هيفاء أبو غزالة تكشف تفاصيل منتدى عن غزة
قالت السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد ورئيس الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية إن الأزمة الجارية في غزة أظهرت الدور الكبير للمجتمع المدني والشباب الفلسطيني والعربي بصفة عامة، حيث يتصدران الجهود لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وفضح جرائم الحرب الإسرائيلية.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقتها بالجلسة الافتتاحية في الدورة الخامسة لمنتدى المجتمع المدني والشباب العربي حول الأمن الغذائي، التي انطلقت وتستمر يومين بجامعة الدول العربية.
وأكدت أنه في إطار الاستعدادات الجارية لعقد القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية المقرر عقد دورتها الخامسة بنواكشوط بالجمهورية الإسلامية الموريتانية.
وقالت إن المنتدى قائم على ثلاثة عناصر رئيسية وهي: المجتمع المدني والشباب العربي والأمن الغذائي، كل منها لا يمكن أن يتبلور سوى مع حفظ الحق في الحياة الذي ينتهك يوميا تحت سماء فلسطين الأبية على يد قوة الاستعمار الإحلالي.
وأضافت أن “دور المجتمع المدني في هذه اللحظة الفارقة من تاريخنا يتجسد مليا في المنظمات الأهلية التي تعمل في فلسطين على مر العقود الماضية".
وقالت "في فلسطين، يقدم المجتمع المدني مساعدات إنسانية، في فلسطين، ويدعم المجتمع المدني عوائل الأسرى والشهداء، دعما نفسيا وأيضا ماديا من خلال المستشفيات والمدارس الأهلية.
وأردفت "في فلسطين، ترصد وتوثق المنظمات الحقوقية جرائم الاحتلال وتفضحهم أمام المحافل الدولية التي تتعمد الصمم أمام كل هذه الأحداث".
وأضافت قائلة إن المنظومة الأهلية في الأراضي الفلسطينية تتحمل ببسالة وبلا توقف، جيلا بعد جيل، مسؤولية إبقاء هذا الشعب الأبي، ولم يسعوا يوما لصناعة مجد شخصي، ولم يكن أمام أعينهم إلا منح الحياة لأهلهم.
ولفتت إلى أن نجاح منظمات المجتمع المدني في فلسطين في هذا الدور المتفرد دفع الاحتلال إلى إدراج العديد من هذه المنظمات على قوائم الإرهاب، زورا وبهتانا، ومصادرة أموالها وأموال القائمين عليها، ظلما وعدوانا، ومنعهم من السفر واعتقال العديد منهم، في انتهاك سافر للحقوق الأساسية وهذا ما رصدته لجنة التحقيق التي شكلها مجلس حقوق الإنسان بجنيف والتي دعت لإنهاء هذا الوضع، وهذا الوضع في تقديرنا بمثابة مهزلة".
ونوهت بأن المجتمع المدني تحرك في كل أركان الدول العربية، واثبا من أجل تقديم مختلف أنواع الدعم للشعب الفلسطيني، تحركا شعبيا إنسانيا، مدرك أبعاد قضيته، ومحيط بمعاناة إخوته، مؤمنا أن لكل طريق نهاية.
وقالت إن العنصر الثاني في منتدياتنا هو الشباب العربي، وفي القلب منهم شباب فلسطين، وأردفت قائلة "إن المُتأمِل في معطيات الأرقام والإحصاءات عن شباب غزة ينتابه التعجب، فعلى الرغم من أن نسبة الشباب في فلسطين أقل من النسبة العالمية ومن أقل النسب في وطننا العربي، إذ تتجاوز 20% بقليل، إلا أننا نرى وجوههم وجهدهم في كل مفاصل الأحداث، أسرى تمتلئ بهم سجون العدو، وهم أيضا درع المقاومة الأول" .
وأوضحت"أنه تحت قصف العدو نرى شباب فلسطين بين شهيد وجريح وبين منقذ ومسعف وطبيب في نشاط لا يتوقف على مختلف الأصعدة وفي كافة مفاصل الأحداث".
وأضافت أن شباب فلسطين هم الأمل، وندرك مع متابعتنا للأحداث أن بمثل هؤلاء لن تضيع القضية، ليس في الأراضي الفلسطينية فقط، بل في كل أركان وطننا العربي".
وقالت إنه في كل البقاع خرج الشباب العربي في مسيرات ضخمة معلنين عن الرفض الشعبي لممارسات الاحتلال وجرائمه، ووجدنا الشباب أمام معبر رفح متطوعين بأجسادهم وأرواحهم يرغبون في الدخول إلى غزة، إما أن يتمكنوا من تقديم الدعم لأهلهم بالداخل أو يرقوا شهداء معهم".
وأضافت "أما العنصر الثالث في المنتديين التحضيريين للقمة العربية التنموية : الاقتصادية الاجتماعية، وهو الأمن الغذائي، ولقد أصبح بعيد المنال مع ما يرتكب من جرائم الحصار والدمار في حق فلسطين.
