تسعة رؤساء رسميين وثلاثة شرفيين خلال 44 دورة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي

تنطلق فعاليات الدورة الـ44 من عمر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، غدا الأحد، برئاسة الفنان حسين فهمي، أول رئيس للمهرجان يتولى رئاسته لفترة ثانية منذ تدشين المهرجان عام 1976 على يد كمال الملاخ، وتولى رئاسة المهرجان تسعة رؤساء رسميين وثلاثة رؤساء شرفيين خلال 46 عاما منذ انطلاقه، وتم تأجيل المهرجان مرتين الأولى في عام 2011 والثانية في عام 2013 لأسباب سياسية مرت بها مصر خلال هذين العامين.

كمال الملاخ أول رئيس للمهرجان

هو أول رئيس لمهرجان القاهرة السينمائي، وهو صاحب فكرة تأسيس المهرجان عام 1976 من خلال رئاسته الجمعية المصرية للكتاب والنقاد السينمائيين، كما كان صاحب فكرة تأسيس مهرجان الإسكندرية السينمائي عام 1979، وترأس الملاخ مهرجان القاهرة السينمائي لسبع سنوات من أولى دوراته حتى عام 1983.

كما كان للملاخ، الذي ولد بأسيوط عام 1918، اكتشاف أثري مهم وهو مراكب الشمس للملك خوخو بالجيزة عام 1954، وشارك في ترميم آثار جزيرة فيله بأسوان وأهرامات الجيزة وقلعة برج العرب.

وتخرج كمال الملاخ من كلية الفنون الجميلة جامعة القاهرة عام 1943، وعمل مديرا ورئيسا لقسم الهندسة بهيئة الآثار وناقدا فنيا في جريدتي "أخبار اليوم" و"الأهرام" وأستاذا بكلية الآثار بجامعة القاهرة، كما كان عضوا في العديد من الهيئات والجمعيات منها نقابات الصحفيين والمهندسين التشكليين وممثل مصر بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو".

وعلى الرغم أن الملاخ لم يقدم للسينما أية أعمال مكتوبة من سيناريو أو حوار، ولكنه قدم 18 فيلما وثائقيا عن تاريخ الحضارة الفرعونية، كما كانت له العديد من المؤلفات التي ترجمت لعدة لغات منها "توت عنخ آمون " وترجم للفرنسية والإنجليزية والألمانية ونشرت له العديد من الدراسات والأبحاث والمقالات بالدوريات العربية والأجنبية.

وحصل كمال الملاخ على العديد من الجوائر منها جائزة الدولة التشجيعية ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون، وسام الأرز اللبناني، وسام الاستحقاق الفرنسي، ورحل الملاخ عام 1998 عن عمر ناهز 90 عاما.

كمال الشيخ رئيسا للمهرجان لدورة واحدة

تولى المخرج السينمائي كمال الشيخ رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي لدورة واحدة فقط عام 1984، وتعد أقصر مدة لرئاسة المهرجان، وهو أول من تولى رئاسة المهرجان من الوسط السينمائي.

ولد كمال الشيخ في المنوفية عام 1919، والتحق بكلية الحقوق لكنه كان مولعا بالسينما فترك دراسة الحقوق واتجه للعمل في مجال المونتاج حتى أخرج أول أفلامه "المنزل رقم 13" لفاتن حمامة وعماد حمدي ومحمود المليجي عام 1952، والذي أصبح ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، ونظرا لأن أفلامه غلب عليها الطابع البوليسي لقب "بهتشكوك العرب" نسبة لمخرج أفلام الرعب والتشويق البريطاني "ألفريد هتشكوك"، وتوالت بعد ذلك أعمال كمال الشيخ السينمائية التي وصلت لنحو 40 فيلما سينمائيا، منها "حياة أو موت" و"غروب وشروق" وهما ضمن قائمة أفضل 100 فيلم، "سيدة القصر"، "ملاك وشيطان"، و"بئر الحرمان"، كما يعد أول مخرج يناقش الصراع العربي الإسرائيلي في أعماله من خلال فيلم "أرض السلام" عام 1957 لعمر الشريف وفاتن حمامة.

