عاجل| الأهلي وريال مدريد.. ماذا قال كولر للاعبيه قبل خوض "لقاء القرن"؟
الأهلي وريال مدريد "مباراة القرن" التي ينتظرها أنصار المارد الأحمر لتكون النهاية السعيدة لحلم طال انتظاره، وحدثًا كرويًا فريدًا يجمع ما بين الفريقين الأكثر تتويجًا بالبطولات والألقاب القارية، وقبلة عُشاق ومُحبي الساحرة المُستديرة على اختلاف انتماءاتهم وألوانهم.
في تمام الساعة التاسعة من مساء غد الأربعاء، يولي أنصار الفريقين في كل مكان وجوههم شطر ملعب ستاد مولاي عبد الله بمدينة الرباط المغربية، لمُتابعة اللقاء التاريخي الذي يجمع بين نجوم الفريقين، في نصف نهائي بطولة كأس العالم للأندية، والتي سيعبر الفائز فيها إلى مباراة التتويج وإحراز اللقب.
نصف نهائي كأس العالم للأندية.. ليست موقعة عادية
مباراة المارد الأحمر والريال ليست مجرد مواجهة عادية تجمع بين 22 لاعبًا، يتصارعون من أجل حسم تذكرة التأهل للقاء النهائي، وإنما هي ملحمة كروية سيخلدها التاريخ، يفوز فيها الفريق الأكثر تنظيمًا وبذلًا للعرق والجهد، والأوفر حظًا وتوفيقًا واحترامًا لخصمه على أرضية الملعب.
مباراة تكتيكية من الطراز الأول، يخوضها أبناء المارد الأحمر سعيًا لتسجيل "الحدث الاستثنائي"، بالدفاع عن كبرياء بطل القارة وزعيمها الأوحد بلا منافس، ضد فريق مالت إليه كل التوقعات، ونتيجة شبه محسومة قبل إطلاق صافرة البداية.
تفوق كاسح لأبناء الميرينجي وتفاؤل مشوب بالحذر لـ”الشياطين”
الأرقام تُسجل تفوقًا كاسحًا لأبناء الميرينجي على كافة الأصعدة، مهاريًا وتاريخيًا وتسويقيًا، فيما يحفل التاريخ بالعديد من الوقائع التي تؤكد أن العبرة دومًا تكون بالخواتيم، وليس أدل على ذلك بما حققه العرب في مونديال قطر 2022، بأداء رجولي، ونتائج مُشرفة سنتناقلها بفخر جيلٍ بعد جيل.
واقع الأمور يقول بأن المباراة ستكون بمثابة رقعة الشطرنج، التي سيحسمها الفريق صاحب النقلات الأكثر ذكاءًا ووعيًا، والأقدر على قراءة وفك الشفرات الموجودة على أرضية الملعب، بالإضافة للعب على أخطاء المنافس، ما يضع كل الاحتمالات على الطاولة، ويوفر لكلا المديرين الفنيين كامل حظوظه، لاقتناص تذكرة التأهل والعبور.
نتائج مُهتزة للملكي وتألق لافت لـ”الأحمر”
المُقدمات السابقة تكشف تفاصيل المحاضرة النظرية التي جمعت مارسيل كولر بلاعبيه، ضمن الاستعداد لخوض "مباراة القرن"، والتي وضع فيها المدير الفني السويسري يده على طريقة إبطال مفاتيح لعب ريال مدريد، بعد دراسته لأخر مواجهات الملكي في الليجا الإسباني.
الإحصاءات توضح خسارة ريال مدريد لثمان نقاط حسمت القمة لغريمه التقليدي، في انتزاع صدارة جدول ترتيب فرق الليجا الإسباني، بعد سلسلة من النتائج الهزيلة والمخيبة للآمال خلال شهر يناير، بدأت بهزيمته أمام فياريال بهدفين لهدف، وتعادله سلبًا أمام ريال سوسيداد، فيما كان سقوطه الأخير أمام مايوركا بهدف دون رد، قبل السفر للمغرب لخوض موقعته المُرتقبة أمام النادي الأهلي.
