"نيويورك تايمز": مستقبل كوكب الأرض متعلق بـ"cop27"
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن التعهدات الدولية المُتعلقة بمكافحة التغير المناخي آخذة في التراجع بما ينذر بمستقبل فوضوي ما لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة في هذه القضية خلال فعاليات مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 27) الذي تستضيفه مصر في مدينة شرم الشيخ الشهر المقبل.
واستندت الصحيفة على طرحها في هذا الشأن، حسبما نشرت عبر موقعها الالكتروني، بتقرير أصدرته الأمم المتحدة قبل ساعات قليلة بشأن تقييم التقدم المحرز في الالتزامات الدولية الخاصة بخفض الانبعاثات الضارة قبل بدء (كوب-27)..أكد أنه سيكون من الصعب تجنب الاضطراب الشديد في المسار الحالي!.
وأفاد تقرير الأمم المتحدة أن البلدان في جميع أنحاء العالم تفشل في الوفاء بالتزاماتها لمكافحة تغير المناخ وتوجيه الأرض نحو مستقبل يتسم بمزيد من الفيضانات الشديدة وحرائق الغابات والجفاف وموجات الحر وانقراض الأنواع. فقط 26 دولة من بين 193 دولة وافقت العام الماضي على تكثيف إجراءاتها المناخية قد اتبعت خططًا أكثر طموحًا.. بينما اتخذت أكبر دولتين مسؤولتين عن إحداث التلوث في العالم؛ وهما الصين والولايات المتحدة، بعض الإجراءات لكنهما لم تتعهدتا بالمزيد هذا العام حتى أنه تم تجميد مفاوضات المناخ بين البلدين منذ شهور.
وقال التقرير إنه بدون تخفيضات كبيرة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فإن الكوكب في طريقه للاحترار بمتوسط 2.1 إلى 2.9 درجة مئوية، مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة ، بحلول عام 2100. وهذا أعلى بكثير من هدف الاحتفاظ ب 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت) الذي حددته اتفاقية باريس التاريخية في عام 2015، ويتجاوز العتبة التي يقول العلماء بعدها إن احتمالية حدوث تأثيرات مناخية كارثية تزداد بشكل كبير.
كذلك، أكد التقرير أنه مع كل جزء من درجة الاحترار، سيتعرض عشرات الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم لموجات حرارة تهدد الحياة وتقضي على المحاصيل ومصادر المياه فضلا عن احتمالية زيادة معدلات الفيضانات واختفاء ملايين الثدييات والحشرات والطيور والنباتات.
تعليقًا على ذلك، أبرزت "نيويورك تايمز" أن تقرير اليوم يأتي قبل أقل من أسبوعين من موعد بدء اجتماع دول العالم في كوب-27 لمناقشة الوعود التي لم يتم الوفاء بها وتقييم معركة درء كارثة بيئية تهدد العالم برمته..مع ذلك، لا تزال الأزمات السياسية والاقتصادية في العالم، وعلى رأسها أزمة الطاقة الدولية والتضخم العالمي والاضطرابات السياسية في دول مثل بريطانيا والبرازيل تصرف انتباه القادة وتُشتت جهود تعزيز التعاون العالمي لمواجهة تغير المناخ.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن نيكلاس هون، مؤسس معهد المناخ الجديد في مدينة كولون بألمانيا، قوله: إن الحقائق التي تناولها تقرير الأمم المتحدة مخيبة للآمال بشكل كبير. شهدنا هذا العام القليل من الإجراءات المناخية التي وعدت بها الحكومات في نهاية النسخة السابقة من مؤتمر الأمم المتحدة في جلاسكو "كوب-26" وسط طوفان من العلم الجديد يخبرنا أنه يتعين علينا التحرك بشكل أسرع وأن الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية لا يزال ممكنًا تمامًا. نحن بحاجة إلى أن تضع الحكومات أهدافًا قوية تعمل على خفض الانبعاثات وإزالة الكربون من اقتصاداتها.
وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من دول العالم تعهدت في جلاسكو العام الماضي بمضاعفة جهودها لخفض الانبعاثات الناتجة عن حرق النفط والغاز والفحم التي تؤدي إلى تسخين كوكب الأرض بشكل خطير. كما اتفقت على زيادة التمويل للتكنولوجيات اللازمة لمساعدة الاقتصادات النامية على التحول من الوقود الأحفوري إلى طاقة الرياح والطاقة الشمسية ومصادر الطاقة المتجددة الأخرى.
بدوره، وصف تارين فرانسين، وهو زميل في معهد الموارد العالمية، وهو منظمة بحثية غير ربحية، المسار الحالي لزيادة درجة الحرارة العالمية بأنه "مرتفع بشكل خطير".
وفي هذا، ذكرت الصحيفة أن الصين، التي تعد حاليًا أكبر مصدر لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم، تعد واحدة من المعوقات الرئيسية للالتزامات الجديدة، على الرغم من أنها قدمت تعهدًا جديدًا قبل قمة العام الماضي في جلاسكو وقالت إن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ستستمر في النمو حتى تصل إلى ذروتها بحلول عام 2030، لكنها لم تحدد أهدافًا لخفض غازات الاحتباس الحراري الأخرى، مثل الميثان، الذي تصدر منه كميات كبيرة قد تعادل إجمالي انبعاثات الدول الأصغر.
ووجد تحليل آخر أجراه معهد الموارد العالمية، ونقلته "نيويورك تايمز" أن الوعود الحالية من قبل الدول ستقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية بنحو 7 في المائة من مستويات عام 2019، على الرغم من أن ستة أضعاف ذلك، أي خفض بنسبة 43 في المائة، سيكون ضروريًا للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.



