السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

المبنى الطيني الإفريقي

د. إسماعيل حامد
د. إسماعيل حامد

يُقصد بهذا المصطلح، أي المبنى الطيني، بصفة عامة ذلك البناء الذي تم تشييده بشكل رئيس من التربة المتاحة، ويمكن دمجه وخلطه مع بعض المواد الأخرى ليكون أكثر قوة وصلابة. 

وقد يتكون المبنى الطيني من الطين الممزوج بالقش أو يمكن إضافة الجير، أو الأسمنت، وأيضًا يمكن تصنيع قوالب من الطوب لتشكيل كتل ترابية او أكياس ترابية او حتى طوب طيني مشوي وما هذا كله الا عبارة عن صور تتصور عليها المادة الاصلية للبناء وهي التراب. 

وتُصنع قوالب الطوب من مادة الطين (الصلصال، أو اللِبن، أو الطمي)، ومن المعروف أن الطين يحتوي على عناصر رئيسية لمركبات معدنية، تتفاوت نسبة وجودها باختلاف المقالع نتيجة التكوين الجيولوجي للتربة التي تستخرج منها مواد البناء، والتي من خلالها يتم إنتاج أنواع متباينة من قوالب الطوب الطيني الُمصنع.

وقد يتطلب الأمر مزج نوعين من التربة لغرض الحصول على نوع معين من الطوب الطيني ذي خواص محددة، ولأجل فهم خواص الطوب الطيني يجب معرفة طبيعة المواد الخام الداخلة في تصنيعه، وعناصرها الأساسية. 

وبأي حال، توجد ثلاثة أنواع للطوب الطيني سواء المصنوع يدويًا أو آلًيً، حيث تنقسم لثلاثة أنواع رئيسية: الطوب النيء، والطوب الأحمر، وكذلك طوب التربة المضغوطة. 

ولقد ذاع البناء باستخدام الطين في بلاد شمال الصحراء، كما ذاع في بلاد غرب إفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى بشكل واسع، وإن لم يكن بذات الكثافة والانتشار، وكذلك الأهمية.

وبرزت العمارة الطينية في أكثر البلدان الإفريقية المرتبطة بالصحراء الكبرى خلال العصور الإسلامية، ففي تونس استعمل البناؤون الطين بشكل واسع، ويظهر ذلك جليًا في قصور أمراء وحكام دولة الأغالبة في القرن 3هـ/9م في مناطق على غرار العباسية، ورقادة. 

كما تبرز "العمارة الطينية" في قصور خلفاء الدولة الفاطمية في القرن 4هـ/10م في مناطق صبرة، وهي مبانٍ شيدت بالطين، كما يمكن التذكير بأن مادة اللبن قد تم الكشف عنها ضمن جدران مسجد عقبة بن نافع بمدينة القيروان (في تونس). 

ولقد تمت الإشارة آنفًا إلى أن الطين شكل مادة البناء الرئيسية للسكان المحليين في غرب إفريقيا نظرًا لقلة الجبال والتلال الموجودة في بلادهم بسبب وجود الصحراء وطغيانها، وكذلك نظرا لقلة الأحجار والصخور هناك. 

وفي العديد من المدن بالصحراء الكبرى استخدمت تقنية لعمل "الطين المجفف"، وهو المعروف بـ"الطوب اللبن"، وكذلك "الطين المحروق" (أو المشوي)، وكلا الطريقتين في البناء سواء باستخدام الطين المجفف، أم المحروق كانا من التقنيات والوسائل الأكثر ذيوعاً في مدن الصحراء بصفة عامة. 

كما استخدم الطوب اللبن ذي اللون البني، وفي بعض الحالات كان يضم تقنية الدك، وهذا الأخير كثف بـ"عملية الدك" ما بين ألواح خشبية، وطين ممزوج مع مواد أخرى، مثل: شظايا الفخار، والآجر، والقرميد، والفخار، وكذلك الحصى، والجير، والتبن.

تم نسخ الرابط