اهتزاز نتائج ريال مدريد على صعيد مواجهات الليجا الإسباني خلال الشهر الأخير، لا يعني بالتبعية أنه ليس الفريق المخيف، فلا يزال هو الفريق الأفضل على مستوى القارة العجوز، ولكن الشاهد هنا هو أن "الملكي" ليس في أفضل حالاته الفنية والذهنية.
هنا "مربط الفرس" و"مفتاح الرهان" على إمكانية إحداث المعجزة الكروية، التي تُعيد للأذهان ما حدث قبل 22 عامًا، حينما تفوق الأهلي على ريال مدريد وتلاعب به وبنجومه، على أرضية ملعب ستاد القاهرة الدولي، ليفوز بهدف دون رد للاعب النيجيري "صنداي".
خلطة “كولر” السحرية لعبور موقعة نصف النهائي
في محاضرته التحضيرية لمباراة نصف نهائي كأس العالم للأندية، سلط مارسيل كولر الضوء على أهم ملامح طريقة لعب ريال مدريد، في محاولة جادة لإبطالها، والتعامل معها بشكل حاسم، قبل تشكيل أي خطورة على شباك محمد الشناوي حارس العرين الأحمر، والتي أوجزها في النقاط التالية:
خديعة “فينسيوس”
عادة ما يلجأ الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لنادي ريال مدريد، لخديعة اللعب على الأطراف، مُستغلًا انطلاقات النفاثة البرازيلي فينيسيوس جونيور، والتي يقوم فيها بسحب الخط الخلفي للفريق المنافس، قبل إرسال كرته العرضية إلى حدود منطقة الجزاء، تمهيدًا لإطلاق قذائف صاروخية صوب المرمى، عبر أقدام القادمون من الخلف، وفي مُقدمتهم توني كروس، مودريتش، رودريجيو، أسينسيو.
خطة سحب الأطراف وكشف الخط الخلفي لمنطقة جزاء الفريق المنافس، هي الطريقة التقليدية التي يعتمدها أنشيلوتي، وكتيبة نجوم ريال مدريد، وغالبًا ما تُسفر عن الكثير من الأهداف، لتكون كلمة الفصل النهائية، لحسم العديد من المواجهات التي خاضها الميرينجي أمام فرق تلتزم بالتكتل الدفاعي أمام مرماها.
وهي المسألة التي ركز عليها مارسيل كولر مدرب الشياطين الحمر، وتوقف عندها مرارًا، للتأكيد على لاعبيه بعدم ابتلاع هذا الطُعم، مع تكليف أحد عناصر الوسط الدفاعي، بالوقوف على حدود منطقة الجزاء، لتأمينها وإبطال مفعول تسديدات لاعبي الريال.
لوكا مودريتش
يظل نجم وسط المنتخب الكرواتي، وأفضل لاعب في العالم موسم 2018، هو كلمة السر والمحرك الأساسي لتمويل وبناء هجمات ريال مدريد، ما يفرض ضرورة توفير الرقابة اللازمة على مودريتش، وإفساد كراته الساقطة خلف الخطوط، مع الانتباه لتحركاته المُضللة، التي تسعى لإيجاد ثغرات في المناطق الفاصلة بين خطي الوسط والدفاع، لإتاحة الفرصة لأحد زملاءه باختراقها.
مودريتش يُجيد القيام بعدة أدوار، بالإضافة لقدرته على الاحتفاظ بالكرة لأطول فترة مُمكنة، مع إمكانياته الفنية الكبيرة في المراوغة والمرور، وهو السلاح الذي يستند عليه في خلخلة دفاعات الفرق المنافسة، وتوزيع كراته على حدود منطقة الجزاء للتسديد أو الانفراد بالمرمى.
