الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

د. علي الخولاني: أطالب الشقيقة السعودية بدعم ومساندة السفير أحمد صالح

الدكتور علي الخولاني
الدكتور علي الخولاني

أكد الدكتور علي الخولاني، رئيس ائتلاف القوي الديمقراطية للسلام والوئام باليمن، واستاذ العلوم السياسية في حواره لـ"بوابة روزاليوسف"، أن الحوثيين يسيطرون على مناطق شاسعة شمال اليمن، ويحكمون السكان بالترهيب وبالحديد والنار، وتنتشر المعاناة والفقر وهناك تضييق للحريات بشكل كبير.

- لماذا وقعت اليمن تحت الفصل السابع؟

الاوضاع في اليمن خاصة منذ  العام 2011 جاءت بسلطة يقودها الإخوان المسلمون، هذه السلطة لم تكن قادرة على بسط نفوذها وممارسة واجباتها تجاه الشعب اليمني، لم تلبث أن دخلت في مواجهات مع الميليشات الحوثية الذين كانوا شركاء لها في الشارع عام 2011، تفاقم الأمر حتى دخلت ميليشيات الحوثي صنعاء في أواخر عام 2014، وسيطرت على مؤسسات الدولة واحتجزت الرئيس حينها عبدربه منصور هادي، الذي فر بعد ذلك إلى عدن ثم فر من عدن إلى سلطنة عمان إلى أن وصل السعودية، توالت الأحداث إلى أن تم التدخل العسكري في اليمن بواسطة التحالف العربي بقيادة السعودية ووضع اليمن تحت الفصل السابع، من خلال تبني مجلس الأمن الدولي في 14 إبريل 2015 لمشروع القرار العربي واصداره للقرار 2216 بشأن اليمن تحت الفصل السابع.

- ماذا عن دور السعودية اتجاه القضية اليمنية؟

في حقيقة الأمر الشقيقة السعودية تدفع نحو السلام في اليمن وقدمت المبادرات في هذا الاتجاه، واعتقد أن على  السعودية الشقيقة التعامل مع شخص قوي داخل اليمن ولديه تأثير، ورجل المرحلة اليوم  من الشعب اليمني هو السفير أحمد علي عبد الله صالح، الذي تعرض لعقوبات كيدية مسيسة بناء على طلب من الشرعية اليمنية التي كان يقودها الرئيس السابق عبدربه هادي منصور.

وما دام الأشقاء في السعودية دخلوا في حوار مباشر مع الحوثيين من أجل السلام في اليمن؛ فمن المنطقي أن تسهم المملكة وبقوة في مجلس الامن من رفع العقوبات الكيدية عن السفير أحمد علي عبدالله صالح حتى يعود للمشهد السياسي اليمني، وتكون هناك حوارات لا تقصي أحد، مع اعتقادي أن الحوثيين لن يلتزموا بأي اتفاق واستمرار وجودهم كميليشيات مسلحة في اليمن هو تهديد للأمن القومي العربي بشكل عام لأن اليمن البوابة الجنوبية للوطن العربي، ومن هنا فتدخل السعودية بنفوذها وهيبتها في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة قادر على رفع العقوبات عن السفير احمد علي عبد الله صالح  وهي عقوبات كيدية كما قلت، استغل الاخوان تواجدهم في الشرعية اليمنية ابان حكم عبدربه هادي منصور وساهموا في فرض العقوبات نكاية في والد السفير اليمني السابق في الإمارات، وبالتالي فإن إلغاء العقوبات الأممية عن أحمد علي عبدالله صالح وعودته للمشهد اليمني مهم جداً لإحلال السلام في اليمن ودليل على صدق توجهات المجتمع الدولي في إطلاق عملية سياسية شاملة لا تقصي أحدا تقود إلى سلام عادل وشامل في اليمن.

والسفير أحمد علي عبدالله صالح ينادي دوما بإحلال السلام والوئام في اليمن ووقف الحرب ونزيف الدم بين أبناء جلدته، ويشارك شعبه همومهم عبر الخطابات في المناسبات الدينية والوطني. 

