بالفيديو.. جحيم "حقول المانجو" للعدو الإسرائيلي في "أبوعطوة"
صدرت الأوامر العسكرية، خلال شهر أكتوبر من عام 1973، لأحد رجال كتائب المجموعات، بالإبرار جوا شرق قناة السويس إلى الطاسة على المحور الأوسط، وعند تل الفرمة على المحور الثاني، وبدت المهمة مستحيلة عسكريًا، إذ كان الهدف تعطيل خطوط العدو للوصول إلى قناة السويس لمدة ساعتين، ولكن الأبطال المكلفين بالمهمة، استطاعوا تعطيل العدو من الوصول إلى القناة لمدة 12 ساعة وليس لساعتين فقط، وهو ما أدى إلى تسهيل عمليات العبور والاقتحام وتحقيق نصر أكتوبر العظيم، تلك كانت واحدة من البطولات المصرية.
وتوالت الملاحم بتطور سير القتال ونجح رجال المجموعة في القضاء على الأمل الأخير للقوات الإسرائيلية في دخول مدينة الإسماعيلية في معركة مفصلية دارت رحاها بين يومي التاسع عشر والثالث والعشرين من شهر أكتوبر، وسجلتها أدبيات الحرب الإسرائيلية بمعركة “حقول المانجو” وعرفها المصريون بمعركة "أبو عطوة".
وصف اللواء أركان حرب أحمد أسامة قائد المجموعة 139 صاعقة، معركة "أبو عطوة" بأشرس المعارك بين الجندي والدبابة التي استطاع خلالها المقاتل المصري تدمير دبابات العدو بسلاحه "RBg 7"، واحتفظ بعدد 5 دبابات منهم في منطقة أبو عطوة بمحافظة الإسماعيلية، لتكون شاهد العيان الحقيقي على شجاعة وبسالة الجندي المصري وقيامه بأشرس المعارك لتحرير أرض الوطن.
ومع تقدم سير القتال ووسط احتدام المعارك، دفعت القوات الإسرائيلية بثلاثة ألوية مدرعة ولواء مظلي تحت قيادة شارون، ليكون الهدف دخول مدينة الإسماعيلية، ولكنهم لم يتوقعوا المفاجأة التي كانت في انتظارهم على مشارف المدينة، من خلال تنظيم القوات المصرية لمجموعة من الكمائن على مشارف المحافظة آخرها كمين منطقة أبو عطوة، من خلالها كان التصدي للعدو الإسرائيلي.
وبالقرب من كمين منطقة أبو عطوة، تلاحظ مجموعة من الرجال يتحدثون العبرية وسط النيران على الفور تحركت القوات المصرية، وقامت بالقضاء على الأعداد المرصودة من رجال العدو الإسرائيلي، فيما ظهرت مجموعة أخرى استشهد خلالها العريف البطل فاروق عبد الفتاح السيد، بطلق في الرقبة.
كان الجنرال الإسرائيلي ديفيد بن أليعازر قد كشف جانبا من تفاصيل معركة أبو عطوة في مذكراته قائلًا: إن قوات شارون ما كادت أن تكرر محاولة التقدم تجاه مدينة الإسماعيلية حتى وقعت في كمين ضخم قامت به كتيبتان من رجال الكوماندوز المصريين ودارت معركة شديدة سقط فيها العديد من القتلى والجرحى الإسرائيليين.
تحوّلت منطقة الدبابات في أبو عطوة بمحافظة الإسماعيلية، إلى مزار تاريخي يروي تفاصيل وتاريخ وعظمة الشعب المصري المقدام الذي ظل صامدًا أمام العدو الإسرائيلي، متصديًا لدباباته الحصينة دون خوف أو رهبة، ولكن بقوة وإيمان شديد بنصر الله.



