عاجل.. نسر الداخلية يترجل .. الوزير المثقف الذي أرهق الموكب في قراءة الكتب
فقدت الدولة المصرية ووزارة داخليتها وزيرًا قلما يجود الزمان بمثله، قدير مهنيًا في العمل الشرطي، يعشق وطنه، إلى أقصى حد، وكان يرتقي بالروح بغزارة ثقافته من خلال نهمه في قراءة الكتب بكل صنوف العلم والمعرفة، وكان يقدر الصحافة ويحب الصحفيين.
إنه اللواء منصور عيسوي الذي تقلد منصب وزير الداخلية في أدق المراحل في تاريخ الوطن خلفاً للواء محمود وجدي، بعد أحداث فوضى 25 يناير 2011، تلك الفترة التي شهدت حرق أقسام ومؤسسات الشرطة، وهروب أعتى المجرمين والإرهابيين من السجون فكان على هذا الرجل أن يعيد ترتيب البيت الشرطي.

قاد وزارة الداخلية في أدق مراحل تاريخ الوطن
كان "العيسوي" يجتمع بالقيادات الوسطي وقريبهم إليه ويتنقل داخل المقرات الشرطية وقطاعات وزارة الداخلية ونوادي الشرطة ويستمع إليهم.
وذكرت قيادات أمنية، كانت تعمل مع الوزير الراحل منصور العيسوي، أنه كان يقرأ جيداً التقارير الأمنية ويراجعها لكي يتخذ القرار المناسب والصائب.
وأكد قيادي أمني رفيع المستوى كان يعمل مع الوزير أن العيسوي كان يعشق القراءة، لدرجة أنه كثيراً ما كان يوقف الموكب الوزاري بالطرقات ليتصفح الكتب والجرائد ويشتري الكتب بعد استغراق وقت من التصفح، فكان الوزير يقيم بمنطقة المنيل ويذهب إلى الوزارة وقتما كانت بمنطقة لاظوغلي.
وكان الوزير متواصل مع الصحافيين باستمرار ويرد على الهاتف طوال الوقت، كان الوزير لدية مكتبة في منزله تحوي كتب كثيرة،
وأتذكر: أنني التقيت ذات مرة مع اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية الراحل لدي بائع الجرائد بشارع قصر العيني وهو يتصفح الكتب ودار حوار شيق، فكان الوزير ودود ومقرب من عائلته "العيساوية" في محافظة الأقصر والتي تمتد أيضًا إلى محافظة سوهاج، فكان الرجل محبًا لأهله وأقاربه وعامة الناس.
كان اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية الراحل من مواليد عام 1937 بمدنية إسنا التابعة حاليًا لمحافظة الأقصر، وتخرج من كلية الشرطة عام 1959.
وتدرج في الجهاز الشرطي فشغل وكيل الإدارة العامة لمباحث القاهرة ثم مدير أمن الجيزة عام ،1988 حتى تقلد منصب مساعد وزير الداخلية لشمال الصعيد عام 1991 فمساعد وزير الداخلية لمنطقة وسط الصعيد عام 1992.
كما شغل منصب مدير أمن القاهرة عام 1993 ثم مساعد وزير الداخلية للأمن العام عام 1995، حتى عين من القيادة السياسية في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، محافظًا للمنيا عام 1996، وخلال تولي المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون البلاد عين وزيرا للداخلية عام 2011.
واليوم انطوت صفحة اللواء منصور العيسوي، تاركًا خفه سيرة عطرة، حيث تم تشييع جنازته من مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة، ويقام العزاء غداً بمسجد الشرطة بالقاهرة الجديدة.



