تفاصيل أول يوم رئاسي.. ماذا قال الرئيس السيسي في أول خطاب إلى الشعب المصري؟
شهد صالون المحكمة الدستورية العليا صباح يوم الأحد، 8 يونيو 2014، منذ 9 سنوات، سابقة رئاسية، تمثلت في لقاء تذكاري ضم كلا من الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور، والرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي.
وقالت وسائل الإعلام والصحف حينها إنها المرة الأولى في تاريخ مصر التي يشارك فيها رئيس في انتخاب رئيس جديد للبلاد.
_20230608123149.jpg)
وشاركت السيدة الأولى انتصار السيسي زوجة الرئيس الجديد بالإضافة إلى أفراد أسرته في حضور مراسم أداء اليمين الدستورية أمام أعضاء الجمعية العامة للمحكمة الدستورية.
تلاها، توجه الرئيس السيسي إلى مقر رئاسة جمهورية مصر العربية بمصر الجديدة، بعد أدائه اليمين الدستورية رئيساً للبلاد لفترة رئاسية تمتد لأربع سنوات.
وفور وصول الرئيس السيسي إلى قصر الاتحادية أطلقت المدفعية 21 طلقة، وأدى حرس الشرف التحية للرئيس ثم عزفت الموسيقى السلام الوطني، ثم تفقد رئيس الجمهورية حرس الشرف. واستقبل الرئيس السيسي لدى وصوله إلى قصر الرئاسة الرئيس المؤقت المنتهية ولايته عدلي منصور، عند سلم القصر لتحيته والترحيب به ثم اصطحابه إلى داخل مقر الرئاسة لاستقبال أصحاب ملوك ورؤساء الدول والحكومات والبرلمانات ورؤساء الوفود المشاركين في مراسم تسليم السلطة.
وكانت الصالة الرئاسية بمطار القاهرة قد استقبلت يوم 8 يونيو 2014، الوفود الدولية المشاركة في حفل تنصيب عبد الفتاح السيسي رئيسا للجمهورية المقرر مساء الأحد في القاهرة، حيث العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة قادما على رأس وفد رفيع المستوى من المسؤولين البحرينيين.
كما وصل مطار القاهرة آنذاك نائب رئيس البنك الدولي مؤيد شفيق من أبو ظبي ووصل رئيس قبرص نيكوس أناستا سيادس ونائب رئيس الوزراء وزير خارجية اليونان إيفانجليوس فينيزيلوس.
وحضر أيضا الشيخ أمير دولة الكويت الراحل صباح الأحمد الجابر الصباح على رأس وفد يضم حينها النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح.
ووصل النائب الأول للرئيس السوداني السابق الفريق أول بكري حسن صالح.
وجاء إلى القاهرة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، كما وصل أيضًا ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الذي أصبح حاليًا ملكًا للسعودية وولي عهده الآن الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الوزراء السعودي.
ومساء يوم الأحد 8يونيو 2014، ومنذ 9 سنوات ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي أول خطاب وجهه إلى المصريين بعد توليه مهام منصبه رسميًا أكد خلاله أنه "لا تهاون ولا مهادنة مع من يلجأ إلى العنف، وبينما كانت تموج البلاد في حالة من الفوضى والعمليات الإرهابية، يأتي اليوم تعيش مصر الاستقرار والطمأنينة واقعًا ملموسًا.
وحينها، قال الرئيس السيسي: "أتطلع إلى عهد جديد يقوم على التصالح والتسامح، باستثناء من أجرموا في حقه واتخذوا من العنف منهجا" في إشارة واضحة إلى جماعة الإخوان الإرهابية التي عزل الرئيس المنتمي إليها محمد مرسي في 3 يوليو 2013، في ثورة شعبية عارمة، الرئيس المعزول وجماعته الإرهابية.
وأضاف الرئيس السيسي "أقولها واضحة جلية، من أراقوا دماء الأبرياء وقتلوا المخلصين من أبناء مصر لا مكان لهم في هذه المسيرة".
وهاجم الرئيس السيسي، نظام الرئيس المعزول محمد مرسي من دون أن يسميه مشيرا إلى أنه "كان يساهم في ما يحاك من مخططات تنال وحدة شعبه "شعب مصر" وسلامته الإقليمية" في إشارة على ما يبدو إلى تحالفات إقليمية.
