المدير العام للإيسيسكو يدعو إلى تعزيز منظومة القيم ومبادئ الحرية
أكد المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، الدكتور سالم بن محمد المالك، ضرورة تضافر الجهود لضمان تمتع الإنسان بالحرية، التي يحتاج إليها تمامًا كما يحتاج للماء والهواء، مطالبًا بمواجهة المخاطر التي ينطوي عليها التقدم الكبير الذي تشهده تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتهدد منظومة القيم والأخلاقيات وتنذر بفقد الناس حرياتهم لصالح آلة صماء عمياء بكماء.
جاء ذلك في كلمته، اليوم الخميس، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العلمي الدولي: "تأطير الحريات وفق القيم الإسلامية ومبادئ القانون الدولي"، الذي احتضنه مقر الإيسيسكو في الرباط، ونظمته رابطة الجامعات الإسلامية، وشهد حضورًا رفيع المستوى من علماء وقيادات دينية ورؤساء جامعات ومفكرين وباحثين متخصصين في القانون الدولي.
وأبرز المدير العام للإيسيسكو أن المسلمين الأوائل فهموا رسالة الإسلام، التي تدعو إلى التحرر من الذل على أكمل وجه؛ وهو ما جعلهم يسودون العالم بمنطق العدل والإنصاف، بينما أدى التطور العلمي والتقني، مع خفوت الحسِّ الذي يراعي اختلافات الناس وتبايناتهم الثقافية والاجتماعية، إلى إنتاج نظرة أحادية تسعى إلى تنميط الوعي الحضاري وقولبة البشرية في المصب الفكري والسلوكي الغربي.
وأشار إلى أن الإيسيسكو أعلنت مبادرتها "اقرأوه لتفهموه"، التي تتميز بالشمول والدقة والجدية كرد فعل إيجابي في مواجهة تلك الحملات البائسة، داعيا إلى تضافر الجهود سعيًا إلى إبراز الوجه الحقيقي للحضارة الإسلامية، حضارة الإبداع والرقي والعلم.
وفي كلمته، أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، أن الحريات في معناها الأخلاقي والروحي، لا يمكن أن تكون بلا ضوابط، والحقوق والحريات مضمونة في الشريعة الإسلامية، مشيرًا إلى أن معظم دول العالم تبتغي السلام والوئام لشعوبها، وأن هناك مشتركات يلتف حولها الجميع، غير أن الجهل والماديات والأحقاد والأيديولوجيات تدفع الناس للالتفاف حول أنفسهم.
من جانبه، أبرز مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام أن قضايا الحقوق والحريات صارت في صميم الحوارات الفكرية والأدبية والفلسفية، خاصة مع التطور التكنولوجي الكبير الذي أتاح مجالًا أكبر للتواصل بين الشعوب، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم يدعو إلى الالتزام بالواجب المقابل للحق، وأن تجريد التقدم والتطور من منظومة الأخلاق يجرده من معناه وهدفه لخدمة الإنسانية.
من جهته، أوضح الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، الدكتور سامي الشريف، أن هذا المؤتمر يأتي في إطار الجهود الحثيثة المبذولة لتعزيز الحقوق والحريات في العالم الإسلامي، حيث إن منظومة القيم الدينية الإسلامية تؤكد وحدة الأصل البشري ومحورية حقوق الإنسان وحرياته.
وتضمن جدول أعمال المؤتمر عقد جلسات علمية ناقشت عدة محاور، منها: فلسفة الحرية والاتجاهات الفكرية، ومفهوم الحرية في المنظور الإسلامي، والحرية في مبادئ القانون الدولي، وفوضى الحرية وتأجيج الصراع الحضاري، ومبادرات رائدة في تأطير حرية الرأي والتعبير.



