الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

حوار مع أوبي عز الدين مدير إدارة الإعلام بالرئاسة السودانية سابقا لبوابة روزاليوسف

اوبي عز الدين
اوبي عز الدين

أكد أوبي عز الدين مدير إدارة الإعلام بالرئاسة السودانية سابقا أن مليشيات الدعم السريع لابد أن تصنف كتنظيم إرهابي، مشيرا في حواره لبوابة روزاليوسف إلى أن ميليشيات الدعم السريع تستخدم المواطنين السودانيين كدروع البشرية لحماية أفرادها من عمليات الجيش السوداني، مطالبًا بأن تكون هناك مبادرة موحدة لحل الصراع وعدم المساواة بين ميليشيا متمردة وجيش وطني نظامي، وإلى نص الحوار.

ما رأيك في المبادرات من الدول المجاورة لحل الأزمة داخل السودان؟

أقدمت مصر والإمارات مبادرة مشتركة لحل الأزمة السودانية وفي البداية ضغطت عليها أمريكا بمبادرة اخرج وقطعت كينيا وجنوب السودان مبادرة جديدة وكل هذه المبادرات تربك المشهد لأن قبول الجيش السوداني أو ميليشيا المتمردة بالهدنة وقوات الدعم السريع ترفض الهدنة يعني رفض المبادرة السابقة.. وهذا هو الحال ينبغي على كل من يحضر المبادرة يتشاور مع أصحاب المبادرات السابقة لتكون هناك مبادرة موحدة هذا من ناحية النقطة الأولى أن الوساطة لا ينبغي فيها المساواة ما بين الجيش والكتيبة المتمردة داخل الجيش والقانون الدولي حول التمرد يدين الأعمال الإرهابية والجماعات المتمردة والمليشيات فاذا كانت هناك وساطة ينبغي عليها أن تضع ذلك في الحسبان وان التوصيف الصحيح لما يحدث في السودان هو تمرد عسكري بالتالي لا يمكن للوساطة أن تطالب بجلوس الطرفين وكأن الطرفين سياسيان، لا شيء سياسي يتم مناقشته من الطرفين.

هل هناك دول تدعم حميدتي؟

كانت هناك دول تدعمه لأنه كان جزءًا من الجيش، مثل عندنا تكون قوات بحرية سودانية بزيارة لمصر فمصر تدعمها لأنه جزء من الجيش، كذلك كانت بعض الدول تدعم قوات الدعم السريع لأنها جزء من الجيش، فهو ليس دعمًا غير شرعي، وعندما قام الجيش بحل هذه الميليشيات ورأى العالم تصرفاتهم لا يوجد أي دولة ستدعمها لأنهم بذلك سيدعمون الإرهاب.

ما تقييمك لدور مصر تجاه الأزمة السودانية؟

دور مصر ممتاز، فمصر تقف مع الجيش الوطني السوداني بكل تأكيد، فالموقف الرسمي المصري هو والأعلام مع الجيش النظامي، لأن مصر تحترم الجيوش النظامية وتعرف معنى فرض الأمن في أي دولة.

الموقف ليس من حميدتي بل من القوى السياسية التي تدعم حميدتي، وهي المجلس المركزي للحرية والتغيير والذي يشن حروبًا إعلامية وحملات إعلامية متتالية ضد مصر في 4 سنوات الأخيرة عقب الانقلاب على البشير 2019 بالتالي ضد الكتلة الديمقراطية التي اجتمعت في مصر كل الحملات الإعلامية ضد مصر سواء حكومة أو شعبًا أو توجهًا للجامعة العربية خاصة هي مجموعة خارجة من الأحزاب مرتبطة يقوى الحرية والتغيير بالتالي حميدتي عندما تحالف معها ليوقع ما يسمى الاتفاق الإطاري قام بتنفيذ أجندتها وهي بدأت تشيع في مواقع سودانية ان هناك جنودا مصريين يحتلون قاعدة مروي، وان الجيش له ارتباطاته وبالتالي هيجوا مشاعر ضد مصر على غير الحقيقة ليختلقوا الذرائع ضد الجيش السوداني.

كيف ترى المشهد السياسي داخل السودان وتأثيره على مصر؟

موضوع خطير وهناك عدة قوى بالمنطقة داخلة في هذا الصراع، ولأن قوى الدعم السريع ربما أول مرة دولة ينقسم فيها جيشها لقسمين ويتمرد منه قوى لمؤازرة جيش آخر، وأصبح كأن هناك جيشين يتقاتلان داخل العاصمة وبالإضافة وجود جالية أجنبية في العاصمة السودانية وكان غائبًا عن الرأي العام السوداني، وظهر عقب الأزمة وعقب نقل الإعلام وهناك رعايا لدول كثيرة جدا أمريكا لديها 16 ألف أمريكي يعيشون في السودان ويوجد الجالية المصرية يبلغ عددها 300 ألف، و350 ألف سوري يعيشون بالسودان.. الموضوع يؤثر على أمن الرعايا قبل أمن المنطقة، لأن السودان تقع على ساحل البحر الأحمر والسعودية وشرق إفريقيا وتشاد وليبيا وإفريقيا الوسطى، كلها فوق صفيح ساخن كلها حول مصر، وصارت مصر مهددة والسودان ومصر كأنها قلب الأمة العربية كموقع جغرافي وجماعة الإخوان المسلمين مع حمدوك والدليل البيانات التي صدرت من مجلس الوزراء السوداني في عهد حمدوك الذي كان يلتقي مع جماعة الإخوان المسلمين وهناك تضليل من بعض المحللين السياسيين داخل السودان وأن بعض قيادات بالجيش مع الإخوان وهذا غير صحيح.

هل هناك مجرمون سودانيون هربوا من السجون ودخلوا حدود تشاد؟

ليس لدي علم ولكن هذا الشيء أتوقعه وطبيعي أول رد فعل يهرب بعيد عن السلطة لأن حميدتي ممكن يفعل هذا ويدخل مهربين عن طريق قوات الدعم السريع، وبالتالي يستطيع استخدامهم في عمليات إرهابية.

ما رأيك في الأقاويل التي ترددت مؤخرًا بأن حميدتي يريد التواصل مع إسرائيل؟

حميدتي أعلن أنه سيقوم بالتطبيع مع إسرائيل هل هو حكومة أو دولة ليطبع معها هل نصب نفسه رئيسًا ربما يغازل في إسرائيل مثل بعض المحللين يطلبون من الدول أن تتضامن مع التنظيم الإرهابي الإخواني بإلقاء التهم على الآخرين.

هل حقق الجيش السوداني انتصارات ميدانية على الأرض تؤكد قرب إنهاء الصراع؟

هناك إنجازات فالكهرباء بدأت تعود والمياه. ورغم أن هذه الميليشيات ما زالت تسيطر على أماكن مهمة بالسودان وعلى المستشفيات لأنها أساسا كانت قوات حماية وحراسة وبالتالي كانت موجودة واستغلت تواجدها في القصر الجمهوري والقيادة العامة للقوات المسلحة وتواجدها في أماكن متعددة كانت تحرسها لاحتلالها والسيطرة عليها، لأن بعض الخدمات بدأت تعود مثل الكهرباء والمياه، ما يعني الجيش استعاد سيطرته كذلك الإذاعة والتليفزيون قاموا بضربه والسيطرة عليها والان عاد البث للإذاعة والتليفزيون السوداني رغم المشاكل الأمنية بسبب موقع الإذاعة والتليفزيون، هذا دليل على إخراج الميليشيات من مباني الإذاعة والتليفزيون وسيطرة الجيش على عدد من الأماكن الحيوية في العاصمة الخرطوم.

زيارة مبعوث البرهان لمصر.. بمَ تفسر هذه الزيارة؟

بكل تأكيد طالما القيادة المصرية أوضحت أنها تتعامل مع الشرعية والجيش ولا تتعامل مع جماعات متمردة عن جيوشها وكذلك أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية بذلك وقال لدافع الله انهم يعترفون بالجيش النظامي للدولة ويرفضون التمرد داخل الدول العربية ينبغي أن يخرج هذا التصريح بصورة أوضح في بيان ليكون الأمر واضحًا لجميع الدول العربية والاجتماع القادم المقبل أتوقع تكون الإدانة واضحة لحميدتي لبعض التحالفات القديمة مع بعض الدول.