وقالت "إننا وإذ نجتمع اليوم لبحث ما يمكن إنجازه من تقدم لتحقيق الأمن الغذائي، نصطدم بممارسات الاحتلال والتي تؤكد للمجتمع الدولي البربرية والوحشية التي لا تزال قائمة في الحياة المعاصرة".
وأردفت قائلة "إننا وإذ نجتمع اليوم لبحث سبل توفير الغذاء الصحي المناسب في كل وقت وأن يكون متاحا للجميع، إذ بقوات الاحتلال تقطع الغذاء والمياه والدواء بشكل كامل عن قطاع غزة".
وأكدت أن القوة القائمة بالاحتلال ترتكب جريمة إبادة جماعية بدم بارد أمام أعين المجتمع الدولي، وكأن هذه الجريمة هي إنذار للجميع بإعادة ترتيب الأولويات.
وقالت مخاطبة الشباب وومثلي المجتمع في المنتديين إن هذه الأحداث تؤكد لكم أنكم قادرون، وأن عناصر النجاح متوافرة، وما بيننا وبين تحقق الأهداف هو الاعتماد على ما لدينا، وعدم فقدان الأمل؛
ودعت السفيرة هيفاء أبو غزالة المشاركين إلى أن يعيدوا قراءة الواقع من منظور ما نشهده من أحداث، من خلال أعمال المنتديين.
وقالت إن الأمن الغذائي لدولنا العربية ممكن، في ظل وجود مجتمع مدني قادر على التمدد، فاعل على الأرض، مدرك للتحديات، ويعمل وفق أولوياتنا المشتركة".
وأضافت أن الأمن الغذائي ممكن أيضا على أيدي الشباب العرب، المبدع والقادر. الشباب لا يفقد الأمل، فهم الأمل، ووجب إشراكهم في تحليل الإشكاليات وخلق الحلول الشاملة والمستدامة.
من جانبه، أكد أحمد آش وزير الشباب والرياضة الموريتاني إن الإعداد للقمة العربية التنموية: الاقتصادية الاجتماعية يحظى بعناية خاصة من موريتانيا، وتعمل على إيجاد الظروف المثلى لالتئام هذا المحفل العربي.
وأكد أهمية منتديي المجتمع المدني والشباب تنبع من تجمع هذا الكم الكبير من الحضور من المسؤولين وومثلي الشباب والمجتمع المدني، لتدارس هذا الموضوع المهم وهو الأمن الغذائي، واقتراح آليات ناجعة لحل هذه المشكلة التي باتت تمثل تحدياً على المستويين العربي والعالمي معاً".
وأشار إلى أن هناك 783 مليون شخص يواجهون خطر الجوع وفقاً للأمم المتحدة، حيث أن التقرير الأممي للأمن الغذائي حول العالم، يظهر أن العالم يتحرك في اتجاه بعيد عن هدف التنمية المستدامة الرئيسي الذي يتمثل في القضاء على أشكال الجوع. وقال "يجب أن يكون هذا الأمر أولوية لدينا في العالم العربي، عبر إقرار آليات تصون الأمن الغذائي العربي في عالم مضطرب تسود فيه الحروب وتقطع فيه إمدادات الغذاء والطاقة وسلاسل التوريد".
وأضاف أنه رغم كل التحديات، فإن ما يمتلكه أبناء الوطن الكبير من خبرات عالية قادرة على تحقيق التكامل الغذائي بين أبناء الوطن العربي والمساهمة في مواجهة أزمة الأمن الغذائي على مستوى العالم.
وقال "إنني على يقين أن هذين المنتديين بما يشارك بهما من شخصيات رفيعة وممثلي للشباب والمجتمع المدتي سوف يصلان إلى توصيات مفيدة ترفع للقادة العرب لاخيتار السبل الأكثر فعالية لصياغة الأمن الغذائي العربي بما يحرر الطاقات الكامنة لدى الدول العربية.
من جانبه، قال الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند" : "إننا نلتقي اليوم على أرض الكنانة ومن داخل بيت العرب من جامعة الدول العربية في توقيت بالغ الحساسية.. فقد شهدنا خلال الأيام الماضية أحداثاً مؤسفة وأعمال عنف استهدفت المدنيين".
وأضاف "إننا لنشعر بالأسى والألم من أعداد من فقدوا حياتهم ومن الجرحى والمصابين خاصة بين الأطفال والنساء وكبار السن، ونضم صوتنا إلى الأصوات التي تدعو إلى إحكام العقل، ووقف كل عمليات العنف بشكل عاجل، وتحقيق الحماية للمدنيين.
وقال إنه "إذا كنا نتحدث في منتدى اليوم عن قضية الأمن الغذائي، فلابد أن ندعو أيضا الى فتح المجال لكل الاحتياجات الإغاثية والدوائية والغذائية".
