"ذا هيل": التدابير الأمريكية المقترحة لمواجهة التغيرات المناخية "مسرحية"
عادل عبدالمحسن
سطرت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، تقريرًا عن التدابير المقترحة التي اتخذتها الولايات المتحدة لمواجهة التغيرات المناخية.
ربما يعجبك
التدابير تبدو وكأنها مسرحية طويلة الأجل في مشروع القانون
وقالت الصحيفة الأمريكية: إن تلك التدابير تبدو وكأنها مسرحية طويلة الأجل في مشروع القانون، إلا أن قانون الاستثمار والوظائف في البنية التحتية "IIJA" من الحزبين الديمقراطي والجمهوري الأمريكيين يتخذ خطوات مهمة للمساعدة في التخفيف من الكوارث المناخية وحماية الأمريكيين من آثار تغير المناخ، بالإضافة إلى 50 مليار دولار المخصصة لمقاومة تغير المناخ.
وأشارت إلى أن معهد dIIJA يخصص أيضًا 65 مليار دولار لتقديم خدمة النطاق العريض إلى المناطق المحرومة، و55 مليار دولار للتوسيع في مد شبكة مياه الشرب النظيفة، و7.5 مليار دولار لبناء شبكة وطنية لمحطات شحن السيارات الكهربائية.
ولفتت ذا هيل إلى أن هناك حاجة ماسة لهذه الاستثمارات، من أجل تم تقديم برامج فيدرالية أخرى مؤخرًا لمعالجة العلاقة المتشابكة بشدة بين تغير المناخ والبنية التحتية.
وعلى سبيل المثال، في يوليو 2022، أعلنت وزارة التحول عن برنامج PROTECT، وهو استثمار بقيمة 7.3 مليار دولار سيجعل البنية التحتية للنقل أكثر مرونة في مواجهة الظواهر الجوية القاسية والكوارث الطبيعية الأخرى.
وعندما تبدأ الولايات الأمريكية في تنفيذ مشاريع البنية التحتية الممولة من هذه البرامج، فمن الأهمية بمكان أن يتم تنفيذ تدابير الاستدامة منذ البداية، كما أن وجود مديري مشاريع مهرة -على دراية جيدة في تحسين الموارد المحدودة، وتتبع وقياس التقدم، والتعاون عبر العديد من أصحاب المصلحة، وإعداد التقارير حول المعالم -سيضمن أن هذه المشاريع تلبي أهداف الاستدامة الخاصة بهم.
ووفقًا لتقرير البنية التحتية الأمريكية، الصادرة عن الجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين ASCE عام 2021، فإن الوضع الحالي للبنية التحتية الأمريكية يتسبب في إهدار موارد قيمة تقدر 6 مليارات جالون من المياه المعالجة تضيع كل يوم بسبب الفواصل الرئيسية.
والأكثر إثارة للقلق هو حقيقة أنه مع تزايد الأحداث المناخية القاسية مثل حرائق الغابات والفيضانات والعواصف، فإن حالة البنية التحتية الأمريكية ستستمر في التدهور، ما يعرض حياة الأمريكيين للخطر فمشاريع البنية التحتية التي تعتبر أساسية لتمكين مستقبل أنظف وأكثر اخضرارًا، مثل شبكات الشحن الإلكتروني للتنقل البري والجوي ومحطات الطاقة المتجددة غير متاحة.
وطالبت الصحيفة الأمريكية بضرورة الشروع في تنفيذ المشاريع الكبيرة في الوقت المحدد وتوفير الميزانية المطلوب للمساعدة ليس على التحويل فقط في التنقل وصناعات الطاقة، ولكن أيضا التأثير وخدمة العديد من القطاعات الأخرى والجمهور، على حد سواء.
وشددت "ذا هيل" على أن مهارات إدارة المشاريع القوية ضرورية لتنفيذ هذه المشاريع بنجاح -سواء كان الأفراد في موقع العمل أو يديرون الفرق والعمليات خلف الكواليس. مديرو المشاريع المعتمدون -مثل حاملي محترف إدارة المشاريع "PMP®"، الذي أصدرته مؤسستي، معهد إدارة المشاريع "PMI" -على دراية جيدة في تطوير خطط شاملة وواضحة لإحياء مشاريع البنية التحتية المستدامة وإبقاء المشاركين فيها مسؤول.
يمكن للأفراد أو المؤسسات التي تتطلع إلى تحويل صناعة البناء وإثباتها للمستقبل الاستفادة أيضا من متخصص البناء لدينا في مشاريع البيئة المبنية "PMI-CP TM "تساعد في صقل وتطوير مهارات جديدة لدور حال أو مستقبلي في البيئة المبنية.
وتضمين الاستدامة في جميع المشاريع بالنظر إلى التسارع السريع لتغير المناخ، يجب أن يكون كل مشروع مشروعًا مستدامًا.
ومع ذلك، وجدت الأبحاث التي أجرتها منظمتي في عام 2020 أن ثلث المشاريع فقط تقدم تحسينات على البيئة، وأن اثنتين من كل خمس منظمات أبلغت عن عوائق رئيسية أمام تحسين التأثير الاجتماعي.
مديرو المشاريع في وضع جيد لتنفيذ ممارسات الاستدامة في كل مشروع وعملية بما في ذلك دمج أهداف الانبعاثات في مؤشرات الأداء الرئيسية، وتحديد فرص جديدة لتقليل استهلاك الموارد، واكتشاف فرص سلسلة التوريد الخضراء وإعادة تدوير المواد، وبناء إدارة الانبعاثات في طرق العمل، والمشاركة مع مختلف أصحاب المصلحة لتضمين وتحسين ممارسات الاستدامة عبر المنظمة. تعد إدارة أصحاب المصلحة -تقييم تأثير المشروع على أصحاب المصلحة -جزءًا لا يتجزأ من إدارة المشروع، وهذا يتجاوز العملاء أو المستثمرين المستهدفين. هناك عقبة كبيرة يجب على مديري المشاريع ومؤسساتهم معالجتها، مع مدخلات وتوجيهات من الوكالات الحكومية، وهي الافتقار إلى الشفافية والمساءلة والمواءمة في قياس وتتبع التقدم عندما يتعلق الأمر بالاستدامة.
كانت الإفصاحات المتعلقة بالمناخ التي اقترحتها لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية في مارس 2022 خطوة ضرورية للغاية إلى الأمام.
وأخيرًا، يجب على مديري المشاريع تشجيع مجموعة متنوعة من وجهات النظر المختلفة والنظر فيها، وستكون القدرة على تجميع فرق متنوعة، وتحدي الافتراضات طويلة الأمد، وطرح الأسئلة المستهدفة، واختبار الحلول من خلال التجريب والتكرار -مهارات التفكير التصميمي التي تتناولها دورة مؤسستي، حل المشكلات الشرير -ضرورية لمواجهة التحديات الأكثر تعقيدًا في العالم، بما في ذلك تغير المناخ.
نحن نعلم ما يتعين علينا القيام به لمواجهة تغير المناخ، ونعرف سبب أهميته، لكن "كيف" و"متى" أثبتا أنهما بعيد المنال. يمكن أن تساعد مبادئ إدارة المشروع، جنبًا إلى جنب مع أفضل ممارسات الاستدامة، القادة على ترجمة الالتزامات إلى العمل، ومساعدة القطاعين العام والخاص على العمل معًا للتأثير على تغيير ذي مغزى.
جوجل نيوز
