مصطلح بلاد السودان أو إفريقيا السوداء

أما مصطلحُ "إفريقيا السوداء" بحسب الكتابات الغربية، فيشير في أيامنا، للبلاد أو الممالك الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، حيث تسكن الشعوب الإفريقية (ذات البشرة السوداء)، وهم الذين تُطلق عليهم المصادر العربية: "أمم السودان"، أو "شعوب السودان"، أو "بلاد السودان". 

بينما يذكر المؤرخ أبوالفداء: "ذكر أمم السودان، وهم من ولد حام بن نوح عليه السلام". وعن شخصية حام، ونسله، وانتساب شعوب السودان له، يذكر المؤرخ المصري القُضاعي (ت: 454هـ): "فالسُودان كلهم على اختلاف أجناسهم من ولده، والقبط، والأفارقة الذين نسبت إليهم إفريقية من ولده".

وتشير العديدُ من المصادر للفظ "الأفارقة"، إما إشارة للسكان في مدينة "إفريقية"، أو ربما إشارة إلى عموم السكان في بلاد شمال إفريقيا عامة. ويمكن القول بأن أقدم الأجناس (الأعراق) Races التي سكنت إفريقيا تنتمي للمجموعة الإثنية المعروفة باسم: "نياندرتال" وهي التي يعتقد أن أصلها يرجع إلى قارة إفريقيا.

كما يشار إليها في بعض المصادر بتسمية: "بلاد السودان"، أو "أرض السودان". ويُطلق عليهم آخرون: "الجنس السوداني"، Sudanic Race أي: ذوي العرق، أو البشرة السوداء. وعلى هذا، فلفظ "أمم السودان" (أو شعوب السودان) يُشير إلى السكان القاطنين في هذه البلاد، أو "بلاد السودان".

ويُقصد بها تلك الأراضي التي تسكن بها هذه الشعوب الإفريقية في جنوب الصحراء من سواحل المحيط الأطلنطي غربًا وحتى سواحل البحر الأحمر، وبلاد القرن الإفريقي، وسواحل شرق إفريقيا على المحيط الهندي في أقصى الشرق.

ويشير لفظُ "السودان" بدوره إما إلى الأرض ذاتها من ناحية، أو إلى الشعوب الإفريقية التي استقرت في مناطق جنوب الصحراء الكبرى من ناحية أخرى. وبحسب روايات أخرى، تشير إلى أن شعوب "إفريقيا السوداء"، أو "شعوب السودان" من أبناء سودان بن كنعان. وهي تسمية لجد الشعوب السودانية لم نر ذكرًا لها، إلا فيما يذكره المسعودي في كتابه الموسوم بـ"أخبار الزمان".

ويعتقد أنها روايةٌ لا أصل لها، ويقال إن المدعو "سودان" هذا كان له عددٌ من الأولاد، وكان من بينهم أجناس وعرقيات أخرى كثيرة، استقرت في بلاد المغرب، بحسب ذات الرواية.