وضمت قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينم المصرية ثمانية أفلام للمخرج كمال الشيخ منها "الرجل الذي فقد ظله"، "الصعود إلى الهاوية"، "ميرامار"، "اللص والكلاب"، و"على من نطلق الرصاص" وكان أول فيلم من إنتاجه.

حصل الشيخ على عدة جوائز في مجال الإخراج إلى جانب جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 1991، ورحل المخرج الكبير عام 2004 عن عمر ناهز 85 عاما.

سعد الدين وهبة الأطول مدة في رئاسة المهرجان

ترأس الكاتب سعد الدين وهبة مهرجان القاهرة السينمائي لمدة 12 عاما من 1985 حتى وفاته عام 1997، والذي رحل فيه عن عمر ناهز 72 عاما، ليكون الأطول مدة في رئاسة المهرجان.

ولد وهبة عام 1925 في الدقهلية، وتخرج في كلية الشرطة وعمل ضابطا حتى رتبة رائد ثم استقال عام 1956، ليتجه لدراسة الفلسفة في كلية الآداب جامعة الإسكندرية.

وشغل عدة مناصب منها رئيس الشركة العامة للإنتاج السينمائي، ووكيل وزارة الثقافة، ونقيب السينمائيين، ورئيس لاتحاد النقابات الفنية، ورئيس لاتحاد كتاب مصر، ورئيس للاتحاد العام للفنانين العرب.

وشارك في كتابة العديد من الأفلام السينمائية منها "الزوجة رقم 13"، "أرض النفاق"، "مراتي مدير عام"، "أبي فوق الشجرة"، و"الحرام"، كما كانت له العديد من الأعمال المسرحية منها "سكة السلامة"، "السبنسة"، و"المحروسة" وهي آخر أعماله.

حصل سعد الدين وهبة على جائزة الدولة التقديرية في الآداب، وأوسمة الجمهورية من الطبقة الثالثة، الاستحقاق من الطبقة الأولى، والعلوم والفنون من الطبقة الأولى، وجوقة الشرف الفرنسي.

حسين فهمي أول ممثل يترأس المهرجان

تولى الفنان حسين فهمي رئاسة المهرجان في أول مرة لمدة أربع سنوات من عام 1998 وحتى عام 2001 أي 4 دورات، وكان أول ممثل يرأس مهرجان القاهرة السينمائي، إلا أنه بعد أكثر من 20 عاما عاد لرئاسة المهرجان مرة ثانية في دورته الـ44.

والفنان حسين فهمي قد تخرج في المعهد العالي للسينما عام 1963، كما درس الإخراج في الولايات المتحدة، واكتشفه المخرج حسين الإمام كممثل، فترك فهمي الإخراج واتجه إلى التمثيل، وقدم فهمي العديد من الأعمال السينمائية والدرامية الناجحة منها "خلي بالك من زوزو"، "أميرة حبي أنا"، "الرصاصة لا تزال في جيبي"، "العار" و"جري الوحوش"، كما حصل على عدة جوائز كأحسن ممثل.

شريف الشوباشي ميزانية المهرجان سبب استقالته

ترأس الصحفي والإعلامي شريف الشوباشي مهرجان القاهرة السينمائي أربع دورات من عام 2002 وحتى عام 2005، وقد استقال من رئاسة المهرجان حسب قوله "لضعف الميزانية".

وعمل الشوباشي بعد تخرجه من كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية مذيعا في إذاعة الشرق الأوسط والقاهرة عام 1968، قبل أن يتجه إلى العمل الصحفي في مجلة المصور، وعمل مديرا لمكتب الأهرام في فرنسا لمدة 16 عاما، كما قدم نشرة الأخبار بالفرنسية في التليفزيون المصري.

وللشوباشي العديد من الكتب والمؤلفات منها روايتا "الديناصور" و"الهانم والوزير" وكتب فيلما سينمائيا بعنوان "بطل من الجنوب" قامت ببطولته الفنانة نجلاء فتحي عام 2000.

عزت أبوعوف موسيقي في رئاسة المهرجان

تولى الفنان الراحل عزت أبو عوف رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي من عام 2006 وحتى 2012، ولكنه ترأس ست دورات خلال سبعة أعوام مدة رئاسته للمهرجان، حيث تم تأجيل الدورة الـ35 بسبب أحداث ثورة يناير عام 2011 للعام التالي لها 2012.