الضربات الركنية والستارة الدفاعية
تناول كولر واحدة من الجمل التكتيكية التي يُجيد لاعبو ريال مدريد تنفيذها، باستغلال الضربات الركنية التي يتحصل عليها الفريق، وعمد إلى شرحها باستفاضة للاعبيه، وبخاصة عناصر الخط الخلفي التي تُجيد ألعاب الهواء، وفيها يعتمد الميرينجي على خلق ستارة دفاعية أمام مرمى الفريق المنافس، بما يحول دون وصول الحارس للكرات العرضية المُرسلة داخل منطقة الستة ياردات، ليوفر الحرية الكاملة لمُهاجميه لوضعها داخل الشباك.
وأكد السويسري على لاعبيه ضرورة إفساد هذه الحيلة، دون ارتكاب أي أخطاء، تكلف فريقه احتساب ركلات جزاء ضده، في ظل وجود تقنية الفار، علاوة على ضرورة تعامل الرباعي محمد هاني ومحمود متولي ومحمد عبد المنعم والسولية مع الكرات الهوائية، وإبعادها عن مناطق الخطورة بشكل صحيح.
المثلث المقلوب
واحدة من الأفكار التي يُطبقها ريال مدريد بشكل مُرعب، بتشكيل ضغط هجومي كثيف يتواجد فيه مودريتش ويتوغل على حدود منطقة ليشكل مثلث مقلوب يكون هو رأسه، فيما ينضم لاعبا الأطراف ليكونا بمثابة القاعدة ورأسي الحربة البديلين، استغلالًا لسرعات فينسيوس وأسينسيو، ومهارتهما العالية في المراوغة والتسديد لإحراز الأهداف.
نقاط الضعف وخطة اللعب المُتوقعة
تؤكد الشواهد السابقة على المباراة المرتقبة التي تجمع بين المارد الأحمر والريال، إلى اعتماد كولر لذات السياسة التي انتهجها في بعض المواجهات، والتي يتم فيها ترك الاستحواذ للفريق المنافس، مع فرض الرقابة والضغط المتأخر، لخلق كثافة عديدة مناسبة في ثلث ملعبه الأخير، بما يحول دون النفاذ أو تشكيل أي خطورة على مرماه.
ويسعى كولر ولاعبوه لاستغلال ضعف التغطية الدفاعية، وحالة التراخي التي تشوب أداء مُهاجمي الريال، حال وجود هجمات مرتدة على مرمى فريقهم، وهي النقطة التي سيلعب عليها الأهلي، أملًا في خطف هدف التقدم والفوز، مع استنزاف وقت المباراة للخروج بهذه النتيجة والعبور لموقعة النهائي.
موقف الفريقين قبل مواجهة نصف النهائي
تخوض كتيبة الشياطين موقعة نصف نهائي كأس العالم للأندية التي تجمعهم بنجوم النادي الملكي، وهي في صدارة جدول ترتيب فرق الدوري المصري، برصيد 37 نقطة جمعتها من 11 انتصارًا و4 تعادلات، وحافظ الأهلي على سجله خاليًا من الهزيمة، متفوقًا على بيراميدز وفيوتشر "أقرب منافسيه" بفارق 6 نقاط، رغم خوضه لعدد مباريات أقل.
في المقابل يدخل ريال مدريد لقاء نصف نهائي كأس العالم للأندية، بعد تراجعه لمركز الوصافة بـ45 نقطة، جمعها بالفوز في 14 مباراة، والتعادل في 3، والخسارة بمثلها، ليحل ثانيًا وبفارق 8 نقاط، خلف نادي برشلونة صاحب المركز الأول والصدارة برصيد 53 نقطة.
موعد مباراة الأهلي وريال مدريد والقنوات الناقلة
تنطلق مباراة الأهلي وريال مدريد في نصف نهائي كأس العالم للأندية في تمام الساعة التاسعة من مساء غد الأربعاء بتوقيت القاهرة، على أرضية ملعب ستاد مولاي عبد الله بمدينة الرباط المغربية.
وتنقل قنوات SSC السعودية وTNT المغربية الرياضية، مباراة نصف النهائي، بعد حصولهما على حقوق بث مباريات بطولة كأس العالم للأندية 2023، والتي تستضيف المغرب نسختها التاسعة عشر، خلال الفترة من 1 إلى 11 فبراير الجاري.



