الخميس 25 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

حكاية العمارة الطينية في بلاد الهوسا

د. إسماعيل حامد
د. إسماعيل حامد

تقع بلاد الهوسا أو ممالك الهوسا القديمة في آراضي شمال دولة نيجيريا حاليا، وكذلك بعض المناطق من جنوب آراضي دولة النيجر، وإن كان ارتباط بلاد الهوسا بدولة نيجيريا أكثر من غيرها.

كما أن شعوب الهوسا كمصطلح لاتشير إلى اصطلاح اثني أو عرقي، أي هذه الشعوب ليست ذات عرقية إثنية تميزها عن غيرها، بل هي في الغالب تشتير إلى كل من يتحدث بلغة الهوسا وليس لعرق الهوسا.

يبدو من الأهمية تناول نماذج من "العمارة الطينية" التي كانت قد شيدت في بعض مناطق غرب إفريقيا على غرار العمارة في بعض مدن بلاد الهوسا القديمة. وتعد مدينة كاتسينا من أبرز تلك النماذج التي برزت فيها العمارة الطينية لاسيما في مساجد كاتسينا القديمة.

ومن المعلوم أن كاتسينا أو كاتسينة كانت واحدة من إمارة بلاد الهوسا القديمة أو ممالك الهوسا، وكان يبلغ عددها سبعة ممالك كان سكان هذه البلاد، أي بلاد الهوسا يدينون في الغالب بالدين الإسلامي الذي انتشر في هذه البلاد منذ عدة قرون بعيدة، وان دخلت بعض مدن الهوسا في وقت متأخر مقارنة بغيرها على غرار سكان منطقة اسمها جوبر، قامت بها مملكة هوساوية صغير تحمل ذات الاسم. 

ويعد "مسجد غوباري" من أقدم المبانى أو المنشآت الأثرية التي يتميز طرازها المعماري بأنه بناء متعدد الطوابق، وعلى هذا فهذلك المسجد من أكثر المساجد  في منطقة غرب افريقيا التي تتميز بتلك السمة أو الخاصية المعمارية المميزة.

ومن المعتقد أن بناء هذا المسجد كان قد اكتمل خلال عهد حاكم كاتسينا (الملك) محمد الكروي (1398-1408م)، وهو أول ملوك كاتسينا الذين اعتنقوا الإسلام مع بدايات القرن 10هـ/16م. ويبدو أنه منذ ذلك الوقت، أصبحت مملكة كاتسينا مركزًا تجاريًا وأكاديميًا مهمًا جدًا في بلاد الهوسا.

 وعلى هذا، نما مسجد غوباري بمرور الزمن، ومن ثم أصبح مؤسسة علمية شهيرة  للتعليم العالي الإسلامي. وظل "مسجد غوباري" هو مسجد كاتسينا المركزي حتى بدايات القرن 13هـ/19م.

تم نسخ الرابط