تخرج الفنان أبو عوف، الذي ولد عام 1948، من كلية الطب، وبسبب عشقه للفن خاصة الموسيقى، حيث أن والده الموسيقار أحمد شفيق أبو عوف، وكان رئيسا لمعهد الموسيقى العربية، عمل عزت عضوا في فرقة "بلاك كاتس"، ثم بعد حلها كون فرقته الشهيرة "فور إم" مع شقيقاته الأربع، وبعد توقف عمل الفرقة، اتجه إلى مجال التمثيل وكان أول أعماله فيلم "آيس كريم في جليم" مع عمرو دياب، ثم انطلق في تقديم الكثير من الأعمال السينمائية والدرامية، التي صنعت شهرته ونجوميته حتى رحل عن دنيانا في 2019 عن عمر ناهز 71 عاما، وحصل خلال مسيرته الفنية الطويلة على جائزة واحدة فقط عن دوره في فيلم "أسرار البنات".

سمير فريد وتأجيل المهرجان للمرة الثانية

الناقد والمؤرخ السينمائي سمير فريد تولى رئاسة المهرجان في ظروف سياسية صعبة كانت تمر بها مصر في عام 2013، وهي أول دورة له في رئاسة المهرجان وعلى ضوء تلك الأحداث تأجلت دورة المهرجان الـ36 للعام التالي 2014، ليترأس المهرجان في دورة واحدة خلال عامين، ولم يكن فريد ببعيد عن المهرجان، حيث كان دائما يعمل في تنظيمه وشغل مديرا فنيا له لعدة سنوات.

وسمير فريد ولد عام 1943 بالقاهرة، وتخرج من قسم النقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية عام 1965، وبدأ حياته المهنية في مجال النقد الفني بجريدة الجمهورية ولقب بعميد السينمائيين العرب، وحصل على جائزة الدولة في الفنون عام 2002، والميدالية الذهبية لمهرجان كان الفرنسي عام 2000، ورحل الناقد والمؤرخ سمير فريد عام 2017، تاركا إرثا نحو 50 كتابا في مجال النقد والفن.

ماجدة واصف أول سيدة تتولى رئاسة المهرجان

تولت الناقدة السينمائية الدكتورة ماجدة واصف رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي لثلاث دورات متتالية من عام 2015 حتى عام 2017، وتقدمت باستقالتها قبل انطلاق الدورة الـ39، لكنها استمرت في رئاسة المهرجان حتى انتهائها، وجاءت الاستقالة لرغبتها في عدم الاستمرارية بالمنصب على حد قولها.

وشغلت ماجدة واصف خلال مسيرتها المهنية مدير قسم السينما في معهد العالم العربي في باريس، كما شاركت في تأسيس مهرجان الفيلم العربي في باريس، وشغلت منصب رئيس مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية.

محمد حفظي الأصغر سنا في رئاسة المهرجان

المؤلف والمنتج محمد حفظي تولى رئاسة المهرجان مع بداية الدورة الـ40 للمهرجان وبالمصادفة كان حفظي في بداية الأربعينات من عمره؛ ليكون أصغر من تولى رئاسة المهرجان سنا، واستمر رئيسا للمهرجان لأربع دورات متتالية من عام 2018 حتى عام 2021.

درس حفظي الهندسة في لندن وعقب انتهائه من الدراسة عاد للقاهرة للعمل في مجال الكتابة والتأليف، كما أسس شركة للإنتاج وكانت باكورة إنتاجها عام 2008 بفيلمي "ورقة شفرة" للثلاثي شيكو وأحمد فهمي وهشام ماجد و"زي النهاردة" لأحمد الفيشاوي، كما أنتج عدة مسلسلات منها "سابع جار" و"ما وراء الطبيعة".

وقدم حفظي العديد من الأعمال السينمائية كمؤلف منها " تيتو" و"ملاكي إسكندرية" و"أسوار القمر".

الرؤساء الشرفيون للمهرجان

يعد الرئيس الشرفي للمهرجان تكريما لمسيرته الفنية وعطائه، بالإضافة إلى الاستفادة من خبراته وعلاقاته في دعم المهرجان، وقد تعاقب على مهرجان القاهرة السينمائي منذ تأسيسه ثلاثة رؤساء شرفيين.

