عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الاقتصاد العالمي على فوهة بركان

الاقتصاد العالمي على فوهة بركان

يشهد العالم خلال الأيام والأسابيع الأخيرة أحداثًا خطيرة ومتسارعة، تلك الأحداث  لها تداعياتها على النواحي السياسية والأجتماعية، ولكل حدث بعد اقتصادي.



تلك الأحداث بالتبعية تؤثر فينا بشكل مباشر وغير مباشر شئنا أو أبينا، وتتطلب منا حكاماً ومحكومين اليقظة التامة.

لو نظرنا إلى الصورة عن بعد ليتضح لنا ارتفاع معدلات التضخم بشكل غير مسبوق منذ عشرات السنوات، ولو دققنا في الصورة أكثر لوجدنا أن بوتين وروسيا يسيران في الطريق الذي رسموه للحفاظ على أراضيهم ومصالحهم مهما كانت التكلفة أو النتائج أو العقوبات الاقتصادية المفروضة والتي تزداد يوماً بعد يوم.

على الجانب الآخر الغرب يئن، والشعوب تخشى دخول الشتاء في ظل شح الطاقة وارتفاع أسعارها.. دعونا ننظر الى بعض تفاصيل الصورة:

• الاتحاد الأوروبي .. يستعد لتلقي ضربة نووية قد تكون موجهة في البداية الى ألمانيا وانجلترا، وينتشر به حالات الإغلاقات للشركات والمصانع بسبب أزمة الغاز وشح المحروقات وارتفاع أسعارها، فإذا أضفنا إلى ذلك انقسام الحكومات الأوروبية في القرارات من ناحية، ومن جهة أخرى نجد الشعوب تبحث عن الحياة وعودة الغاز الروسي، وتشغيل خط أنابيب نورد ستريم, وإيقاف العقوبات على روسيا ورفض الحروب،  في حين أن الحكومات في ناحية أخرى تنصاع وراء امريكا وحلف الناتو. 

 

• الولايات المتحدة الأمريكية .. تسعى إلى إطالة أمد الحرب لإنهاك الاقتصاد الأوروبي وقبله الروسي، ولو دعمت أوكرانيا بالسلاح فهي أسلحة دفاعية ولا تحسم المعركة، والبورصة الأمريكية تنزف، ويساند أمريكا في ذلك بريطانيا.

 

• بريطانيا .. تحشد جيوشها بشكل متسارع لمهمة ما غير معلومة، لاحتمال مشاركتها في الحرب دعماً لأوكرانيا .. الجنيه الاسترليني ينخفض .. ودعوات لسحب الثقة من رئيسة الوزراء الجديدة، بالرغم من حداثة انتخابها.

 

• ألمانيا .. مظاهرات في الشوارع ترفع العلم الروسي بجوار العلم الألماني .. حاملين لافتات مكتوب عليها اعتذار للروس: " أعزائنا الروس أنتم لستم أعدائنا. أعداؤنا في واشنطن وجنيف وبروكسل"، تلميحاً للاتحاد الأوروبي.، ومعبرين عن الاعتذار لروسيا وبوتين عن سلوك حكوماتهم، وترجو بوتين باستمرار ضخ الغاز خشية الموت برداً.

 

• إيطاليا .. عجلة التاريخ تعود الى الوراء ويفوز اليمين المتطرف، وتشكل جورجيا ميلوني الحكومة، وتحتضن شعارها القديم، "الرب، الوطن، العائلة"، والشعوب تنزع وتمزق علم الاتحاد الأوروبي وترفع العلم الإيطالي .. ألم أقل لكم أن عجلة التاريخ تعود للوراء، وهنا يجب أن نتساءل ما تأثير ذلك على المهاجرين الأجانب؟ وايضاً الأثر على ليبيا الجارة الشقيقة؟ وهل نحن أمام عودة للفاشية؟ المستقبل سيرد على تلك الأسئلة الهامة.

 

• كوريا الشمالية .. تطلق صاروخًاا بالستيًا ثانيًا احتفالاً بزيارة كامالا هاريس نائبه الرئيس الأمريكي قبيل توجهها لمقابلة رئيس الوزراء الياياني، واذا ذكرنا كامالا هاريس يجب أن نذكر سباب وصيحات الاستهجان من الديمقراطيين وهذا يشير الى  سحب السجادة من تحت الحزب الديمقراطي في انتخابات المنتصف الأمريكية.

 

• روسيا .. حشود عسكرية ضخمة وارسال وحدات عسكرية ومدرعات لزيادة التأمين ناحية جورجيا وأبخازيا وغيرها لتأمين المناطق الشائكة، وتضم عبر الانتخابات لبعض الأراضي المتنازع عليها مع أوكرانيا في صمت أوروبي.   

ويبقى الأمل .. في حسن تفهم المخاطر التي تحيط بنا، وتقدير التحديات التي على مقربة منا، وتقدير الأمور بشكل يحافظ على مصالحنا .. فمصر أولاً.. حمى الله مصر وشعبها.

خبير اقتصادي

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز