
عاجل.. الجنرال الذهبي كان قائدًا استراتيجيًا بارعًا يجيد 4 لغات أجنبية

الدقهلية - مي الكناني
تحل اليوم ذكرى استشهاد الجنرال الذهبي الفريق أول عبدالمنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، في التاسع من مارس عام 1969، والذي أصبح تاريخًا وطنيًا تحيي فيه الدولة المصرية والقوات المسلحة "يوم الشهيد".

54 عامًا مرت ومازالت البطولة الفدائية التي قدمها الشهيد عبدالمنعم رياض خالدة في الوجدان، وعقيدة يسير عليها جنودنا البواسل في التضحية بأرواحهم لحماية وطنهم وعرضهم.
ولد رياض بقرية سبرباي بطنطا، محافظة الغربية، في عام 1919، ويعد أحد أشهر العسكريين العرب خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وشارك في الحرب العالمية الثانية وحرب فلسطين وحرب 1956 وحرب الاستنزاف، واعتمد عليه الرئسس الراحل جمال عبدالناصر في إعادة بناء وتنظيم القوات المسلحة المصرية.

التحق الشهيد عبدالمنعم رياض بكلية الطب نزولًا على رغبة أسرته، وقضى بها عامين، إلا أن حبه للجندية دفعه للالتحاق بالكلية الحربية، وتخرج عام 1938 برتبة ملازم ثان، وكان ترتيبه الثاني على دفعته، ثم التحق بكلية أركان الحرب، وحصل على ماجستير العلوم العسكرية عام 1944، وكان ترتيبه الأول على الخريجين.
أتم رياض دراسته كمعلم مدفعية مضادة للطائرات في مدرسة المدفعية المضادة للطائرات في بريطانيا بتقدير امتياز، وانتسب لكلية التجارة وهو برتبة فريق لإيمانه بأن الاستراتيجية هي الاقتصاد، ثم التحق بإحدى البطاريات المضادة للطائرات بالإسكندرية والسلوم والصحراء الغربية خلال عامي 1941 و1942، وخلال عامي 1947 و1948 عمل في إدارة العمليات والخطط في القاهرة، ونسق بينها وبين قيادة الميدان في فلسطين.
_20230309163154.jpg)
أجاد الفريق أول عبد المنعم رياض، عدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية، وشارك في الحرب العالمية الثانية عام 1939 بالصحراء الغربية ومرسى مطروح، ثم شارك في حرب فلسطين عام 1948، كما تولى قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات في مايو 1952، ثم عين في يوليو 1954 قائدا للمدفعية المضادة للطائرات.
كما شارك في حرب السويس "العدوان الثلاثي" عام 1956، وفي 10 مارس 1964 صدر قرار بتعيينه رئيسًا لأركان القيادة العربية الموحدة، ورقي إلى رتبة "فريق" في 21 إبريل 1966، ثم عُين قائدا لمركز القيادة المتقدم في الأردن ثم عُين قائدا للجبهة الأردنية.
_20230309163304.jpg)
سافر الفريق عبد المنعم رياض إلى إنجلترا، وحصل على تدريب خاص في سلاح المدفعية المضادة للطائرات بكلية "مانويير" بإنجلترا بتقدير امتياز، ثم استكمل دراسته بأكاديمية "وولتش" العسكرية، كما تلقى دراسات بالولايات المتحدة الأمريكية وقضى عدة سنوات في أرقى الكليات العسكرية بالاتحاد السوفييتي، حيث أطلق عليه الروس لقب "الجنرال الذهبي".
عُين الفريق أول عبد المنعم رياض رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية بعد 6 أيام فقط من نشوب الحرب في يونيو 1967، وبدأ على الفور إعادة بناء القوات المسلحة ونجح فيها بشكل أذهل الجميع، وحقق انتصارات في المعارك التي خاضتها القوات المسلحة المصرية خلال حرب الاستنزاف.
_20230309163502.jpg)
في 8 مارس 1969 شنت المدفعية المصرية قصفا لنقاط العدو في خط بارليف، وحققت نتائج مبهرة وأصابت العدو بحالة من الجنون، وفي اليوم التالي قرر الفريق أول عبد المنعم رياض أن يتوجه للجبهة لمساندة جنودهم وشد أزرهم، وفور وصوله الإسماعيلية استقل سيارة عسكرية إلى الجبهة، وأصر على زيارة المواقع الأمامية التي لا يفصلها عن العدو سوى عرض القناة.
انهالت دانات المدافع الإسرائيلية بعد وصول الحنرال الذهبي للموقع المتقدم، وتجددت الاشتباكات وتبادل الجانبان القصف، وراح الشهيد يشارك في توجيه وإدارة المعركة النيرانية إلى جانبه قائد الجيش ومدير المدفعية، وبعد دقائق معدودة سقطت قذيفة مدفعية بالقرب من موقعه واستشهد.

تكريم كبير ناله البطل الفريق عبدالمنعم رياض، وودعه الجميع في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة، وخرج الشعب في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة، ومنحه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر رتبة فريق أول ووسام نجمة الشرف العسكرية، ليتحول يوم وفاته لذكرى تخليد شهداء العسكرية الأبطال.
كان الفريق أول عبدالمنعم رياض، صاحب رؤية ثاقبة وقائدًا استراتجيًا بارعًا، إذ ظهرت براعته في إحدى الندوات التي حذر خلالها من اجتياح إسرائيل للبنان محددًا أن يحدث ذلك عام 1981، لأنها تقوم على فكر توسعي، وهو ما حدث بالفعل بعد 12 عامًا من وفاته.