من غسيل الكُلي للعمل سائقة "توك توك".. "آية": بشتغل عشان أساعد زوجي في مصاريف البيت وعلاجي
تستيقظ مع بزوغ الفجر، تقوم بإعداد وجبة الإفطار لصغارها قبل ذهابهم للمدرسة، ومن ثم إنجاز المهام المنزلية، ترتدي عباءة سوداء وتتوجه لاستقلال مركبة "توك توك" حصلت عليه بنظام التقسيط، لتساند زوجها في المعيشة وتخفف العبء عن كاهله، تجوب به قرى وتوابع مركز أبوحماد بمحافظة الشرقية.
منذ ما يقرب بنحو سنة وتسعة أشهر، أنجبت "آية رمضان" في العقد الثالث من عمرها، من مركز أبو حماد، طفلها الخامس والأصغر بين أشقائه، وبعد ولادته بأيام قليلة شعرت بحالة إعياء تجرعت على إثرها قرصًا من الدواء لتخفيف الألم غير مكترثة لأسبابه وواصلت عملها، ليعود بعد مرور ساعات ذات الألم فتوجهت إلى الطبيب لتوقيع الكشف الطبي عليها، قبل أن يطلب منها عمل بعض الفحوصات الطبية اللازمة للاطمئنان على حالتها الصحية، وهنا كانت المفاجأة التي نزلت على مسامعها كالصاعقة، عندما أخبرها الطبيب بإصابتها بفشل كلوي.
لم تكن تتحمل السيدة الثلاثينة الأمر في بدايته، وحزنت حزنًا شديدًا، بعد أن راودتها أفكارًا كادت أن تودي بحياتها، ولكن بمساعدة زوجها ومساندته لها، سرعان ما تغلبت على حزنها وبدأت في رحلة علاجها، وهنا أصبحت تتراكم الديون بسبب زيادة العبء المادي من أجل الحصول على الدواء، بحسب روايتها لـ"بوابة روزاليوسف".
لم يكن باستطاعة زوجها تغطية مصاريف علاجها أو متطلبات 5 من الأبناء والمنزل بمفرده، فقررت مساعدته وتحمل جزءا من المسؤولية معه، ففكرت في العمل "سائقة توك توك " وهي نفس مهنة زوجها والتي لديها خبرة بها، وبعرض الأمر عليه رفض خوفًا علي تدهور صحتها أو حدوث مكروه لها حتى أقنعته، فهمت بالحصول على قرض لشراء "توك توك" للعمل عليه تسدد قيمته شهريًا، لتجوب به داخل وخارج المركز الذي تقطن به.
تعرضت للتنمر والمضايقات من السائقين والمارة، كونها امرأة تعمل في مهنة تُعرف بأنها للرجال وهو الأمر الغريب على مجتمعنا، لم تكترث لمهاترات البعض تارة وتارة أخرى ترد عليهم لتخرس ألسنتهم، وصممت على استكمال الطريق الذي بدأته بشجاعة وسط دعم من يعرفونها وتشجيع زوجها الذي يقف بجانبها.
تعود "آية" في نهاية يوم عمل شاق بعدد من الجنيهات بالكاد تكفي لسد احتياجات ومتطلبات المنزل وشراء الأدوية، حيث إنها تعمل لمدة 3 أيام بالأسبوع من بكرة الصباح وحتى منتصف اليوم، و3 آخرين تذهب للمستشفى المركزي لتلقي جلسة الغسيل الكلوي التي تستمر ما يقرب نحو 3 ساعات، تلك الأيام الثقال التي تمر عليها، ترقد في بعضها بالفراش بعدما أنهكها الغسيل، وفي ذلك الأحيان يقوم زوجها بمساعدتها في قضاء الأعباء المنزلية بحسب قولها.
تناشد "آية" المسؤولين بمحافظة الشرقية، وكافة الجهات المعنية، بعمل سقف لمنزلها المكون من طابقين والمعروش سقفه بألواح خشبية تتسلل منه مياه الأمطار شتاءً، وتجهيز منزلها ببعض الأجهزة المنزلية منها غسالة للملابس وثلاجة لحفظ الطعام، ودولاب خشبي، حيث إن غرفة نومها بها سرير واحد فقط وملابس مُلقاة على الأرض ويخلو من الأثاث، ليحيوا حياة كريمة.



