د. إيمان ضاهر تكتب: حريق الكنيسة.. الاتحاد الأسمى لتلاحم النفوس
"عائلة متحدة تأكل من نفس الطبق..".. أليس صحيحًا أن الحياة أكثر جمالًا وتفاؤلًا، وإثارة للانسجام، عندما نعيش ضمن الأسرة الموحدة، بقيم واعية، ملتزمة، مؤمنة بالتضامن الديني والفكري والإنساني؟ أليس واقعا أن ماضينا، حاضرنا، وإن شاء الله، مستقبلنا، يسيران دوما في طريق دمج القلوب، إخلاص الإنسان المصري الباحث عن الأمن المستدام والحياة الكريمة؟ أليست الوحدة الوطنية، التعاون والالتفاف حول الآخر، قوة رافعة ومتأصلة في بناء أعمدة الجمهورية الجديدة؟ أليس بناؤها هو الانتماء وإرساء حقوق الفرد، وثيقة مقدسة، في جوهرها ككيان عميق، إدارة القائد، عبد الفتاح السيسي، في حروف إنجازاته المبتكرة والعظيمة؟
والجواب عن التساؤلات، نعم، إن التضامن البشري يتجلى كدستور في الجمهورية وقيادتها، التوطيد بالتنمية الإنسانية، والدعم الاجتماعي على كل صعيد وطني. ومواجهة الأزمات والآلام، والمخاطر والتحديات، هي استدامة لقيم أخلاقية وحضارية وتاريخية. لقد صاغتها بسبائك ذهبية، رجال إنقاذ، قادة ليسوا كالمعتاد، طاقم عمل لا يخيفه قيود التعصب، ولا يعرف الملل، لا يزعزعه أي خلاف أو ضربات، يتطلع إلى علاء الأمة، بوصلة الأمل، في ربوعها العيش الكامل والمشترك، صمام الأمان قاهر الإرهاب، قيادة حكيمة لا تصغى للمصلحة الفردية وحب الأنانية، إنما شعارها شرف الأمة الصلبة التي تخلق الوئام والسلم، وتحكي دوما في ثقافة السلام.
ما هي الوحدة الوطنية في الأمة بالتحديد؟ أليست هي تجسيد الواقع الحي والالتزام لكل أفراد الشعب؟ إنها بالتعريف تتضمن "كل شيء وقبل كل شيء" الأرض التي ينبض فيها كل "قلب ديمقراطي" صادق يتشارك في المغامرة الحضرية والبشرية في كل اختلاف طبقاتها، في الفرح والترح، نقف معا يدا واحدة، أنت وأنا، لنجتاز الصعاب، والشعور بالمسؤولية المتبادلة لا يفارقنا، دروس الشعب المصري في صنع النجوم، واتحاد الحريات، في أخوية الشعوب، وخلود الحضارات.
لقد واكبنا والعالم أجمع، أجمل انسجام لكل الطوائف، تتدلل وتتكلل، في أحضان القيادة الأمينة، المسلم والمسيحي، متعانقان، وهذه هي الجذور الطيبة في الأمة المصرية، أم الدنيا، التي بدونها تجف شجرة الحب والوئام. هذه الحاجة الملحة إلى بعضنا البعض، في عمق الشعب، طبيعة وثراء العيش، فلا تفاوت اجتماعيا في قاموس قائد السفينة الهمام، إنما هناك توازن صحيح بين الانصاف والعدالة. لقد رأينا وبإعجاب لا مثيل له، ترسيخ الهوية الجماعية في المصيبة الأليمة التي ألمت بكنيسة إمبابة، الحادث المريع والمؤسف في بيت الله، للمصلين، أطفال ونساء ورجال أبرياء، قضوا من أجل الصلاة في بيت العبادة.
وأطلقت القيادة توجيهات لكل المؤسسات بتقديم كامل الدعم والإنقاذ والإغاثة باستراتيجية إنسانية، لطالما تمتعت بها دولة المؤسسات الراقية، من الرئيس العظيم في إرشاداته المتميزة والفعالة، إلى رئيس الوزراء، ووجوده مع حشد من القادة لتفقد الأوضاع، والاضطلاع عن كثب عن المصاب الجلل، ورجال الدين في دعمهم المادي والمعنوي، والقوات المسلحة الشجاعة مع فريق مهندسين لإعادة الترميم والإعمار للكنسية المصابة والحزينة. حتى الأهالي الأوفياء، انطلقوا في عملية الإنقاذ حتى التكريس في حياتها لأجل إنقاذ إخوانهم المسيحيين. لقد تحملت الدولة قيادة وجيشا وشعبا وطأة المأساة وأثبتت مرة أخرى، إنها أمة البطولات في العزة والشهامة لأولياء المصابين. وكأن هذه الحادثة الأليمة سباق وتنافس، لأبناء الأمة الواحدة، الأصيلة في قوانين الإغاثة والمساندة والتضحية بكامل مقوماتها لأجل الآخر، لا فرق بين مسلم ومسيحي، إنه وجود الرئيس وقلبه العظيم في كل اللحظات، في كل مكان، مع أبناء شعبه، دوما وأبدا.
نحن أقوى من الجميع وهو اختبار طوعي لنا، لأمتنا الحبيبة، فمفردنا نذهب بعيدا، لكن معا نتجاوز كل المحن والصعاب ونطعن بأمل الأعداء والإرهاب. ونهاية، "إنه القلب وليس الجسد الذي يصنع اتحادا غير قابل للتغيير"، لا أحد أقوى من الوحدة المثمرة، قوة القائد عبد الفتاح السيسي، حققت تنمية عظيمة جدا، وعززت وحدة الشعب المصري.
مصر وطن وجسد واحد في البناء وفي مواجهة المصائب، بقوة وإقدام وصبر، مصر تاريخ وحضارة ترك القدماء للعالم العجائب من الآثار ويصنع الأحفاد المعجزات. هذا هو سر مصر المحفوظ، شعب واحد ووطن واحد، "أم الدنيا" لأولئك الذين يطمحون أن يحبوا دوما بعضهم البعض.