- ما هي الدول التي تدعم السفير أحمد علي عبد الله صالح؟

المجتمع الدولي تحكمه المصالح، ومن هنا فإن استقرار اليمن هو استقرار للخليج العربي وللوطن العربي كافة، ومثل ما يقول فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأمن القومي العربي كُل لا يتجزأ، وبالتالي فإن موقع اليمن الجيو-ستراتيجي المطل على المحيط الهندي والبحر العربي وخليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر، يؤكد أن من مصلحة جميع دول المنطقة استقرار اليمن، فما يحصل في باب المندب على سبيل المثال يؤثرعلى قناة السويس؛ وبالتالي من مصلحة دول المنطقة أن يكون هناك رجل قوي في اليمن ومحبوب من قبل الشعب اليمني قادرعلى وضع حد للاشكالات الحاصلة في اليمن، خاصة في ظل صراع الشرق والغرب على مصادر الطاقة وخطوط سيرها، وهذا الرجل أعتقد انه احمد علي عبدالله صالح الذي تتصاعد شعبيته في اليمن يوما بعد يوم وكل المؤشرات تقول أن الشعب سيلتف حوله، ومن هنا  أحمد علي، يمثل مصلحة لجميع دول المنطقة العربية، وبالتالي فهو رجل قوي يلتف الشعب اليمني حوله ويحبه هو مصلحة للسعودية ولمصر وللجميع.

-  ومن الذي يدعم الحوثيين؟

هُم مدعومون من قبل إيران وحزب الله بالتكنولوجيا والسلاح والمسيرات والخبراء، وأمل أن يضع الاتفاق بين السعودية وإيران حداً لدعم إيران وحزب الله للحوثيين، لكن، أهم ما يدعم الحوثيين والخلافات بين الاطراف السياسية باليمن هي اثرت علي الوضع داخل اليمن.

- من الذي أوجد تنظيم القاعدة باليمن؟

بشكل عام الذي أوجد الإخوان والمليشيات الحوثية  وتنظيم القاعدة وأنصار الشريعة وداعش والشباب الصومالي في القرن الافريقي وجعل من أوطاننا مناطق ملتهبة هي مخابرات دول غربية تعمل على تمول الجماعات الاسلامية الارهابية وتجعلها ذريعة للتدخل في بلادنا وهناك ذرائع أخرى للتدخل كحقوق الانسان وحماية الديمقراطية.

- كيف جاءت فكرة تأسيس الائتلاف؟

في يناير 2021 جاءت الفكرة كون عاصفه الحزم وعملية إعادة الأمل لم تحققا أهدافهما في إرجاع الشرعية لليمن وإنهاء انقلاب الحوثي، ولم يكن في الآفق بصيص أمل لحسم الوضع عسكريا؛ فأنشأت مع عدد من أبناء النخبة الوطنية اليمنية ائتلاف القوى الديمقراطية للسلام والوئام الذي كانت له اليد الطولى والدور الأكبر على المستوى الوطني في تحريك المياه الراكدة للمشهد اليمني المتسم بالعنف وسفك الدم، وتوجيه الرأي العام الشعبي اليمني للضغط على أطراف الصراع المحلي ومن يسندهم ويمولهم من دول الإقليم أو على المستوى الدولي بالاتجاه نحو السلام، وذلك من خلال عمل متواصل مُضني لأكثر من سنتين، أين كانت تقوم كل أمانة من أمانات الائتلاف المتعددة بالإشراف على مؤتمر في مجال تخصصها، أيضاً قامت قيادة الائتلاف بالتقاء عدد من المحسوبين على كافة الأطراف السياسية اليمنية في القاهرة وكل هذا موثق بالصور التي تم نشرها في حينه، ومن اللقاءات الهامة كان لقاء رئيس الائتلاف بالمبعوث الأممي هانس جروندبرغ في مصر  الذي اشاد برؤية الائتلاف ومبادراته، كذلك التقت قيادة الائتلاف مع الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية الدكتور حسين هنداوي، كذلك زيارتي للجزائر في شهر مايو الماضي ولقاءي برؤساء أحزاب ووزراء سابقين وبرلمانيين وتقديم مبادرة الائتلاف المعدلة لإحلال السلام في اليمن إليهم. 

