الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

عاجل| بالفيديو.. من أرشيف الجبهة.. "الصمود"

فيديو الصمود
فيديو الصمود

نشرت الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة، على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مقطع فيديو، من أرشيف الجبهة "الصمود"، ويبدأ بسؤال من الرئيس السادات في مجلس الشعب، السؤال إلى المشير أحمد بدوي، قائًلا: لواء بدوي تبلغت إليك الأمور الصادرة بالصمود وادعي العدو أن السويس احتلت، هل احتلت السويس؟

 

مشاهد حية من حرب أكتوبر

 

ورد المشير أحمد بدوي، قائلًا: لم يتمكن العدو من احتلال السويس ودمر جميع دباباته التي حاولت دخول السويس، وتمسكنا بالسويس، وظلت صامدة ولم ينل منها العدو أبدًا.

ويقول الفيديو: في ملحمة نضال رائعة صارعت وحدات من الجيش الثالث للزود عن السويس، وعبرت القناة من سيناء لملاقاة العدو التي تسللت من الجنوب. استغلت إسرائيل وقف إطلاق النار خيانة وغدرًا، بينما التزمت قواتنا بما قرره المجتمع الدولي، شرفًا وأمانة. لقد قام العدو بمحاولته ليخدع بها العالم، بعد الهزيمة التي ألحقها به جنود مصر في معارك العاشر من رمضان. الرابع والعشرون من أكتوبر الساعة الحادية عشر قبل الظهر، حرك العدو مجموعة من دباباته في اتجاه مدينة السويس، وحاول اقتحام مداخل المدينة، ووجد العدو في انتظاره أبطال الجيش الثالث، يفتحون له في كل خطوة قبرًا ويدمرون على مشارف المدينة أسلحته ومعداته، وولت دبابات العدو هاربة أمام هول الصدام وجرأة أبناء مصر، ولت هاربة مخلفة ورائها 13دبابة وعربة محترقة.

ووقفت مدينة السويس، شامخة تتحدى غرور العدو وغدره، وارتفعت في سماء المدينة تكبيرات العيد، تزف بشرى انتصارها " الله أكبر.. الله أكبر لا إله إلا الله" ــ " الله أكبر.. الله أكبر لا إله إلا الله.. الله أكبر الله أكبر ولله الحمد".

أيام حافلة بأعظم البطولات وأروع صور الصمود، عاشها أبناء المدينة الباسلة، تحرك الجميع من أجل استمر الحياة ونبضها الدافق.

  لقد منى العدو نفسه بعزل المدينة، ووضعها تحت الحصار، ولكن تكاتف الجميع عسكريين، ومدنيين، من أجل إحباط مخططات العدو، أبطال الجيش الثالث درع من الفولاذ يزود عن المدينة غدر العدو وخسته، وسائل الربط بينه وبين مدينة السويس قائمة ومستمر، رصيده من الماء، والغذاء، والوقود كفل له أن يظل ثابتًا كالصخر متمسكًا بمواقعه.

التنسيق والتعاون بينه وبين أبناء المدينة الباسلة، أسرع بوضع النهاية المحتومة لأحلام الجنون الإسرائيلي وأطماعه. ويسود التوتر الشديد جبهات القتال، ويتفجر الموقف داخل سيناء، وتقوم وحدات الجيش الثالث بعمليات عسكرية مخططة، تخطيطًا دقيقًا، تستهدف تحسين المواقع التي يسيطر عليها جنودنا الأبطال، والاستيلاء على مواقع جديدة، وتتلاحم المواقع ويذعر جنود العدو من معدن المقاتل المصري. ويعترف العدو بأن قواته تخوض معارك عنيفة لوقف هجوم وحدات الجيش الثالث داخل سيناء، ويدفع المقاتل المصري العملاق الذي صمد لـ 6 سنوات، وصدره ينضوي على مزيد غاضب من الألم والأمل.

