حكايات المعبود بمبا وزوجته في بلاد الغرب الإفريقي
د. إسماعيل حامد
تذكر أساطير البمبارا أن الربة "يو" كانت أوجدت كائنات أخرى خالقة، أو ما يُقال لها في معتقداتهم الأرواح الخالقة، وهي: المعبود "بِمبا" Bemba، و"فارو" Faro، و"تليكو" Teliko، وبحسب الأسطورة يمثل المعبود "فارو" روح الماءWater Spirit، وهو الذي خلق سبع سماوات وهي التي ترتبط بدورها بسبع أجزاء من الأرض.
ويصور المعبود "تليكو" بأنه مثابة روح الهواء Spirit of Air، وهو الذي خلق تؤاما، ولعل هذا التوأم يشكلون أول أجداد البشر الأوائل الذين استقروا على هذه الأرض بحسب موروث البمبارا الوثني القديم.
ولقد كان الرجال بحسب روايات شعب "البمبارا" التقليدية في بدء خلقهم كائنات سرمدية (خالد)، لا تموت، ويؤمنون أن الرجال كانوا إذا بلغوا التاسعة والخمسين من عمرهم، كان يجب أن يعودوا أطفالًا مرة أخرى وهم في سن السابعة من عمرهم.
أما الإله "بمبا"، بحسب ميثولوجيات البمبارا، فهو الإله الخالق، وهو الذي خلق الأرض، ثم خلق امرأة تدعى: "موسوكوروني" (موسو– كوروني)، وهي التي صارت زوجته الإله بعد ذلك. ثم خلق بمبا كل الحيوانات والنباتات التي تعيش على أديم الأرض.
كما تذكر ميثولوجية هذا الشعب، أن الإله "بمبا" أراد أن يفعل أمرًا غريبًا، وهو أنه طلب بأن تقترن كل النساء به، عندها ثارت امرأته (موسو- كوروني) بعنف، وتذكر اسطورة البمبارا أنه أصابت امرأة المعبود بمبا الغيرة الشديدة التي لا يمكن تصورها، ثم دبرت هذه المرأة للانتقام من البشر، ثم أخذت امرأة "بمبا" تطوف العالم، حيث أرادت أن تنتقم من الرجال والنساء على حد سواء، إذ كانت تبتر أعضاءهم (التناسلية)، وتلك فيما يقال أصل عادة "الختان" بحسب ذلك التصور الميثولوجي.
وتذكر أسطورة "البمبارا" أن المعبودة "موسو- كوروني" (زوجة المعبود بمبا) كانت قد شعرت بالغيرة من زوجها، لاسيما بسبب ما لاحظته لا سيما ما يخص قوته المتنامية والمتصاعدة بحسب الأسطورة الشعبية، ويقال إن زوجة المعبود بمبا كانت قد تطوف الأرض، وكان غايتها من ذلك الأمر أن تنشر الفوضى في أرجاء العالم.
