 كذلك كانت قيادة الائتلاف هي الأولى بشكل رسمي وعلني تلتقي عبر برنامج الزوم مع شخصيات محسوبة على جماعة الحوثي بداية عام 2021، نعم، لقد كسرنا في الائتلاف الجمود والركود في المشهد السياسي اليمني وتحملنا ما تحملنا من ضغوطات وتشويه وتشكيك، فكل همنا كان إنقاذ اليمن وشعبها مما هي فيه.

واليوم بدأت جميع الأطراف المعنية بالأزمة في اليمن بتطبيق رؤى ومبادرات الائتلاف، وقد رأينا الوفد السعودي برئاسة السفير آل جابر يتحاور مع جماعة الحوثيين في صنعاء برفقة الوفد العماني. ومسودة الاتفاق التي كان يدور الحديث عنها لا تختلف عما طرحه الائتلاف في أول مبادرة يطلقها من أجل وقف الحرب وإحلال السلام.

ومن أهم أسباب انشائنا للائتلاف هو الشباب اليمني الذي يموت ويضحي في معارك وصفتها بالعبثية، ونحن نعرف أن أي حرب ستتوقف سواء بالحسم العسكري أو بالمفاوضات السياسية والحسم العسكري صعب جداً في اليمن لان الطبيعة الجغرافية لليمن والحوثيين يدعموا الإخوان ولابد من حوار للحفاظ على الشباب اليمني. 

ما رأيك في دور مصر؟

مصر هي الشقيقة الكبرى لجميع العرب ودورها محوري في جميع القضايا العربية وليس في اليمن فقط، مصر ساعدت الكثير ودعمت القضايا والشعوب الإفريقية، مصر الحبيبة موقفها مساند دائما وابدأ للشعب اليمني في كافة المجالات منذ قيام ثورة 26 سبتمبر 1962 ضد الحكم الأمامي البائد في اليمن حتى الآن، ويكفي أن مصر تحتضن 2 مليون يمني على أراضيها معززين مكرمين، حقيقتاً الحديث عن دور مصر في مساعدة اليمن يحتاج له مجلدات وليس فقرة في مقابلة.

- ماذا ينتظر اليمن في المستقبل القريب؟

 من المفترض أن يتنازل أطراف الصراع لبعضهم البعض من أجل مصلحة اليمن والشعب اليمني، وأن تتوفر لديهم الإرادة السياسية الوطنية، إرادة تجعل من مصلحة الشعب اليمني هي العليا، ومصلحة الشعب اليمني اليوم هو السلام ووقف الحرب ونزيف الدم. أما بدون توفر إرادة السلام لدى أطراف الصراع في اليمن، سيتفاقم الوضع أكثر وأكثر في كافة المجالات الإنسانية، الأمنية، الصحية، التعليمية، واعتقد هنا أن الميليشيات الحوثية وفي الجهة المقابلة الإخوان ليس لديهم إرادة في السلام، لأن السلام وقيام الدولة اليمنية ستقضي على مشاريعهم الانتهازية. 

- ما أهم المبادرات في الائتلاف القوي والديمقراطية لإحلال السلام والوئام في اليمن؟

نظراً للدمار والمعاناة التي نتجت وما زال تنتجها الحرب يومياً، وتعدد القوى، والتدخلات فيها التي تربط حل أزمة اليمن مع أزمات أخرى في الإقليم؛ يقدم ائتلاف القوى الديمقراطية للسلام والوئام مبادرته لاحلال السلام في اليمن، وتتمثل أبرز بنودها بالآتي:

1. وقف شامل للحرب بإصدار قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يقضي بالوقف الفوري للحرب في اليمن والبدء في مفاوضات حل سياسي شامل لا يقصي أحداً وفقاً للدستور اليمني النافذ في دولة محايدة.

 2. رفع الحصار عن المطارات والمنافذ البرية والبحرية وتسهيل عبور المواد الإغاثية وعبور المواطنين.  

3. إصدار عفو عام عن جميع المتورطين في الحرب.

 4. الإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين من جميع أطراف الصراع. 5. معاملة جميع من قتلوا في الحرب من جميع الأطراف المتصارعة كشهداء.