وشدد على قدسية الحياة البشرية تجعلنا ندعو العالم كله أن يجمع على المطالبة بالعدالة والانصاف وتعزيز السلام الدائم. فهذا واجبنا نحو الأجيال القادمة.
وأضاف إن الفعالية التي تجمعنا اليوم تهدف إلى التشارك في البحث والدراسة لاستشراف ملامح أدوار المجتمع المدني والشباب في تعزيز الأمن الغذائي في عالمنا العربي، وذلك تمهيدا للخروج بتوصيات ورسائل تعين القادة العرب على اتخاذ قرارات متبصرة في القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الخامسة.
وقال إنه "لا شك أن الأمن الغذائي قضية ملحة تؤثر على حياة ملايين البشر وصحتهم في جميع أنحاء العالم، حيث يعاني 54 مليون شخص في البلدان العربية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ومن أشكال متعددة من سوء التغذية، بل ويجد عالمنا العربي صعوبة بالغة في تحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالقضاء على الجوع بسبب الجفاف وندرة موارد المياه وغيرها من الأسباب الطبيعية.
وأشار إلى أن إشكالات الأمن الغذائي تفاقمت وارتفعت معدلات سوء التغذية في المنطقة العربية بسبب الأزمات الدولية مثل جائحة كوفيد 19، والأزمة الروسية الأوكرانية، إلى جانب تغير المناخ".
وأكد أن منظمات المجتمع المدني العربي شريك تنموي رئيسي في تعزيز الأمن الغذائي، فهي بمثابة حلقة الوصل الأكثر قوة ومرونة في جهود تعزيز بناء الشراكة والتعاون بين مختلف الجهات الفاعلة، بما في ذلك الحكومات والقطاع الخاص من جانب، وصغار المزارعين ومنتجي الغذاء والمجتمعات المحلية من جانب آخر.
كما أن لها دورا حاسما في تيسير تبادل المعرفة وبناء القدرات، من خلال تنظيم ورش العمل والبرامج التدريبية لتعزيز مهارات ومعارف المزارعين والشباب والنساء وغيرهم من أصحاب المصلحة المشاركين في النظام الغذائي. وتعمل على تمكين الأفراد والمجتمعات المحلية المهمشة ليصبحوا مشاركين فاعلين في تحقيق أمنهم الغذائي.
وقال "أما الشباب فهم مستقبل عالمنا العربي، والمنطقة العربية واحدة من أكثر المجتمعات شبابا في العالم، اذ تقل أعمار ثلث سكانها عن ٢٥ عاماً. ولذلك فمشاركة الشباب في بلورة الحلول المستدامة للتحديات التنموية المعقدة أمر حيوي، ومجتمعاتنا بحاجة الى توظيف طاقتهم وحماسهم وتفكيرهم الابتكاري لمعالجة القضايا المحيطة بالأمن الغذائي".
وأضاف أن مجالات إسهام الشباب في قضايا الأمن الغذائي واسعة باتساع مستقبلهم وحماسهم للتجديد والتغيير، وأخذهم بنواصي تقنيات العصر وانفتاحهم على الحلول المبتكرة للمشكلات.
وقال "لأننا في برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند" على قناعة راسخة بأن حفز طاقات المجتمع المدني وإطلاق العنان للشباب للتفكير الابتكاري والابداعي، من شأنه أن يؤدي إلى إحداث التغيير الإيجابي، والإسهام في الحلول المستدامة لقضية الأمن الغذائي. فإنه يسعدنا أن نعلن إننا في اجفند برامجه ومؤسساته التنموية المتمثلة في (المجلس العربي للطفولة والتنمية، ومركز المرأة العربية للتدريب والبحوث، والشبكة العربية للمنظمات الأهلية، وبنوك التمويل الأصغر، والجامعة العربية المفتوحة) على استعداد للإسهام في تحقيق توصيات هذا المنتدى بعد إقرارها من القمة، والعمل على توظيف كل خبراتنا وشراكاتنا وتحالفاتنا التنموية الأممية والدولية والإقليمية، ليكون اسهام المجتمع المدني والشباب أكثر فعالية في تعزيز الأمن الغذائي العربي.
واختتم كلمته بتقديم الشكر لجامعة الدول العربية على جهودها الفاعلة، وتمنياته بالتوفيق لأعمال منتدى المجتمع المدني والأمن الغذائي، ومنتدى الشباب العربي والأمن الغذائي.
وقال "لنعمل جميعا من أجل تحقيق التقدم والرفاه لبلداننا العربية، متطلعين إلى مستقبل تنعم فيه أجيالنا القادمة بالسلام والأمن والأمان، ويكون أكثر استدامة ورحابة للجميع.
الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب أن المكتب سوف يقدم كل الدعم الممكن للشباب الفلسطيني، وسوف يعمل على تعزيز مشاركتهم في كل الأنشطة العربية المشتركة لتكون مساهمة في تخفيف تأثير الأحداث المأساوية الحالية التي يمرون بها.