 يدفع المقاتل المصري فوق أرض سيناء، ليحيلها إلى بركان يتفجر بالموت تحت أقدام العدو، يزرع له في كل شبر الهلاك والدمار، أنها الإرادة التي انطلقت في السادس من أكتوبر وتأجج آيوارها مع كل يوم تلي ذلك اليوم المجيد.

 

تنسيق دقيق بين الجيش الثالث، وأبطال الجيش الثاني في الاشتباك مع قوات العدو الذي روعته جسارة المقاتل المصري، فقلبه ينضوي على حب للوطن أكبر من كل خطر، وسلاحه يذيق العدو سيلًا من النيران، وعيونه ترصد تحركاته وقتاله المتلاحم يحبط كل مخططاته.

وتحت وطأة القتال الذي امتدت آثاره لتهدد الأمن والسلام في العالم، تحرك المجتمع الدولي لأول مرة منذ عام 1967، ليضع قرارات مجلس الأمن موضع التنفيذ.  

وبينما كان المجتمع الدولي، يبدأ في الاطلاع بمسؤولياته، كانت قواتنا تدعم أوضاعها العسكرية تحسبًا لرفض العدو الانصياع لقرارات مجلس الأمن، وحدث فعلًا ما كان متوقعا، فصدر الأمر لقواتنا بتصعيد الاشتباك لإجبار العدو على التسليم بمبادئ الشرعية الدولية.   بطولة عظيمة صنعها أبطال مصر في موقع "كبريت"، صمد الرجال داخل هذا الموقع 134يومًا كاملة، انتزع الماء الصالح للشرب من مياه البحيرة بوسائل تقطير تبرز روعة التصرف، وحسن التدبير تحت أقصى الظروف.

 

وكانت رحلات الموت الخاطفة من أجل تموين الموقع الصامد، تبدأ في الليل وسط كل المخاطر، وطلقات المدفع، والقنابل الموقوتة، وبين مواقع العدو تسير قافلة الأمداد في صمت تام حتى تصل إلى الموقع الذي كان أقوى من أي حصار.

 

40 كيلومترًا شرق بحيرات المرة يقع موقع كبريت الحصين، استولت عليه إحدى وحدات الجيش الثالث، فقطع العدو كل الطرق المؤدية إليه وبث حوله الألغام، أغار عليه بالطيارات، قصفه بالمدفعية كي يجبر الرجال للتخلي عنه، ولكنه الصمود الذي اتصفت به قواتنا، والتمسك بكل شبر حررناه بالروح والدم.

وظروف بالغة القسوة عاشها أبطال كبريت، كما عبروا حاجز الموت أثناء تحريرهم لهذا الموقع.

 ونتيجة لنشاط دبلوماسي واسع المدى، وتحت الحصار الذي فرضته قواتنا على العدو من كل جانب، وتضييقها الخناق حوله واشتباكاتها المتصاعدة ضده، واضطر العدو للانصياع لما قرره المجتمع الدولي، وبدأت مراحل انسحابه تتابع.

لقد حطمت قواتنا نظرية العدو في الحدود الآمنة، ووضعت نهاية لنظرياته في الاختراق والتطوير وصفي أبطالنا ما تبقى له من غرور، وهتكت نيران المعارك المستمرة أستار زيفه وخيلائه.

 لقد بددت إرادة القتال ظلام ما قبل السادس من أكتوبر، وأطارت خفافيش الوهم والاغتصاب.

وتجلت عظمة شعب مصر، وأصالته الرائعة عندما سمح للعدو بأن يجمع جثث قتلاه في الهجوم القاهر.

ولقد شهدت انسحاب من تبقى من فلول العدو، وتطهرت من بقايا أشلائه، وترفرف الفرحة في سماء المدينة الظافرة، وتفتح أبوابها لأبناء مصر ويلتقي رفقة السلاح لقاء الانتصار.

 

تم نسخ الرابط