السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

بمسرح معطل لأكثر من 25 عامًا.. قصر ثقافة المنيا يعاني من الإهمال

بوابة روز اليوسف

يمر قصر ثقافة المنيا بأعلى مرحلة من مراحل التنافسية، لكن مع الأسف أنها تنافسية ليست في تميز أو إضافة نشاط أو فعاليات ثقافية أو فنية، ولكن في منافسة مثيله من المواقع وقصور الثقافة التي تطالها يد الإهمال من كل الجوانب في العديد من الأقاليم الثقافية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة بوزارة الثقافة والتي نعرضها بكل شفافية عقب جولة سريعة بالقصر، ونقدمها إلى قيادات وزارة الثقافة للتدخل السريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من بعض مقار وقصور الثقافة المتدهورة.

 

إهمال المبنى 

يدور الإهمال في فرع وقصر ثقافة المنيا التابع لإقليم وسط الصعيد الثقافي حول محاور عديدة منها الإهمال الجسيم من حيث المبنى والمعنى، سواء الذي يطال جنبات مبنى القصر والفرع وما يحيط به من أكوام كثيفة من القمامة بالمداخل والأدوار والذي لا يعد ولا يمثل واجهة ثقافية أو حضارية للثقافة الجماهيرية في ظل الجمهورية الجديدة، وهو ما نقدمه من استغاثة عاجلة وصرخة حية من داخل جدران قصر ثقافة المنيا للدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، لإنقاذ الموقف والتوجيه بتحويل القصر إلى منارة ثقافية وفنية جاذبة للجمهور والإبداع، وتغيير الصورة.

تفقد دون تسليم 

علما بأن الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة السابقة قد تفقدت مسرح قصر ثقافة المنيا يوم 29 أغسطس 2021 للوقوف على ما وصل إليه المسرح بصحبة اللواء أسامة القاضي، محافظ المنيا.

وذلك بحضور الفنان هشام عطوة، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، وعدد من القيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة، وتعرفت وزيرة الثقافة وقتها على الأعمال الإنشائية والتوجيه بسرعة تطوير ورفع كفاءة مسرح قصر ثقافة المنيا تمهيدًا لافتتاحه نهاية عام الزيارة إلا أن الزيارة مر عليها قرابة العامين، ولم يتم أي تطوير أو وجود أي أعمال إنشاءات تتم داخل المسرح حتى الآن، وتوقف العمل في إنهاء أعمال تطوير المسرح بل طال الإهمال باقي جنبات القصر، ولم يتم استلام المسرح إلى الآن دون إبداء أي اسباب!

مكونات إهمال القصر 

ومن المعروف أن قصر ثقافة المنيا بدأت عملية إنشائه عام 1998، وتعثر استكمال المشروع عدة مرات حتى تم إسناده للشركة المنفذة حاليًا، لكن العمل متوقف الان لأكثر من 25 سنة ولم يتم افتتاح المسرح حتى الآن، رغم أن قصر الثقافة يقع في قلب المدينة بالمنيا وعلى مساحة 4000 م2 ومساحة المباني 2000 م2 ويضم مبنى المسرح وخدماته "منصة المسرح مساحة 200 م مسطح - صالة الجمهور على مساحة 540 م2 وتتسع لـ300 مشاهد"، لكن للأسف دون استكمال أو إنهاء أعمال التطوير لسنوات ما يضر بالبنية التحتية للمسرح وتهالك الجدران وتلف الأرضيات والكراسي نتيجة عدم الاستعمال. 

تفقد القصر 

"بوابة روزاليوسف" قامت بزيارة للقصر ورصدت ما وصل إليه الحال من تدهور في الشكل والمضمون فعندما تصل إلى مبنى قصر ثقافة المنيا وتهيئ نفسك ووجدانك أن ترى نموذجا أو قلعة تشع ثقافة وفنونًا جميلة متكاملة أو به بهجة ونور وإبداع لكن سرعان ما تصطدم، اولا بسور حديدي كبير وعال حول المكان يشبه السجون وبعده فناء مليء بالقمامة وأرضيات متهالكة متشققة، وتدخل القصر تجد علي يسارك أكوام قمامة ويافطة قديمة من شركة استكمال أعمال الإنشاءات بمسرح قصر ثقافة المنيا ولا يوجد أي أعمال إنشاء بذلك. وعند الدخول إلى المبنى لا يوجد أفراد أمن موجودون بالمدخل، وتنظر تجد يافطات بجوار الغرف والقاعات مغلقة دون نشاط، فبالدور الأرضي قاعة مغلقة لتدريب الفنون الشعبية وعلى اليمين مكتب مفتوح لأمن القصر لا يوجد به موظف أمن يلعب بهاتفه وفرد من حراس الأمن بجلباب بلدي- مع احترامنا للجلباب الصعيدي- لكن ليس في مكان العمل خاصة في قصر ثقافة العاصمة.

 

 

وتصعد الدرج فإذا بأول صدمة تجدها قاعة مكتبة الطفل وتوجد بها اثنتان من الموظفات واحدة مديرة المكتبة والأخرى أخصائية طفل، والكتب وقصص الأطفال ملقاة على الأرض وتعلو الأتربة الأرفف.

