الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

عاجل| جريمة بشعة.. يشعل النيران في زوجته بسبب "حلة محشي"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

جريمة بشعة هزت أرجاء قرية مركز "الناعورة" التابعة لمركز الشهداء بمحافظة المنوفية، بعدما أقدم أحد مزارعيها على إشعال النار في زوجته بعد مشاجرة بينهما.

 

لم تكن "فاطمة" المسكينة تدرك أن زوجها "الموتور" قد يقدم على مثل هذه الفعلة الشنعاء، ويشعل فيها النيران، متجاوزًا سنوات الشقاء التي عاشتها معه، ومؤازرتها ودعمها المتواصل له طوال فترة زواجهما.

 

"العشرة هانت" على المزارع قاسي القلب، الذي خطط لتنفيذ جريمة بشعة، أصدر فيها حكمه النافذ على "زوجته المسكينة"، وأشعل نيران حقده فيها أثناء نومها، دون وازع من ضمير أو أخلاق.

 

جريمة بشعة وغير مبررة

أسرار وتفاصيل صادمة

بدأت الواقعة بطلب من المزارع "حسن. ح. س" عهد فيه إلى زوجته إعداد وجبة "محشي كرمب" على الغداء، ليخرج بعدها متجهًا إلى حقله، على أن يعود لينعم بالوجبة التي يعشقها بعد عناء يوم طويل.

 

خرجت "فاطمة" إلى السوق لشراء حاجيات المنزل، وعادت إلى منهكة بفعل حرارة الشمس وأشعتها الحارقة، وقررت الخلود قليلًا إلى الراحة، على أن تستيقظ قبل عودة "حسن"، لإعداد الوجبة التي طلبها على الغداء.

 

غطت "فاطمة" في نوم عميق، ولم تنتبه لطرقات زوجها الغاضبة على باب المنزل، قبل أن تتنبه إلى صراخه الذي ملأ أرجاء قريتهما الصغيرة، لتستفيق من غفوتها الطويلة، ويتقافز قلبها من الرعب، خشيةً مما ستراه من "حسن"، الذي عهدته دومًا شديد العدوانية وسريع الغضب.

 

انتفضت الزوجة المسكينة من فراشها، لتتلقى وابلًا من الشتائم والإهانات، التي خرجت من فم الزوج الثائر كـ"مدفع رشاش" متعدد الطلقات، وزاد الأمر سوءًا حينما علم أنها لم تنصاع لأمره، وتُعد له "وجبة الغداء" التي طلبها.

 

الشيطان يضع خطة العقاب

هاج الزوج وماج وهدد بإنزال أشد العقاب بها، فيما حاولت الزوجة المسكينة أن تُهدئ من ثورته، إلا أن محاولاتها باءت جميعًا بالفشل، لتقرر الانسحاب دون تلقي المزيد من الإهانات.

 

أزكى الشيطان نيران غضب الزوج الثائر، وأقنعه بأن "فاطمة" قللت من قدره حينما لم تنفذ أوامره، فيما تجاوز الأمر الحد الذي يمكن السكوت عنه، بعد انصرافها من أمامه أثناء عتابه لها، ما يُعد أهانة كبيرة لرجولته، تستوجب عقابًا يتحاكى به الناس. 

 

وفي المساء، وبعد ساعات من التوتر الذي عاشته طوال اليوم، دخلت "فاطمة" إلى الغرفة المجاورة له، للتفكير في طريقة تمكنها من إصلاح ما أفسدته، وإرضاء رفيق دربها وشريك حياتها، عله يسامحها ويعفو عنها. 

 

اهتدت "فاطمة" لطريقة بسيطة على قدر تفكيرها السوي، اعتقادًا منها بأنه سيعيد المياه إلى مجاريها، ويطفئ نيران الغضب المستعر في قلب "حسن"، لتعقد العزم على إعداد وجبة "كرمب دسمة" يزينها البط واللحم، على أن تذهب بها للحقل لتفاجئه وتسترضيه في صباح اليوم التالي.

 

نامت "فاطمة" ولم يدر بخلدها أنها ستكون بطلة جريمة بشعة بعد بضعة ساعات، استأمنت الزوج الغادر على حياتها وعرضها، اعتقادًا منها بأنها في كنف "رجل" يفهم أسباب قوامته عليها، لتستيقظ على جحيم مقيم، ونيران مستعرة تأكل من جسدها النحيل. 

 

تعالت صرخات الزوجة المسكينة، واقتحم الجيران المنزل، ليفزعهم هول ما رأوه، النيران تمسك بجسد "فاطمة"، فيما يحاول الزوج منعهم من إنقاذ حياتها، عاقدًا العزم على إزهاق روحها.

 

تكالب رجال وشباب القرية عليه، ونجحوا في السيطرة عليه، وتخليصها من نيران "الغدر"، ليسرعوا بها إلى المستشفى لإسعافها وإنقاذ حياتها، فيما تم استدعاء الشرطة للقبض على المتهم.

 

نص اعترافات المتهم

أمام رجال المباحث، اعترف المتهم بارتكاب الجريمة، بسبب عدم إعدادها لوجبة "المحشي" التي طلبها منها قبل الخروج إلى الحقل محل عمله.

 

وأكد "حسن" في معرض اعترافاته أمام رجال المباحث، أنه قرر إزهاق حياة زوجته، بعد إهانتها التي لا تغتفر، وعدم تنفيذها لأوامره، بالإضافة لأنها لم تأبه له حين عاتبها، لتنصرف من أمامه دون تقديم الاعتذار الواجب عن فعلتها "المشينة".

 

واختتم نص اعترافاته الصادمة، التي أدلى بها أمام الرائد عبدالحليم الصعيدي، والملازم أول عبد القادر محمد، بأنه انتظر حتى غالب النعاس زوجته، ليقوم بسكب "الكيروسين" على جسدها، ويشعل فيها النيران لتلقى جزاءها المحتوم.

 

أقفلت الشرطة المحضر، وقررت عرض المتهم على النيابة، لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، قبل تحويله لمحاكمة عاجلة بتهمة الشروع في قتل زوجته.

 

 

هذه الجريمة وقعت أحداثها قبل 60 عامًا، وسجلتها "جريدة الأهرام" عبر صفحاتها في 26 فبراير عام 1963.

 

حكايات من زمن فات

تم نسخ الرابط