جمال عبدالصمد
على عينك يا تاجر.. سموم للبيع!
"الصحة تاج على رؤوس الأصحاء" مقولة نرددها دائما للذكرى والعبرة. الصحة من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا، رغم ذلك نجد أن أصحاب النفوس الضعيفة يساهمون في تدمير صحة الآخرين، سواء عن قصد أو من دون قصد، حيث نجد منهم من يسعى إلى جني الأموال بكافة الطرق الشرعية وغير الشرعية حتى لو على كان ذلك على حساب حياة الآخرين.
مظاهر عديدة سيئة تهدد حياة المواطن يوميًا منها الحلويات والمأكولات "مجهولة المصدر"، التي تباع على الأرصفة وفي إشارات المرور وبالقطارات، عربات الترمس وحمص الشام المنتشرة بطول شارع كورنيش البحر والنيل، بالإضافة إلى الأكلات الشعبية التي تباع على الأرصفة "عربات الفول والكشري" المتواجدة بشوارع وحواري المحافظات، التي تعد بمثابة قنبلة موقوتة تهدد صحة وحياة المواطنين في أي لحظة، خاصة أن هناك عددًا من السلع والباعة يفتقدون للائحة الاشتراطات الصحية الواجب توافرها لديهم.
كما تجد العديد من السلع الغذائية "خضروات وفواكه" معروضة بشكل فوضوي بالأسواق العشوائية في الهواء الملوث بالغبار والأتربة وعوادم السيارات والحشرات الطائرة وغيرها من الفيروسات والميكروبات المنتشرة بالبيئة غير الصحية، فضلا على قيام بعض الجزارين بعرض اللحوم مكشوفة خارج المحل ما يعرضها للتلوث، وقيام عدد من بائعات اللبن "الفلاحات" ببيع اللبن في زجاجات بلاستيكية سبق استعمالها أو مجهولة المصدر دون ضوابط صحية أو بيئية قد تعرض زبائنها للإصابة بأمراض خطيرة.
انتشرت أيضًا ظاهرة خطيرة تتمثل في قيام أشخاص يجوبون الشوارع والحواري يعلنون عن شراء كافة أنواع زيوت الطعام المستعملة مقابل مبالغ متفاوتة للكيلو، ويقومون بتجميع كميات كبيرة بمصانع غير مرخصة "تحت بير السلم" وذلك تمهيدا لإعادة تدوير زيت الطعام المستعمل في "القلي" واستخدامه في منتجات المنظفات، وهناك من يطرحه للبيع مرة أخرى لمحلات السمك أو الفول والفلافل والبطاطس المصنعة "الشيبسي"، وهناك من يستعين بهذا الزيت في صناعات أخرى متعددة.
نماذج وأشكال كثيرة ومتعددة تعكس مدى خطورتها على الصحة العامة، وصور سلبية تعد نتاج سلوكيات بشرية اعتدنا مشاهدتها يوميا، هذا وذاك يجتمعان في أمر مشترك وهو تهديد صحتنا بأمراض متنوعة تصيب الكبير والصغير وقد تؤدي بحياتهم.
يرجع ذلك إلى أسباب عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر؛ غياب الضمير وانعدام المسؤولية من خلال عرض المنتجات والمأكولات بطريقة غير آمنة تهدد صحة المستهلك.
العمل والبحث عن الرزق ولقمة العيش ليس بعيب، لكن عليك أن تراعي ضميرك وأن تتقي الله في عملك ومعاملاتك مع من حولك، حيث إن النقد أو إلقاء الضوء على تلك الظاهرة ليس معناه أو المقصود منه محاربة أصحاب هذه المهن التي أشرت إليها في رزقهم، بل الهدف المرجو من ذلك هو ضمان وصول المنتج بشكل آمن وصحي لكل الناس، بالإضافة إلى ضرورة توافر الشهادة الصحية والرقابة والمتابعة الدورية من مسؤولي البيئة والصحة والتموين، فضلا على محاسبة أصحاب الضمائر الزائفة الذين يستغلون الظروف في السعي نحو المكسب السريع حتى لو كان ذلك يضر بصحة الآخرين.
في النهاية نصيحتي إلى كل من يساهم في تهديد صحة المواطنين.. إذا كنت تعتقد أو تتخيل أنك تخترق القانون وتعبث في صحة الآخرين دون أن يراك أحد فإنك واهم لأن الله سبحانه وتعالى يراك.
















