو ذهبت إلى أى فرع من فروعه لن تجد بداخله أحدا، رغم أنه يضرب أسعار السوق فى جميع المنتجات وخصوصا المنتجات الغذائية. وبرغم أن تلك المحلات بالتحديد حققت مكاسب خيالية وقت إشاعة ارتفاع الأسعار التى انطلقت منذ شهرين تقريبا وكانت اللجان الإلكترونية الإخوانية أول من نشر الأسعار الجديدة. إلا أن الكساد اجتاحها نتيجة المقاومة السلبية المصرية العتيدة المعتادة. لم يكتف الشاطر بتلك التجارة بل اتجه الى تجارة الأدوية. وفى الأسابيع القليلة الماضية أعلن الشاطر عن شركته الجديدة وهى شركة (أنسبير) لصناعة الدواء. وفى احتفال خاص أقيم فى فندق - صن داى - بالغردقة أعلنت تلك الشركة عن منتجها الجديد وهو عقار (جيوبوكس) وهو منشط جنسى جديد بسعر عشرة جنيهات للقرص الواحد. ومن المعروف أن المنشطات الجنسية فى مصر هى أعلى المبيعات على الإطلاق فى عالم الدواء وتدر أرباحا هائلة على أصحاب مصانعها . العقار الجديد سيتسخدمه الشاطر فى الرشوة الانتخابية وهى ليست مزحة بل هى حقيقة وواقع بل إن شباب الشاطر أعدوا قائمة طويلة من الأسماء ستصل لهم كراتين من ذلك العقار على أنه هدية من الشركة بمناسبة افتتاحها إلا أن حقيقة الأمر أنها من أجل الرشوة الانتخابية ومن أجل ضمان على الأقل الحياد. الشاطر يستخدم كل شىء وأى شىء من أجل مشروعه الإخوانى ويمكنه أن يحرق أى فرد يقف فى طريق مشروعه وهو يوظف ماله وشركاته واقتصاده من أجل دعم مشروعه ولهذا الشاطر يستخدم ذلك المشروع الجديد لأغراض سياسية تخرج من حدود مصر ولتلك قصة أخرى كبيرة.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز