124 عامًا على ميلاد وكيل النائب العام الذي أنشأ "المسرح الذهني"
وصف برائد المسرح الذهني، إنه الأديب الكبير ذائع الصيت الراحل توفيق الحكيم، الذي ولد يوم 9 أكتوبر1898، لأب مصري من أصل ريفي يعمل في سلك القضاء، ولأم تركية أرستقراطية، التحق بمدرسة بدمنهور ثم انتقل إلى البحيرة ثم إلى القاهرة في المرحلة الثانوية وشارك مع أعمامه في ثورة .1919

كانت مسرحية أهل الكهف، للراحل الكبير أول بذرة في المسرح الذهني، الذي أنشأه “الحكيم”، وهو أول مؤلف إبداعي استلهم موضوعاته من التراث المصري عبر عصوره المختلفة.
واستهل الأديب الكبير توفيق الحكيم قضاياه المسرحية والروائية من الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي المعاصر له.
اتسم أسلوب الحكيم بقدر كبير من العمق والوعي دون تعقيد أو غموض والمزج بين الرمزية والواقعية بشكل فريد يتميز بالخيال، كذلك تميز أسلوبه بالدقة والتكثيف الشديد وحشد المعاني والدلالات والقدرة الفائقة على التصوير.
"إني اليوم أقيم مسرحي داخل الذهن وأجعل الممثلين أفكارا تتحرك في المطلق من المعاني مرتدية أثواب الرموز لهذا اتسعت الهوة بيني وبين خشبة المسرح ولم أجد قنطرة تنقل مثل هذه الأعمال إلى الناس غير المطبعة"، تلك كلمات رائد الكتابة المسرحية العربية توفيق الحكيم.
تبنى الحكيم عددًا من القضايا القومية والاجتماعية وحرص على تأكيدها في كتاباته، فقد عني ببناء الشخصية القومية، واهتم بتنمية الشعور الوطني ونشر العدل الاجتماعي وترسيخ الديمقراطية وتأكيد مبدأ الحرية والمساواة.
ولد الحكيم بالإسكندرية، لأب مصري من أصل ريفي يعمل في سلك القضاء، ولأم تركية أرستقراطية، التحق بمدرسة بدمنهور ثم انتقل إلى البحيرة ثم إلى القاهرة في المرحلة الثانوية وشارك مع أعمامه في ثورة 1919 وقبض عليه واعتقل بسجن القلعة واستطاع والده نقله إلى المستشفى العسكري إلى أن أفرج عنه، واستكمل دراسته عام 1920 وحصل على شهادة الباكالوريا عام 1921، ثم التحق بـ كلية الحقوق بناءً على رغبة والده ليتخرج فيها عام 1925، ثم عمل محاميا متدربا بمكتب أحد المحامين المشهورين، ثم تمكن والده من إيفاده في بعثة دراسية إلى باريس للحصول على شهادة الدكتوراه في الحقوق للتدريس في إحدى الجامعات المصرية الناشئة، لكنه انصرف عن دراسة القانون، واهتم بـ الأدب المسرحي والقصص، واكتسب من خلال ذلك ثقافة أدبية وفنية واسعة، فاستدعاه والده إلى مصر عام 1927 ليعمل وكيلا للنائب العام عام 1930 في المحاكم المختلطة بالإسكندرية .
وفي عام 1934 عمل مفتشاً للتحقيقات في وزارة المعارف، ثم مديراً لإدارة الموسيقى والمسرح بالوزارة عام 1937، ثم نقل إلى وزارة الشؤون الاجتماعية ليعمل مديرا لمصلحة الإرشاد الاجتماعي واستقال عام 1944، وعاد إلى الوظيفة الحكومية مرة أخرى في عام 1954 كمدير لدار الكتب المصرية وفي نفس العام انتخب عضواً عاملاً بمجمع اللغة العربية وفي عام 1956 عيّن عضوا متفرغا في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وكيل وزارة وفي عام 1959 عيّن كمندوب مصر بمنظمة اليونسكو في باريس. ثم عاد إلى القاهرة في أوائل سنة 1960 إلى موقعه في المجلس الأعلى للفنون والآداب، ثم مستشاراً بجريدة الأهرام ثم عضواً بمجلس إدارتها في عام 1971.
ونال العديد من الجوائز منها: قلادة الجمهورية عام1957 وجائزة الدولة في الآداب عام 1960 وقلادة النيل عام 1975 والدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون عام 1975 وتوفي في 26 يوليو 1987.
أعماله الأدبية
1933 – عودة الرّوح 1936 – القصر المسحور مع “طه حسين” 1937 – يوميّات نائب في الأرياف 1938 – عصفور من الشّرق 1938 – أشعب 1939 – راقصة المَعبد روايات قصيرة 1940 – حمار الحكيم 1944 – الرّباط المُقدس



