حكاية الجامع الكبير في باني في بوركينافاسو
يقع هذا الجامع في مدينة صحراوية صغيرة اسمها باني Bani في أراضي دولة بوركينافاسو، ويعد هذا المسجد من أهم المواقع الإسلامية في هذه البلاد.
وتعد دولة بوركينافاسو موطن شعب الموسي (أو الموشي)، وهم من الشعوب الوثنية القديمة في غرب إفريقيا، وكان لشعب الموسي دور كبير في مقاومة انتشار الإسلام في مناطق جنوب نهر النيجر، ومدينة باني من مدن بوركينافاسو التراثية، وتشتهر هذه المدينة بالمساجد الطينية، ويبلغ عددها 7 مساجد، ويعد أهمها جميعًا الجامع الكبير في باني La Grande Mosque du Bani.
ورغم أن المساجد المشيدة في مدينة باني تبدو حديثة البناء إلى حد كبير، وليست قديمة على غرار مساجد تمبكتو، فإنها تعد نماذج رائعة من طرز العمارة الطينية في غرب إفريقيا، ومساجد باني من أهم مناطق التراث الثقافي والسياحي في منطقة غرب إفريقيا، التي يحرص الزوار والسائحون على زيارتها.
ونظرًا لكثرة المساجد الطينية في مدينة باني، فإن هذه المدينة لديها عدد كبير من المآذن المشيدة من الطين، وتعد مئذنة المسجد الكبير من أشهر المآذن هناك. وتعد من نماذج عمارة المآذن الطينية المهمة في منطقة غرب إفريقيا خاصة، وفي بلاد جنوب الصحراء بصفة عامة، وهي مئذنة تبدو شاهقة الارتفاع حتى تعد واحدة من أعلى المآذن المبنية من الطين في غرب إفريقيا، وعمارة هذه المئذنة تبدو أمام ناظرينا مختلفة بشكل أو بآخر عن طراز المآذن التي شيدت في مساجد مدينة تمبكتو في دولة مالي، والتي كنا قد تحدثنا عنها آنفًا.
ويبدو لنا بشكل واضح أن العمارة الخاصة بتلك المئذنة كان قد تأثر بعمارة المآذن المشرقية وطرزها لحد ما، أكثر من تأثرهم بالعمارة المغاربية الأندلسية، وفي ذات الآن حاول المهندسون المحليون في هذه البلاد أن يحافظوا قدر الإمكان على الطابع المحلي والروح الإفريقية في العمارة الخاصة بهذه المئذنة.



