الدراما تقف وحيدة فى معركة بناء الوعي.. هل تحسمها لصالح المجتمع؟
جنحت الدراما التليفزيونية مؤخرا إلى معالجة قضايا اجتماعية لما لها من مدى تأثير علي تغيير وعي الجمهور تجاه هذه القضايا مثل قضية الوطنية، وغيرها قائمة طويلة من قضايا المجتمع المصيرية.
الدراما التلفزيونية قوة ناعمة ضاربة تقف وحيدة في وسط ما بات يعرف بـ"معركة بناء الوعي"، وتفلح فيما فشلت تعثرت فيه قوى المجتمع السياسية والاجتماعية والدينية والإعلامية والتعليمية، في إلقاء حجر في مياه قضايا راكدة.
عبدالعزيز مخيون
الممثل القدير عبد العزيز مخيون، الذي شارك في مسلسل "الاختيار 3"، أكد دور الدراما من أفلام ومسلسلات فى تشكيل الوعى الاجتماعى لفئات المجتمع المختلف نحو قضايا مختلفة، معتبرا أن مسلسل الاختيار مثلا، طرح أحداث ووقائع بشكل درامي تفاعل معها المواطنون واكتشفوا حقيقتها، لافتا إلى أن الفيديوهات التوثيقية التي عرضت في المسلسل كانت مهمة لإلقاء ضوء جديد وحقيقي على العمل الدرامي.
ومضى عبد العزيز مخيون، يقول: "الدراما لها تأثير كبير على الناس في إعادة بناء الوعي، حيث يؤثر الفن الدرامي في قاعدة عريضة من الذين لا يقرأون الكتب والروايات".
سميرة عبدالعزيز
أما الممثلة القديرة سميرة عبدالعزيز، عضو مجلس الشيوخ، فقالت إن الأعمال الدرامية كانت تعرض على لجنة رقابية تراعي جميع القيم المجتمعية بمختلف أنواعها لنصل لمحتوى فني يسهم في بناء الوعي ويحافظ على الهوية والقيم والوجدان.
وأكدت سميرة عبدالعزيز، أن الأعمال الفنية الدرامية لها دور فعال في بناء الأسرة بشكل كامل والفئات الأمية التي تستقي معلوماتها من التليفزيون، وتقديم الأعمال الفنية من خلال التليفزيون لتتعلم الأسرة القيم الوطنية والهوية، مشددة على ضرورة استغلال الأعمال الدرامية في التوعية الدينية والوطنية، وأكدت سميرة عبدالعزيز، أنها استغلت تواجودها في مجلس الشيوخ، وطالبت الحكومة بإعادة التليفزيون لمرحلة الإنتاج الدرامي من خلال الاستوديوهات الخاصة به لاستعادة الزمن الجميل.
الناقد طارق الشناوي
ورأى الناقد الفني طارق الشناوي، أن التجارب الدرامية في العقد الأخير كان لها الآثر الإيجابي في الأعمال الوطنية مثل مسلسل الاختيار بأجزائه الثلاثة بالإضافة إلى فيلم الممر ومساهمة تلك الأعمال في رفع الوعي.
واعتبر الشناوي، أن تلك الأعمال أحدثت حالة من التماس الوجداني بين المتابعين والدراما، ورأى أن لتلك الأعمال الدرامية تأثير تخطى الحدود المحلية ليمتد أثرها إلى البعد القومي العربي.
ويرى الناقد الفني أن دور الدراما يساند الوطن ويعدل مسار كل ما بإمكانه التلاعب بوعي الجمهور ويضبط شراع سفينة الوعي نحو المسار الذي يعبر بها إلى بر الأمان، مستشهدا بدور الدراما مؤخرا في تصحيح مسار التطرف الديني.
وشبه الناقد الفني الدراما بالسلاح المدافع عن الوطن فيما يخص معركة الوعي، مشيرا إلى أن سلاح الدراما تم توظيفه في إطاره الصحيح بالشكل الجيد منذ بداية عرض مسلسل الاختيار وصحح العديد من المفاهيم الخاطئة، معتبرا كذلك أن الأعمال الدرامية هي أفضل سلاح يحفظ تاريخ الأوطان.



