تقرير: غياب جورجيا عن تدريبات عسكرية بقيادة أمريكية يعكس مشاعرها المعادية للغرب
أثار إعلان جورجيا بعدم المشاركة في التدريبات العسكرية "ديفندر 23" التي تنظمها الولايات المتحدة في نسخة العام الحالي في أوروبا، مخاوف بين المحللين السياسيين الذين يرون أن قرار تبليسي يعكس المشاعر المعادية للغرب المتزايدة في الحكومة الجورجية.
وحسبما ذكرت شبكة البلقان الإخبارية المتخصصة في شؤون أوروبا الشرقية وأوراسيا، تم إدراج جورجيا في البداية على قائمة الدول المشاركة في التدريبات العسكرية الأمريكية في أوروبا، والتي أعلنت عنها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في بداية إبريل الماضي، إلا أنه تم حذف قائمة الدول المشاركة من الموقع الالكتروني للبنتاجون بعد ذلك.
ويرى بعض المحللين أن قرار جورجيا بعدم المشاركة في التدريبات، التي تستغرق شهرين حيث بدأت في 22 إبريل الماضي ومن المقرر أن تستمر حتى 23 يونيو المقبل، يدعو للقلق بشأن استمرار السياسة الخارجية الموالية للغرب في البلاد، نظرًا للتوترات الأخيرة في علاقات جورجيا مع الولايات المتحدة والشركاء الغربيين الآخرين.
ومن المعتاد أن يلجأ ممثلو الحزب الحاكم الجورجي إلى الخطاب العدواني والمهين تجاه مسؤولي الاتحاد الأوروبي وأعضاء البرلمان الأوروبي، متهمين إياهم بالتدخل في الشؤون الداخلية لتبليسي. وكان ممثلو الحكومة الجورجية يكررون نظرية المؤامرة القائلة إن هناك أجندة غربية تسعى لإشراك جورجيا في مواجهة روسيا من خلال إطلاق "جبهة ثانية" في القوقاز.
علاوة على ذلك، حاولت الأغلبية البرلمانية في الحكومة الجورجية تمرير قوانين مقيدة تستهدف المجتمع المدني ووسائل الإعلام التي تعتمد بشكل كبير على مصادر التمويل الخارجية لأكثر من 20 بالمئة من ميزانياتها.
كما بلغ التوتر مع الولايات المتحدة ذروته في أوائل إبريل الماضي، عندما فرضت وزارة الخارجية الأمريكية عقوبات على القضاة الجورجيين البارزين بتهمة "الفساد الكبير". ودافعت وزارة الدفاع الجورجية عن قرارها بشأن عدم المشاركة في التدريبات، متذرعة بأنها تركز على التدريبات الدولية والمحلية التي تأخذ في الاعتبار أهداف وغايات قوات الدفاع، بما يشمل زيادة الاستعداد القتالي وتبادل الخبرات وتحسين المهارات المهنية وإمكانية التشغيل البيني بالتعاون الأمريكي مع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلنطي (ناتو) والدول الشريكة.
وأكدت الوزارة أيضًا أن جورجيا ستشارك في العديد من التدريبات الأخرى على مدار العام، والتي تتضمن التدريبات المقرر إجراؤها في تركيا واستونيا وبولندا وبلغاريا ورومانيا وإنجلترا وألمانيا وأذربيجان وإيطاليا وجورجيا.
تجدر الإشارة إلى أنه تم إطلاق المناورات العسكرية السنوية (ديفندر 23) منذ عام 2020 لتصبح بمثابة "أكبر انتشار للقوات الأمريكية في أوروبا منذ أكثر من 25 عامًا". وتشمل المناورات، مشاركة ما يقرب من 7000 جندي أمريكي إلى جانب 17 ألف جندي من أفراد الخدمة متعددة الجنسيات من أكثر من 20 دولة حليفة وشريكة.
وتغطي التدريبات أراضي 10 دول أوروبية، وهي مصممة لبناء قدرات الاستعداد والتشغيل بين حلفاء وشركاء الولايات المتحدة وحلف الناتو وإظهار قدرة الجيش الأمريكي في أوروبا وإفريقيا على التجمع بسرعة، بجانب تعزيز القوة القتالية في أوروبا الشرقية وبناء جاهزية القوات في بيئة معقدة مشتركة متعددة الجنسيات، بجانب الاستفادة من قدرات الدولة المضيفة.