الرئيس السيسي يتعهد باحترام الدستور
تعهد الرئيس السيسي بأن يحترم الدستور وحرص على أن يضيف "دستور دولتنا المدنية وحكمنا المدني" في رد غير مباشر على من يتهمونه بأنه سيؤسس نظاما عسكريا بسبب انتمائه إلى الجيش الذي تقاعد منه ومن منصبه كوزير للدفاع عشية ترشحه للرئاسة.
كما وعد بتحقيق أهداف الثورة مشيرا لأكثر من مرة إلى أنه سيعمل على تحقيق "الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية".
الرئيس السيسي يشيد بالجيش
وحرص الرئيس السيسي آنذاك على الإشادة بالجيش المصري وتحدث عن نفسه قائلا "لقد تعرفتم إلى رجل من رجال القوات المسلحة وما عبرتم عنه من ثقة فيه يعود إلى موقف تلك المؤسسة الوطنية العريقة من تطلعاتكم وآمالكم".
وتابع : "اسمحوا لي أن أشيد بالدور الوطني لقواتنا المسلحة مصنع الرجال قلعة الوطنية المصرية على مر العصور، وقد شاء القدر أن يكون لهذه المؤسسة الوطنية دور أساسي في انتصار إرادة الشعب المصري في "يناير ويونيو"
وكان الرئيس السيسي يشير إلى ثورة يناير 2011 التي أسقطت نظام الرئيس الراحل حسني مبارك ثم التظاهرات التي شارك فيها ملايين المصريين نهاية يونيو 2013 للمطالبة برحيل الرئيس الإخواني محمد مرسي وجماعته الإرهابية.
الرئيس السيسي يتسلم السلطة ويعد بتحقيق "نهوض شامل"
وقع المستشار عدلي منصور المكلف للقيام بمهام رئيس الجمهورية، والرئيس المنتخب آنذاك عبد الفتاح السيسي على وثيقة تسليم السلطة، وسط حضور وفود عربية ودولية المراسم التي أجريت بمقر قصر الاتحادية في القاهرة. وفي كلمته خلال مراسم تسليم السلطة، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن البلاد تشهد واقعة غير مسبوقة بتسليم رئيس البلاد السلطة لرئيس جديد.
ووعد الرئيس السيسي بتحقيق "نهوض شامل على المستويين الداخلي والخارجي لتصويب أخطاء الماضي".
كما قدم الشكر للدول العربية "التي ساندت مصر وقت الصعاب" مؤكدا اعتزامه "تحقيق أمن واستقرار المنطقة العربية". وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن الدول العربية كانت "على قدر المسؤولية وساندت إرادة الشعب المصري الحرة" مؤكدا أن مصر "لن تنسى من وقفوا إلى جانبها وقت الشدة".
وقال الرئيس السيسي إنه "يتشرف بتولي مسؤولية مصر بموقعها المتميز ودورها التاريخي في المحيط العربي والإسلامي ونبذها للعنف والإرهاب".
وأكد تطلعه لمستقبل أكثر "استقرارا" وأن يتخذ من "العمل الجاد ما يكفل العيش الكريم ويمنح الفرصة لتحقيق الحريات في إطار واع ومسؤول وبعيد عن الفوضى".
وفي كلمته، أعرب الرئيس المنتهية رئاسته عدلي منصور من جانبه عن ثقته في أن الشعب المصري "سيكمل خطة خارطة بما تتضمنه من إجراء الانتخابات البرلمانية".
وأعرب كذلك عن أمله في إصدار تشريعات "تصون الحريات والحقوق في ظل وطن يشيع في نفوس أبنائه الاطمئنان والرضا".
وتنص وثيقة تسليم السلطة "باسم الشعب صاحب السيادة ومصدر السلطات ومفجر ثورتي يناير بما حملته من آمال وتطلعات و30 يونيو المكملة التي صوبت المسار واستعادت الوطن فإنه بإعلان فوز عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية في الخارج والداخل يتسلم السيسي مقاليد السلطة من الرئيس المؤقت عدلي منصور". `