6. على وسائل الإعلام المحسوبة على جميع أطراف الصراع في اليمن أن تتبنى نشر التسامح وإعادة بناء الثقة، وبث روح التعاون والإخاء، وطي صفحة الصراع والمناكفات والتحريض المتبادل.

7. تشکیل مجلس رئاسي بتوافق جميع الأطراف المتحاورة، ونقل صلاحيات رئيس الجمهورية إليه. 8. تشكيل حكومة انتقالية مؤقتة بمشاركة جميع الأطراف لإدارة الفترة الانتقالية لمدة سنتين. تقوم هذه الحكومة خلال الفترة الانتقالية بالتهيئة لانتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية برقابة دولية.

9. إصدار قرار من مجلس الأمن يؤسس بإخراج اليمن من تحت الفصل السابع. 10. إنشاء لجنة عسكرية من جميع الأطراف المتقاتلة برئاسة وزير الدفاع، يسندها خبراء عسكريين من الأمم المتحدة لنزع السلاح المتوسط والثقيل وتسليمه لوزارة الدفاع، ودمج المليشيات المقاتلة بعد تأهيلها في الجيش اليمني وفق العقيدة العسكرية اليمنية.

11. يقوم المجتمع الدولي ودول التحالف العربي بوضع خطة لإعادة الإعمار وجبر الضرر.

- وماذا عن دور المجلس الرئاسي اليمني؟

مجلس القيادة الرئاسي تم تعينه تقريبا في 7 إبريل من العام 2022 وهو شرعية جديدة في اليمن مكون من 8 أعضاء يرأسهم الرئيس رشاد العليمي.

- لماذا زار المبعوث الأمريكي لليمن دول الخليج وأطلق مبادرة السلام؟

الجميع يعرف مدى تأثير دول الخليج في اليمن فالخليج العربي هو العمق الاستراتيجي لليمن والعكس صحيح؛ لكن في المقابل الموقف الأمريكي ظاهريا مع السلام في اليمن ويدعو للحوار وتصريحات كبار المسؤولين الأمريكيين تأتي في هذا السياق، أما بالنسبة لدول الخليج العربي، وعلى رأسها  السعودية والإمارات فهي تنادي بالسلام وبالحوار، وهناك زيارات الوفود من سلطنة عمان لصنعاء آخرها البارحة، وفي شهر إبريل الماضي كان هناك وفد سعودي، فالجميع في دول الخليج العربي يريد السلام، أيضا البارحة المبعوث الأممي أكد ضرورة استئناف العملية التفاوضية.

لكن أعتقد أن كل التحركات تبقى ظاهرية وننتظر إجراءات ملموسة ليكون في اليمن عملية سياسية تفاوضية شاملة لا تقصي أحدا تحقق سلام عادل وشامل.

وهنا أعيد وأكرر أنه لا بد من تنازل جميع أطراف الصراع من أبناء اليمن لبعضهم البعض وهذا لن يتحقق إلا بتوافر إرادة سياسية وطنية لديهم، أما العامل الخارجي سواء كان إقليميا أو دوليا فهو عامل مساعد.

كذلك من المفترض أي مبعوث سواء كان أمميا أو أمريكيا أو سويديا أو للاتحاد الأوروبي أن يطالب الشقيقة السعودية بأن تتدخل لدى مجلس الأمن بالأمم المتحدة من أجل رفع العقوبات الكيدية المسيسة عن السفير اليمني السابق بدولة الإمارات أحمد علي عبدالله صالح، الذي يعتبر نائب رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام في اليمن ويمتلك شعبية كبيرة جداً ومتصاعدة لدى أبناء شعبه؛ مثل هذا الأمر  سيعزز من مصداقية التوجه نحو الحوار السياسي الشامل في اليمن الذي لا يقصي أحد. إنشاء لجنة عسكرية من جميع الأطراف المتقاتلة برئاسة وزير الدفاع، يسندها خبراء عسكريين من الأمم المتحدة لنزع السلاح المتوسط والثقيل وتسليمه لوزارة الدفاع، ودمج المليشيات المقاتلة تأهيلها في الجيش اليمني وفق العقيدة العسكرية اليمنية.  

تم نسخ الرابط