رمز السلام والإسلام.. التحق بالأزهر عام 1923 وحصل على العالمية 1932
فى مثل هذا اليوم 17 أكتوبر عام 1978، رحل عن عالمنا رمز السلام والإسلام، شيخ الأزهر عبد الحليم محمود الذي ولد فى 12 مايو 1910، بمحافظة الشرقية، ونشأ في أسرة معروفة بالصلاح والتقوى، حفظ القرآن الكريم منذ نعومة أظافره في مرحلة الطفولة.

كان الشيخ عبد الحليم محمود قد التحق بالأزهر الشريف عام 1923، وحصل على العالمية 1932 ثم سافر إلى فرنسا لاستكمال تعليمه العالي، وحصل على الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية عن الحارث المحاسبي عام 1940.
و بعد عودته لمصرعمل مدرسا لعلم النفس بكلية اللغة العربية بكليات الأزهر،ثم تولى منصب عميد كلية أصول الدين 1964وتدرج فى المناصب حتى تولى منصب أمين عام مجمع البحوث الإسلامية الذي حل محل جماعة كبار العلماء واستطاع إقناع المسؤولين بتخصيص قطعة أرض بمدينة نصر لتضم المجمع وأجهزته العلمية والإدارية.
تشكيل لجنة تسهل استخراج الأحكام الفقهية
وشكل لجنة بمجمع البحوث الإسلامية لتقنين الشريعة الإسلامية في صيغة مواد قانونية تسهل استخراج الأحكام الفقهية على غرار القوانين الوضعية، فأتمت اللجنة تقنين القانون المدني كله في كل مذهب من المذاهب الأربعة.
وكان الراحل الكبير قد عين وكيلا للأزهر عام 1970، ثم وزيرا للأوقاف وشؤون الأزهر وعني بالمساجد عناية كبيرة أثناء توليه الوزارة وإهتم بتجديد المساجد التاريخية الكبرى مثل جامع عمرو بن العاص ثانى أقدم المساجد في إفريقيا.
تولى الشيخ عبد الحليم محمود مشيخة الأزهر في الفترة بين عامى 1973 و1978 والتي تعتبر فترة بالغة الحرج لتقلص سلطات شيخ الأزهر،ولكنه استطاع أن يحقق نجاحا غير متوقع في إدارة الأزهر، لاستشعاره بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، فاسترد للمشيخة مكانتها ومهابتها، وتوسع في إنشاء المعاهد الأزهرية على نحو غير مسبوق.
جعل للأزهر رأيا وبيانا في كل موقف وقضية، واستطاع أن يتخطى العقبات ويذلل الصعاب ، واستشعر أنه إمام المسلمين في كل أنحاء العالم، وأنه مسؤول عن قضاياهم، وكان العالم الإسلامى ينظر إليه نظرة تقدير وإعجاب، وإعتبروه زعيم المسلمين الروحي ،لتجاوبه مع أى أزمة تحدث ببلد إسلامي.
ألف الشيخ عبد الحليم محمود أكثر من 60 كتابا في التصوف والفلسفة، بعضها بالفرنسية ، ومن أشهر كتبه: "أوروبا والإسلام"، "التوحيد الخالص" ،و "الإسلام والعقل" ، وإهتم بإنشاء مكتبة الأزهر الكبرى، ونجح في الحصول على قطعة أرض مجاورة للأزهر لتقام عليها.



