السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

في الذكرى 49 لنصر أكتوبر.. الجندي محروس عليوة يروي بطولات وذكريات النصر العظيم وملحمة العبور

أبطال السادس من أكتوبر
أبطال السادس من أكتوبر

هو أحد أبطال انتصار السادس من أكتوبر لعام 1973م، هو قصة وحكاية مشرفة سوف ترويها الأجيال القادمة، جيلا بعد جيل، لنتذكر حكايات الإنتصار العظيم  وما حققته القوات المسلحة المصرية من بطولات ردا على العدوان الإسرائيلي الغاشم في عام 1967م، هذه الانتصارات التي تحققت بتضحيات من آلاف الجنود والقيادات التي ما زلنا حتى الآن نكتشفها ونروي أسرارها من غزارتها وعظمتها.

الجندي مقاتل محروس عليوة بغدادي، ابن قرية غزالة الخيس التابعة لمركز الزقازيق محافظة الشرقية، يروي لنا عبر "بوابة روزاليوسف"، قصته وذكرياته وبطولاته في حرب أكتوبر المجيدة، وما حدث وظهر له ولزملائه من معجزات ومنح ربانية أمام أعينهم.

يقول محروس عليوة، كانت أمي دائما تحلم بانضمامي للجيش المصري حبا في الرئيس جمال عبدالناصر، ولكنني فقدت بصري بعد سنوات ميلادي، والتحقت حينها بمدرسة النور والأمل وكان يزاملني وقتها بالمدرسة الموسيقار الكبير عمار الشريعي رحمه الله، وظللت بها حتي حصولي علىى الشهادة الإعدادية، وشاءت الأقدار أن يمنحني الله سبحانه وتعالى من فيض كرمه حين ذهبت بالصدفة لأحد الأطباء ليعطيني بعض الأدوية التي بعدها أعاد الله لي بصري، فالتحقت بعدها بالجيش متطوعا لتنفيذ رغبة والدتي، رحمها الله.

يضيف: التحقت بالجيش أثناء حرب الاستنزاف في عام 1969م، وتم توزيعي كجندي على سلاح المهندسين وأكون برفقة الشهيد اللواء مهندس أحمد حمدي نائب السلام وقتها ، والذي كان مثالا للعدل والإخلاص في العمل حيث كنا جميعا نري فيه نموذج يحتذي به حتي وصفناه وكأنه الخليفة العادل الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

وتابع محروس عليوة، لا أنسى أبدا لحظة استشهاد اللواء أحمد حمدي أمام عيني خاصة أنه توفي بمشهد مكرر قبل ذلك وكأنه كان يعلم أنه سوف يموت شهيداً، فعندما كنا نقوم بعمليات التدريب في منطقة المعادي بالقاهرة على النيل علي كيفية إقامة الكباري، التي سوف تستخدمها في عبور قناة السويس وقت الحرب، رأيته في احدي المرات يجري فرحا وعلي وجهه سعادة بالغة حتى إنه سقط على الأرض من فرحته، وحين سأله أحد ضباط الشؤون المعنوية عن شعوره في نجاح التدريب أكد له أنه سعيد بالنجاح وفق الزمن المحدد وأنه يتمني أن يلقي الله سبحانه وتعالى على هذا الكوبري وتنتصر مصر على العدو الإسرائيلي.

وتشاء الأقدار أن يحقق الله سبحانه وتعالى إرادته للشهيد اللواء أحمد حمدي في يوم 14 أكتوبر وهو اليوم الذي قام العدو الإسرائيلي بالهجوم السري لمنع إقامة المزيد من الكباري لمنع عبور مزيد من القوات المصرية، فقام بنفسه بالنزول المساعدين في كوبري تم فكه، وقفز إلى ناقلة برمائية من ناقلات السلاح قادها لتصييه إحدى شظايا قذائف العدو ليسقط علي الكوبري شهيدا، ولكن بعد نجاحه في مهمته وعبور المزيد من القوات المسلحة المصرية.

يقول البطل  محروس عليوة، لقد قدمنا أنا وزملائي نموذجاً في التضحية والفداء لبلدنا الحبيبة مصر في سباق كل منا نحو الشهادة أو النصر، ففي أيام حدوث ثغرة الدفرسوار انضممت مع زملائي من الوحدة 199 لمساندة القوات المصرية المحاصرة في جنيفة، ورغم إصدار الأمم المتحدة قرار 338 ووقف إطلاق النار في يوم 22 أكتوبر ، إلا أن العدو لم يلتزم وحاصر جبل جنيفة وكان مصرا علي احتلال مدينة السويس، وهو ما لن يحدث بثبات الجيش المصري والمقاومة الشعبية في السويس.

يؤكد البطل محروس عليوة بغدادي، أنه رغم وقوعه في الأسر مع عدد من زملاءه بسبب انتهاء ذخيرتهم ولمدة ستة أشهر كاملة تحت سيطرة جنود العدوان الإسرائيلي وما ذاقوه من آلام التعذيب والزحف علي البازلت والحصي والجوع والعطش إلا أنهم رغم لم يقدموا اي معلومات للعدو، بل كانوا متمسكين بارداتهم وعزيمتهم في الانتصار حتي النهاية ، وتم الإفراج عنا في صفقات استبدال الأسري من الجانبين برعاية الصليب الأحمر الدولي.

يضيف محروس عليوة: أنه تعرض لمحاولة التجنيد من الجانب الإسرائيلي  بدأت حينما قاموا بإدخالي المستشفى وقاموا لحقني بحقنة الماكس فورت المخدرة، ثم عرضوا  التعاون معهم ومنحي الحرية ومن ثم العودة للصف المصري لإمدادهم بمعلومات عن الجيش المصري وخطط القتال، وذلك مقابل الكثير من الأموال، ولكنني رفضت بشكل قاطع وكان العقاب نلت ما نلت من أشكال التعذيب.

اختتم البطل محروس عليوة بغدادي حديثه وقدم الشكر والثناء إلى كل فرد من أفراد الجيش المصري الذين أصبحوا أبطالا وشهداء وقدوة ومثال للأبناء والأحفاد، وقدم أيضا شكره وامتنانه للقوات المسلحة المصرية التي منحته تكريما في ذكري  انتصارات أكتوبر العام قبل الماضي 2020 بشهادة ووشاح "الأب المثالي" والمقاتل البطل.

 

 

 

 

 

 

 

 

تم نسخ الرابط