 

 

وكأن المكتبة مهجورة منذ سنوات وبها دورة مياه كل ما به خرب ولا حتى وجود مياه فيه، والمفترض أن هذا المكان ينير عقول الأطفال وينمي مواهبهم. ثم تصعد للدور الثاني العلوي وبه المكتبة العامة ولا تفرق كثير عن مكتبة الطفل في شيء، فلا يوجد رواد ولا ثقافة وفي واجهة المكتبة العامة قاعة الفنون التشكيلية، وهي أبعد ما يكون عن هذا موظفات على المكتب فقط لا يفعلن غير مشاهدة هواتفهن، والقمامة تحاوطهن في كل مكان والرائحة العفنة تحيط بالمبنى كله، فالمياه دائما منقطعة عن أغلب المبنى، وبالسؤال علمنا أن هناك ماسورة مياه صرف انكسرت، وهناك فواتير استهلاك للمياه لم تسدد، ما يتسبب في انبعاث رائحة كريهة جدا بدورات المياه بشكل بشع جدا جدا في نفس الدور الذي به مكتب المدير العام لفرع ثقافة المنيا. وتجد مكتب مدير عام الفرع وبجانبه مكتب مدير القصر مغلق، ثم قاعة صغيرة لنادي المرأة لا يوجد فيها غير موظفات جالسات على المقاعد ثم قاعة شؤون العاملين بالقصر.

 

عاملو القصر بالسطح

 

وفي آخر الممر سلم تنزل به إلى مخازن الفرع وشؤون عاملين الفرع، وعندما تجولنا بالطابق الأخير تأتي الكارثة الكبرى وهو السطح، وهو عبارة عن مجموعة من حجرات صغيرة سقفها من الصاج المتآكل والمتهالك، والأدهى من ذلك أننا اكتشفنا أن هذا المكان هو للعاملين بفرع ثقافة المنيا، وترى القمامة القذرة والأوراق والمستندات ملقاة على الأرض ثم دورة مياه مشتركة بين الرجال والنساء وسقفها ساقط يمكن في أي لحظة يسقط على رأس من في دورة المياه. وهناك الكثير والكثير من بشاعة المكان ورائحته وقمامته وإهماله والتي تجعل أي زائر لقصر ثقافة المنيا يعود بصورة ذهنية غير مرضية، وتجعلك تحزن على المعنى الحقيقي للثقافة الجماهيرية وتتساءل إن كان هذا هو حال قصر ثقافة المنيا وهي العاصمة للمحافظة فكيف هو حال باقي الـ28 موقعا ثقافيا يتبع الفرع بمحافظة المنيا، وكيف يكون دور هذه المقرات بأن تسهم في رفع الوعي وتشكيل الذوق العام، وهي داخل أمكنة ليس فيها أي وعي أو جمال بل مدفونة في براثن الجهل والإهمال. وفي حلقات تالية نستكمل عرض وتقديم الملفات المسكوت عنها بفرع ثقافة المنيا، والوقوف على ما يمر به الفرع من تدهور المكان والمعنى، وكذلك ما وصل إليه الحال بقصر ثقافة المنيا الجديدة، الذي تطاله أيضا سنوات الإهمال دون افتتاح حتى الآن منذ إنشائه وبه عاملون دون نشاط، والذي يعاني ومطلوب له صيانة من قبل أن يفتتح أصلا نظرا لعدم استغلاله أو العمل به.. وغيره الكثير والكثير من الملاحظات في التقارير المقبلة.

 

يذكر أن المبنى من المفترض أنه مكون من بدروم به غرف إدارية ومخازن متنوعة ويتكون الدور الأرضي من مدخل رئيسي، منطقة استقبال الزائرين غرف المراقبة والإنذار، غرفة مدير المسرح، مدخل للجمهور، غرف خدمات، أما المبنى الإداري فيحتل مساحة 900 م2 ومكون من دور أرضي وطابقين ويقع في الدور الأرضي: مدخلان، ثلاث قاعات - غرفة الأمن، غرفة الكهرباء، أما الدور الأول يشمل ثلاث قاعات، غرفة حاسب آلى، والدور الثاني: يضم خمس قاعات وثلاث غرف إدارية مكتب إداري، وتجرى حاليا أعمال معالجات ودهانات واجهة المبنى الإداري، معالجة أرضية صالة المسرح بدهانات إيبوكسية ذات مقاومة عالية، إزالة التشوهات عن سطح المبنى الإداري، تغيير الرخام التالف في المبنى الإداري، تأمين الموقع بنظام انذار ومراقبة، إضافة دوائر تغذية للإنارة في المبنى الإداري طبقا لاحتياجات المكان، ربط منظومة الإنذار المبكر بين المسرح والمبنى الإداري عن طريق تركيب شبكة إنذار مبكر، تعديل لبرجي الميكانيزم بالمسرح بما يتفق مع التعديلات الانشائية والمعمارية، تغيير شاشة السينما، أعمال صوتيات وإضاءة المسرح والإسقاط السينمائي، تعديل مسارات الكابلات الصوت وعمل اللازم لتأمينها من القوارض والعوامل الجوية إلى جانب تزويد انظمة الحماية المدنية وفقا للمواصفات المعتمدة.

تم نسخ الرابط