عمر الشريف أول رئيس شرفي للمهرجان

النجم العالمي عمر الشريف كان أول من تولى الرئاسة الشرفية لمهرجان القاهرة السينمائي في عام 2006 حتى عام 2010 لمدة خمس دورات خلال فترة رئاسة الفنان عزت أبو عوف للمهرجان.

وولد عمر الشريف في الإسكندرية عام 1932، وبدأ عمله بالسينما في فيلم "صراع في الوادي" أمام الفنانة فاتن حمامة، وتوالت أعماله ثم شق طريقه إلى العالمية وقدم أول أفلامه في هوليود "لورانس العرب" عام 1962، ورشح عن دوره فيه لجائزة الأوسكار، لكنه لم يحصل عليها وحصل على جائرة "جولدن جلوب" لدوره في الفيلم، كما حصل عليها مرة ثانية كأفضل ممثل عن دوره في فيلم "دكتور زيفاجو"، ورحل عمر الشريف عن عالمنا عام 2015 عن عمر ناهز 83 عاما بعد مسيرة عطاء حافلة.

محمود حميدة رئيسا شرفيا لدورة واحدة

تولى الفنان محمود حميدة الرئاسة الشرفية لمهرجان القاهرة السينمائي في دورة واحدة فقط عام 2016، خلال رئاسة الدكتورة ماجدة واصف للمهرجان.

ولد محمود حميدة في محافظة الجيزة، وتخرج من كلية التجارة ولحبه للتمثيل منذ صغره بدأ مسيرته الفنية عام 1986 بتقديم مسلسل تليفزيوني، ثم اتجه إلى السينما وقدم عدة أعمال منها "عفاريت الأسفلت"، "الأمبراطور"، كما أسس شركة إنتاج وقدم من خلالها عدد من الأفلام منها "جنة الشياطين" و"جمال عبد الناصر"، وأصدر حميدة مجلة "الفن السابع"، وهي أول دورية مطبوعة متخصصة في مجال السينما في الشرق الأوسط.

وحصل حميدة على العديد من الجوائز من عدة مهرجانات كأحسن ممثل وإنتاج عن أفلام "بحب السيما" و"ملك وكتابة" وغيرها.

يسرا أول رئيسة شرفية للمهرجان

تزامن مع الدورة الأخيرة للدكتورة ماجدة واصف في رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي عام 2017 أن تتولى الفنانة يسرا منصب الرئيس الشرفي للمهرجان كأول سيدة تتولى هذا المنصب مثلما كانت ماجدة واصف أول سيدة تتولى منصب الرئيس الرسمي للمهرجان، وتولت يسرا المنصب دورة واحدة مثل سابقها الفنان محمود حميدة.

وبدأت يسرا عملها السينمائي في أواخر السبعينات وقدمت أفلاما ناجحة مع عادل إمام منها "جزيرة الشيطان" و"الأفوكاتو" و"طيور الظلام".. ومع أحمد زكي "البداية" و"الراعي والنساء"، كما عملت مع المخرج يوسف شاهين في أفلام "إسكندرية كمان وكمان" و "حدوتة مصرية" و"المهاجر"، كما شاركت الفنان العالمي عمر الشريف وعمرو دياب فيلم "ضحك و لعب وجد وحب"، كما قدمت عدة أعمال درامية ناجحة منها "رأفت الهجان" و"حياة الجوهري" ومؤخرا "أحلام سعيدة".

وحصلت يسرا على الكثير من الجوائز والتكريمات من مهرجانات "القاهرة السينمائي" و"الإسكندرية السينمائي" و"فينسيا السينمائي".

وبفضل كل هؤلاء الرؤساء من نقاد وكتاب وفنانين اكتسب مهرجان القاهرة السينمائي الدولي زخما وثقلا ودعما ليكون في مصاف المهرجان الدولية التي تحظى بأهمية كبيرة، ويحضره على مدار سنواته كبار النجوم العالميين مثل مورجان فريمان، صوفيا لورين، كاترين دينيف، صمويل جاكسون، داني جلوفر، إليزابيث تايلور، نيكولاس كيدج، بيتر أوتول، والنجم الهندي أميتاب باتشان.