كتاب بعنوان "ظننته رجلًا" لـ"شيرين فاروق" تدعو لتشريع يجرم قتل المشاعر
تمكن كتاب "ظننته رجلا" للكاتبة والروائية شيرين فاروق، من من تسليط الضوء على معاناة معظم النساء من تجارب عاطفية فاشلة سواء انتهت بالارتباط أم لا، وعواقب تلك التجارب عليهن حيث سلبت منهن الحياة فعليا وحولتهن الى أجساد بلا أرواح قلوب تنبض لتعيش أياما لا طعم ولا معنى لها تنتظر الموت بل تتمناه.
يتناول الكتاب خمس قصص واقعية لنساء وقعوا ضحية ذكور أطلقوا على أنفسهم رجال، أجهزوا عليهن بدم بارد، هناك من تمكنت من تخطي الامر والبدء من جديد، الا ان احداهن أصبحت قاتلة ومجرمة بعدما أقدمت على قتل من سلب اجمل ما في حياتها في لحظة ادركت فيها ضرورة انهاء المعاناة والتخلص ممن تسبب في جعلها جسد بلا روح عبر قصة "القتل المشروع".
وتقدم شيرين فاروق من خلال "ظننته رجلا" حلولا لتلك النساء الباحثات عن السعادة في شريك او رفيق الدرب بعدما ظللن في معاناة العلاقات الفاشلة الواحدة تلو الأخرى حتى بات الامر مرهقا، بل مميتا، عبر تحويل المشاعر والعطاء العاطفي الى اقتناء من يؤنس الوحدة ويمنح الثقة في ظل ندرتها في البشر، كما أنها دعوة الى كل انسان لإسعاد نفسه أولا وعدم انتظار السعادة من الاخرين مهما كان الرابط الذي يربطنا بهم.
كما يستعرض الكتاب قضية ما زالت سبب في وأد الفتيات في بعض المجتمعات العربية وهي اثبات ذكورة الرجل بعذرية الفتاة التي قرر الارتباط بها، عبر قصة "ضحية بلا ثمن" تلك الفتاة التي قتلت بلا ذنب سوى ولادتها بحالة صحية نادرة بنوع معين من "غشاء البكارة" والتي اثبت العلم صحتها فيما فرض المجتمع سطوته في عدم الاعتراف بها، وكانت النتيجة فتاة فقدت حياتها في يوم وليلة.
"ظننته رجلا" ليس اتهاما بقدر ما هو وصف لواقع تعيشه غالبية النساء من ذكور سلبوا الرجولة معانيها حتى سالت الدماء وأصبح اجسداهن بلا روح لمجرد حسن الظن والرغبة في ايجاد الحب والسعادة، هو صرخة موجة للقائمين على تشريع القوانين بوضع مواد تجرم تشويه وقتل النفس واماتتها في جسد ينتظر الموت بفارغ الصبر في مجتمع لا يرحم، كما أنه دعوة الى كل ذكر قبلما تقدم على الاقتراب من اي فتاة عليك ان تتأكد من أنك رجلا حتى لا يخيب ظنها وتظل ضحية بلا ثمن تبحث عن السعادة المفقودة من مخادع يستحق القتل المشروع.