هل تعتقد أن هناك مؤامرة خارجية على السودان؟

ليس السودان فقط ولكن كل دولة من الدول العربية التي لديها موارد هناك من يتآمر عليها ليستغل مواردها بالتالي اذا استقر السودان تستقر مصر ويتم استخدام الموارد الطبيعية في مصر والسودان، فالدول الغربية أمريكا وأوروبا سوف توقف الاستيراد منهم وتخرج الدول العربية عن التبعية تماما وسيطرة هذه الدول عليها وأقولها بكل تأكيد هناك مؤامرة على كل دولة عربية لأن فيها موارد طبيعية.

ما رأيك عن اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير وقمة جدة؟

أتوقع بعد أن رأى الجميع الجرائم التي قام بها التمرد واستخدام الدروع البشرية واستهداف البعثات الدبلوماسية؛ أتوقع أن تتم الاستجابة لوزارة الخارجية السودانية بان يتم تصنيف هذه المليشيات كتنظيم إرهابي نقطة مهمة منهم إشارة تعطي للتمرد لاعتمادي وأشار لبعض أنصاره الحاليين بالسلطة إلى أن يتوقفوا مع مناصرة هذا التمرد أو مساواة الجيش بالتمرد سوف تفرق مسار الأمور على الأرض والجامعة العربية تعطي إشارات واضحة أنها ضد المتمردين ولا تعطي أملًا لهم لضربه الاستقرار. وإعلان جدة فيه إيجابيات كبيرة وسلبيات خطيرة، فهو ممتاز جدا من ناحية مراعاة الأوضاع الإنسانية والإغاثية وما شابه من عمليات، ولكنه يقدم فرصة لميليشيات التمرد لتهرب من المحاسبة والعقاب. فمثل هذه الاتفاقات لا ينبغي للوساطة أن تنظر إليها كمكسب إعلامي لدولة الوساطة فقط، وإنما ينبغي كذلك مراعاة القانون الدولي فيما يتعلق بجرائم الحرب التي ارتكبتها ميليشيا متمردة لكيلا تغري مثل هذه الوساطات الدولية عددا آخر من الجماعات المسلحة في أي دولة على التمرد ضد الجيوش وقتل المواطنين واستخدامهم كدروع بشرية واغتيال الدبلوماسيين كما حدث لمساعد الملحق الإداري المصري وغيرها من الجرائم التي يمكنهم الهرب منها وتكرارها في أي دولة.

هل تتوقع حربًا أهلية ودخول قوات أجنبية بالسودان؟

لا تستطيع الدول الغربية الدخول بالسودان، رغم أنها تحاول بعد أن أرسلت مبعوثًا، لكنها لا تستطيع حتى لا يحدث لها مثل الصومال أو أي دولة دخلتها في المنطقة قوات غربية حصل فيها دمار مثل العراق وأفغانستان وليبيا، بغض النظر عن الصومال عن مبررات دخول القوات الأجنبية لم تستقر هذه الدول أو الجوار فبالتالي أتوقع إذا حدث دخول قوات أجنبية تكون هناك مقاومة ولن تحدث حرب أهلية وسيتوحد الشعب السوداني ضد دخول قوات أجنبية والأخطر يمكن لجماعات إرهابية خارج السودان أن تحضر سلسلة ضربات ضد المصالح الغربية في المنطقة كما اعتادوا على ذلك، وفي الشرق الأوسط، وبالتالي محاولة إدخال قوات أجنبية سوف تعود بالوباء ليس على السودان فقط بل على دول كثيرة.

كم عدد ضحايا الشعب السوداني الذين قتلوا منذ اندلاع الصراع؟

حسب الإحصائيات 800 شهيد.

هل السودان سيلجأ للمجتمع الدولي والأمم المتحدة؟

نهائيًا، تصريحات السودان والرئاسة المصرية وتصريحات الرئيس السيسي واضحة برفض أي تدخل دولي في السودان لم يلجأ لدول الجوار كي تتفاوض وممثل البرهان زار مصر ودول الجوار كي يتفاوض ويشرح لهم الأحداث التي تمر بها السودان وليطمئن لمواقف هذه الدول بالتأكيد عقب إنهاء التمرد سوف تكون هناك قرارات سياسية سيتم اتخاذها مع بعض الدول معا أو ضد الشرعية في السودان.  

تم نسخ الرابط