الخميس 25 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

التَنوعُ الإِثنيُ والديمُوغرَافيُ في إفريقيا

د. إسماعيل حامد
د. إسماعيل حامد

تتميز الإِثنولُوجيا Ethnology الخاصة بالشعُوب والقبائل الإفريقية بسماتٍ وخُصوصياتٍ ذاتية قلما توجد بمثل هذا التنوع والتعدد الثقافي اللامحدود في قارات العالم الأخرى، ويبدو من المهم بداية أن نقدم تمهيدًا موجزًا عن ذلك التنوع الإثني في القارة بكل ما تمتلكه من ملامح وخصوصيات ديموغرافية، وحضارية، وكذا بفضل ثراء شعوبها الثقافي.

 

ولا شك أن الهدف من ذلك إلقاء مزيدٍ من الضوء على أهمية ذلك التنوع الديموغرافي والإثني، وضرورة النظر إليه بشكلٍ يبدو أكثر إيجابية، وبما يفيد شعوب تلك القارة، وبعيدًا- في ذات الآن- عن بعض النعرات القبلية والإثنية التي تُزكيها بعض الأطراف الخارجية التي لا تريد الخير لشعوب هذه القارة، لا سيما من جانب القوى الإمبريالية (الأوروبية) القديمة التي داومت ولا تزال على استغلال مقدرات القارة الإفريقية، والاستيلاء على ثرواتها المتعددة.

 

ولعل الغاية التي تروم إليها تلك القوى الاستعمارية من وراء تلك الأفعال أنها تأتي في إطار محاولات دؤوبة، وحثيثة، لا تكاد تنقطع من جانبهم لمزيد من إضعاف شعوب القارة.

 

ويهدف ذلك التمهيدُ لتفكيك بعض الطلاسم والمصطلحات العلمية، والتاريخية المرتبطة بها، وكذلك محاولة فهم بعض الرؤى والإشكاليات المرتبطة بفكرة ذلك الكتاب الذي نحن بصدده فيما يخص الشعوب الإفريقية، وإثنوجرافيتها، وديموغرافيتها.

 

ويبدو القصد الرئيس من وراء ذلك، أننا نريد وضع تأصيل لُغوي، واصطلاحي حول دلالة ومفهوم عدد من العلوم التي ترتبطُ بالفكرة التي يعالجها كتابنا لا سيما علوم الإثنولوجيا Ethnology، وعلم الأنثروبولوجيا Anthropology، وكذا علم الإثنوغرافيا Ethnolography، وغيرها من العلوم البينية التي قد تتلامس- بشكلٍ أو بآخر- مع الإشكالية التي يود أن يطرُقها المؤلفُ، والتي من شأنها أن تقدم لنا فهمًا ذا بُعدٍ جديد حول التنوع الإثني والديموغرافي في تلك القارة الإفريقية في ضوء الحديث عن الشعوب والقبائل التي قطنتها منذ فجر التاريخ.

 

تم نسخ الرابط