مستشار كلية القادة والأركان يدلي بشهادته بشأن السلاح المصري لحرب أكتوبر المجيدة.... وعلاقة "بدر" و"رمضان" بالحرب
استرجع المصريون خلال تلك الأيام، ذكريات فرحتهم العارمة وانتصارهم العظيم فى حرب أكتوبر المجيدة، وتنشر "بوابة روزاليوسف" أبرز شهادات رجال الجيش المصري، عن تلك الحرب، وذلك فى ذكرى الاحتفالات بنصر أكتوبر العظيم.
وفى هذا الصدد، جاءت شهادة اللواء أركان حرب د. محمد الشهاوي مستشار كلية القادة والأركان كالآتى: "إن حرب أكتوبر المجيدة، انطلقت يوم السبت الموافق 6 أكتوبر 1973، الساعة الثانية ظهرًا يوم السبت العاشر من رمضان، حيث اقتحم جيش مصر أكبر وأصعب مانع مائى فى تاريخ الحروب، وأسقط المقاتل المصري أقوى خط دفاعى وهو خط بارليف الذي يُعَد أقوى الحصون العسكرية فى العصر الحديث، فهو كان أقوى من خط سيجفريد الألمانى وخط ماجنى الفرنسى وتكلف 200 مليون دولار".
بدر ورمضان
وأوضح الشهاوى، أن هذا الخط به 31 نقطة قوية، كل منها مساحتها فدان تحت الأرض، وتم فتح 60 ثغرة فى الساتر الترابى وإزاحة الرمال بواسطة 350 مضخة.
وتابع الشهاوى، أن الاسم الرمزى للعملية كان "بدر" تيمنًا بغزوة بدر التي كانت 17 رمضان، والانتصار على اختلال التوازن فى القوى.
مضيفا، كما كان فتح مكة فى رمضان، وأيضا معركة عين جالوت والتي كانت يوم 25 رمضان فى عام 1269م، واستطاع الجيش المصري بقيادة سيف الدين قطز أن يوقف تقدّم التتار ويحمى الإسلام وأيضًا الغرب.
وأوضح الشهاوى: "أن نتائج حرب أكتوبر المجيدة، لاتزال تُدَرَّسُ فى الأكاديميات العسكرية العالمية حتى اليوم، وجوهر روح أكتوبر هى القوة والعزيمة والقوة والصبر والمثابرة والروح المعنوية العالية والإصرار لروح التحدّى، مشيرًا الى أن السلاح المصري الذي أذهل العالم هو "الجندى المصري"، والذي كانت عقيدته النصر أو الشهادة.
الوحدة العربية فى أروع صورها
وأكد الشهاوى، أن حرب أكتوبر المجيدة، أسفرت عن نتائج مباشرة على الصعيدين العالمى والمحلى، من بينها: انقلاب المعايير العسكرية فى العالم شرقًا وغربًا، وتغيير الاستراتيجيات العسكرية فى العالم، والتأثير على مستقبل كثير من دول العالم، وعودة الثقة للمقاتل المصري والعربى بنفسه وقيادته وعدالة قضيته، والوحدة العربية فى أروع صورها، التي تمثلت فى تعاون جميع الدول العربية مع مصر، وسقوط أسطورة الجيش الإسرائيلى الذي لا يُقهَر ونظرية الذراع الطولى لإسرائيل.
وتابع الشهاوى، أن مصرُ حررت أرضَها التي احتلت عام 1967 بكل وسائل النضال، بداية من الكفاح المسلحة فى حرب الاستنزاف ثم بحرب أكتوبر المجيدة عام 1973 م ، وكذلك بالعمل السياسى والدبلوماسى بدءًا من المفاوضات الشاقة للفصل بين القوات عام 1974 أو عام 1975، ثم مباحثات كامب ديفيد التي أفضت إلى إطار السلام فى الشرق الأوسط، وهى اتفاقيات كامب ديفيد عام 1978 تلاها توقيع معاهدة السلام "المصرية - الإسرائيلية" عام 1979، وتحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلى فى 25 إبريل 1982، ثم تحرير آخر بقعة فى سيناء وهى طابا فى 15 مارس 1989.
واوضح الشهاوى – فى شهادة سابقة له نشرتها مجلة الكتاب الذهبي- : "كان الكفاح المسلح هو الخطوة الأولى على طريق التحرير بَعد أيام من هزيمة 1967 قبل أن تندلع شرارة بدء حرب أكتوبر بأكثر من ست سنوات؛ حيث انطلقت القوات المصرية باقتحام خط بارليف واسترداد جزء من الأراضى فى سيناء وعودة الملاحة فى قناة السويس فى يونيو 1975 ".



