الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

فى اطار الاحتفال بانتصارات أكتوبر.. أبناء سيناء يحتفلون بذكرى مؤتمر الصمود والتحدى بالحسنة

بوابة روز اليوسف

 

فى اطار الاحتفال بالذكرى التاسعة والأربعين لانتصارات السادس من أكتوبر عام 1973 .. تحتفل محافظة شمال سيناء بذكرى مؤتمر الحسنة الشهير بالصمود والتحدى، ورفض أبناء سيناء المخطط الإسرائيلى لتدويل سيناء وعزلها عن الوطن الأم مصر.

 

 

وأعلن المحاسب سعد خليل بغدادى رئيس مركز ومدينة الحسنة ( فى بيان اليوم ) عن اقامة الاحتفال بهذه المناسبة يوم الاثنين القادم الموافق 31 أكتوبر الجارى فى مقر مدرسة الحسنة الثانوية بحضور جميع مشايخ وعواقل وأهالى المحافظة والقيادات ، وذلك تحت رعاية الدكتور محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء .

ومما يذكر أنه فى مثل هذا اليوم ( 31 أكتوبر عام 1968 ) أعدت اسرائيل لمؤتمر عام يقام فى منطقة الحسنة بوسط سيناء يحضره مشايخ وعواقل سيناء تحت رعاية قادة اسرائيل ، ودعت اليه وسائل الاعلام ووكالات الأنباء العالمية للتأكيد على عزل سيناء واعلان ذلك على لسان مشايخ وعواقل سيناء .. حيث بذلت اسرائيل كل جهودها من أجل تحريض أهالى سيناء على الاستقلال بها والإعلان عن دولة سيناء المستقلة عن مصر .. بل وحشدت فى سبيل ذلك كل طاقاتها لتحقيق حلمها فى نزع سيناء من مصريتها وعروبتها ، وسعيا وراء ذلك .. التقى موشيه ديان وزير الدفاع الإسرائيلى آنذاك مع عدد من مشايخ سيناء وأغدق عليهم الهدايا والأموال لإقناعهم بفكرة تحويلها إلى دولة مستقلة ، وأنه على الفور تم توصيل المعلومات الى السلطات المصرية بالقاهرة ، وتولت الجهات المسؤولة إدارة الموضوع .. حيث تم تكليف الضابط السيناوى محمد اليمانى بمتابعة القضية ، والذي طلب من المشايخ وفق تعليمات من القاهرة بمواصلة خداع ومجاراة إسرائيل فى طلبها ، وقام برصد تحركات العدو الصهيونى واتصالاته الدولية ، وفى نفس الوقت وافقت أمريكا وعدد من حلفائها على دعم القضية فى حالة موافقة أهل سيناء على التدويل .. بشرط أن يتم اعلان ذلك فى مؤتمر عام يتابعه العالم كله . . الا أن مشايخ وأهالى سيناء كان لهم رأيا آخر .. حيث أعلنوا موافقتهم على المقترح مبدئيا .. عاقدين العزم على مفاجأة اسرائيل والعالم بالقرار .

وفى الموعد المحدد ( 31 أكتوبر 1968 ) .. كان الجميع على موعد لعقد المؤتمر فى مدينة الحسنة بوسط سيناء ، وأعدت إسرائيل عدتها لإعلان سيناء دولة منفصلة .. وحشد ديان وزير الدفاع عدته .

وأمام العالم أجمع .. أعلن مشايخ وأهالى سيناء رفضهم للمخطط الاسرائيلى الذي عملت على تنفيذه بكل السبل ، وهناك كلمات خالدة عبر التاريخ وجهها مشايخ وعواقل سيناء الى اسرائيل والعالم من خلال مؤتمر الحسنة ، وهى : " سيناء أرض مصرية وستبقى مصرية ولا نرضى بديلا عن مصر وما أنتم إلا احتلال ونرفض التدويل ، وأمر سيناء فى يد مصر .. سيناء مصرية مائة فى المائة ولا نملك فيها شبرا واحداً يمكننا التفريط فيه ، ومن يريد الحديث عن سيناء يتكلم مع زعيم مصر جمال عبد الناصر " .

ومن جانبه .. أكد عبد العزيز الغالى عضو اتحاد الكتاب والمؤرخ السيناوى أنه فى مثل هذا اليوم دعت إسرائيل أجهزة اعلام العالم وكل الأجانب فى إسرائيل إلي مؤتمر عالمى عقدوه فى الحسنة بوسط سيناء لاعلان موافقة مشايخ قبائل سيناء على مشروع تدويل سيناء ووضعها تحت الحماية الإسرائيلية ، وبذل الإسرائيليون جهودا كبيرة لاقناع قبائل سيناء بهذا المشروع .. حيث كان موشى ديان يقوم بزيارة المشايخ بنفسه لاقناعهم بتحويل سيناء إلى جنة الله فى أرضه ، وتظاهر مشايخ القبائل بالانصياع لإسرائيل .. ولكنهم اتفقوا فيما بينهم على رفض المشروع أمام ممثلى السفارات وأجهزة الاعلام العالمية .

وقد أقامت إسرائيل سرادقات واسعة لعقد هذا المؤتمر وأحضروا المأكولات والمشروبات بالطائرات الهليكوبتر إلى مكان الاجتماع .. كما نقلوا مشايخ القبائل إلي السرادق المقام بالطائرات ، وقبل ذلك كان مشايخ القبائل برغم صعوبة وسائل الاتصال بين مناطق سيناء قد رتبوا أمرهم وفوضوا من يتحدث باسمهم ، وعندما وقف ديان ليشرح المشروع ويؤكد مساندة قبائل سيناء لهم .. وقف أحد مشايخ سيناء ثابتا أمام الكاميرات ليقول فى ثبات : " ان ما تطلبونه منا بشأن سيناء ليس فى اختصاصنا نحن قبائل سيناء .. فسيناء ليست ملكا لأحد منا .. سيناء تحت سيادة رئيس الجمهورية ، وليس من حق أحد غير حكومة مصر أن يتصرف فى هذه الأرض " ، ونزل هذا الكلام كالصاعقة على رؤس الإسرائيليين .. كما فوجىء ممثلوا وكالات الأنباء والدبلوماسيون بهذا الكلام الحاسم ، وانفض المؤتمر وسط جو من الفوضى والاحباط بين الإسرائيليين .

وأشار الى أنه برغم مرور عشرات السنوات فإن ذكرى هذا المؤتمر تظل حاضرة كدليل على اخلاص أبناء سيناء وحبهم لمصر ولكل ذرة من رمال أرضها.. كما تظل ذكرى مشايخ وعواقل سيناء أمثال الشيخ سالم الهرش والشيخ ابن خلف والمحامى سعيد لطفى وغيرهم من رموز سيناء نبراسا أمام الأجيال القادمة.

 

تم نسخ الرابط