عاجل
الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

خليل الزوادي يكتب: قمة الرياض والدروس المستفادة

خليل الزوادي
خليل الزوادي

إذا كان مؤتمر الرياض بالمملكة العربية السعودية الشقيقة قد ضم قمة عربية وإسلامية بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة حفظه الله ورعاه، وبدعم من الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وما توصل إليه القادة من آراء ومن تصميم على الانتصار لقضية فلسطين العادلة كونها هي قضية العرب الأولى وبمساندة وتأييد من الدول الإسلامية التي تدرك بما لا يدع مجالاً للشك وجود القدس والأراضي المقدسة والتي يجمع العرب والمسلمون على أن تبقى مشاورات الإسلام التي من الواجب على كل مسلم ومسيحي أن يؤمن بقدسيتها ويعمل على حمايتها، وأن تبقى مشاورات يهتدى بها وحرمتها واجبة والمحافظة عليها الممارسة الشعائر التي يجمع عليها مختلف الأديان السماوية ولتبقى منارات هداية يؤمها من يؤمن بقدسيتها وحرمتها وحرمة من يعيشون فيها أو حولها.



 

وإذا كان هناك الكثير من القواسم المشتركة بين العرب والأشقاء والأصدقاء في عالمنا الإسلامي، وجمعتنا من خلال المنظمات الإقليمية جامعة الدول العربية بالقاهرة، ومنظمة المؤتمر الإسلامي بجدة قضايا مصيرية مثل التحديات التي تواجه عالمنا العربي سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا ومثلها أيضًا ما يواجه العالم الإسلامي، فإن المطلوب منا منذ هذه اللحظة أن يلتئم شملنا. عندها تكون قد ملكنا بإرادتنا ما تملك وتهب ما يفيد في البناء، والنماء اقتصاديًا وتنمويًا واجتماعيًا وثقافيًا وسياسيًا إخوة لنا في العروبة والإسلام.

 

 

وإذا طرحنا سؤالاً على أنفسنا وهو هل نحن بالفعل مدركين للقدرات والكمائن التي توجد في بلادنا واستثمارها الاستثمار الحقيقي الذي يعود مردوده خيرًا على بلادنا وشعوبنا.   لقد مررنا بظروف ممائلة ليومنا الحاضر وواجهنا التحدي، كل على طريقته وإمكانياته وأصبح البعض للأسف الشديد يتفرج والبعض الآخر لا يكترث والبعض الآخر يشمت وكان ما يجري لقطر شقيق أو صديق لا يمس الآخرين وإذا بنا تكتشف أننا كنا جميعًا المعنيين بالذي أصاب بعضنا، والبعض الآخر وجد نفسه في عداد المتفرجين أو ربما في عداد من ينتظرون دورهم. ولكي لا تعيش في التنظير النظري فإن التفكير منا يتطلب أن ترى ما هي عناصر القوة فتستفيد منها وما هي عناصر الضعف التي تعمل على تقويتها وتدعيمها.

 

 

ننسى المشتركات والتي بالإمكان تنميتها والبناء عليها، نحتاج إلى المصارحة نعم، ونحتاج أن نبين ما نختلف عليه، ويجب ألا ننسى ما تتفق عليه ودائمًا المستقبل يضعنا أمام تحدٍ سافر، ويفرض علينا الواجب أن تلبي نداء الإسلام الذي يدعونا للاصطفاف والإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره والقدرة على تملك الإرادة الصلبة التي تمهد لنا الطريق للتفاهم، فالمشتركات كثيرة، وعندما تتكلم عن المصير فإن شعوبنا المحبة للخير والنماء والاستقرار يهمها بالفعل أن تترجم الأقوال إلى أفعال وأن تثبت أن النوايا المخلصة هي الشعار والهدف الذي يأمله منا أبناء العروبة والإسلام على المؤشرات السياسية ضرورية وحتمية وخطوة المملكة العربية السعودية الشقيقة في عقد القمة العربية الإسلامية بداية الطريق الصحيح نحو البناء والنماء. 

 

 

فشكرًا للمملكة العربية السعودية وقيادتها هذا التوجه للمحمود والخطوة المباركة والبداية قوية ومثمرة وبناءة إن شاء الله، تتمنى أن تلتقي عربيًا وإسلاميًا في ميادين وأنشطة شتى.

 

 

 فأمامنا المنافع الاقتصادية والتجارية والثقافية والاجتماعية والرياضية، والاستثمار في هذه المجالات يزيدنا قوة ومتعة، وعلينا أن نؤمن بأننا سنواجه التحديات وسنواجه من لا يؤمن بما تقول ويعتقد أننا نعلم ولا نعيش الواقع، وأن العلم قد يصبح حقيقة بل وحقيقة مائلة يعود مردودها خيرًا.. أعلم أن هذه الدعوة قد تكون عند البعض من نسج الخيال وكل ما تملك هو أن تأمل وتنشد الخير للجميع وأن يعمل كل واحد منا في المجال الذي تخصص فيه وأصبح مرجعًا يستفاد منه لأن الآمال كبيرة ونحن نواجه تحديات جسام تتطلب منا أن نكون على قلب رجل واحد ولأبناء أمتنا الدور الإيجابي والفعال.

 

 

 وكلما ابتعدنا عن بعضنا وجدت الخلافات والتباينات من يغذيها وينفخ فيها لا من أجل الخير والبناء والنماء وإنما من أجل التدمير والضعف والهوان، فالخير في بلادنا يقابله حاجة أشقائنا ومن هم على قناعة بالاستفادة مما هو متاح.

 وكلما اقتربنا من بعضنا بعضًا استطعنا أن نوحد شملنا ونتغلب على التحديات والنزاعات والمؤامرات التي تحاك ضدنا وتدق إسفينًا في علاقاتنا فتترك لهم المجال للإبداع والتميز والتفكير الجماعي للخير والبناء والنماء.. مع بعضنا بعضًا.. وعلى الخير والمحبة.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز