خبراء ومفكرون: أحلام إسرائيل في تهجير سكان غزة قديمة.. ولكن
تسارعت وتيرة تصريحات المسؤولين الإسرائيليين عن تهجير أهالي قطاع غزة قسريًا تحت القصف والقتل والابادة الجماعية وتدمير القطاع لجعل الحياة به مستحيلة، في جريمة حرب مكتملة الأركان، وأوضاع تنذر باندلاع حرب إقليمية لا يعرف مداها الله.
يؤكد الخبير والمفكر السياسي اللواء سمير فرج، أن إسرائيل مصرة بشدة على تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء من أجل إخلاء قطاع غزة بالكامل لليهود وتوسيع الكيان الصهيوني في الأرض، ولكن موقف مصر وفلسطين وجميع الدول العربية معترضة بشكل كامل على قرار التهجير، وحاول نتنياهو الاتصال بالدول الأوروبية لتأييد فكرة التهجير القسري للفلسطينيين".
ويقول المحلل السياسي الفلسطيني ماهر صافي: "بالنسبة إلى سياسة إسرائيل في هذا العدوان البربري أو ما تقوم به من سياسة أرض محروقة هدفها قتل الفلسطينيين في غزة بالدانات والصواريخ أو قتلهم بالتجويع في منع المساعدات من الوصول للسكان وللمستشفيات، أما بالنسبة لموضوع التهجير القسري لسكان غزة إلى أرض سيناء، هو موضوع تعكف له إسرائيل منذ سنوات طويلة على هذا المخطط القديم الحديث، فمنذ الاحتلال البريطاني على مصر واعطاء الإنجليز هدية التوطين لليهود في فلسطين تسعي إلى تهجير السكان، وضعت خطة لإخلاء الضفة الغربية إلى الأردن وقطاع غزة إلى سيناء أو ما يسمي بالوطن البديل للفلسطينيين حتى تستقر إسرائيل في أراضي فلسطين وتعمل على القضاء على الدولة الفلسطينية لتحتل مكانها لصالحهم، فهو بمثابة مشروع تقرير مصير للشعب الفلسطيني أن يكون له الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس فهذا المشروع هدفه أولا وأخيرا القضاء على حلم الدولة الفلسطينية وتهجير أهلها".
وأضاف، ما يحث في قطاع غزة وتحديدا في الشمال من عمليات قتل وقصف ومجازر جماعية مستمرة وفي جباليا، وبيت حانون، وبيت لاهيا المناطق التي انطلقت منها المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر عام 2023 عندما توغلت مجموعات من المقاومة في غلاف غزة وأراضي عام 1967 للقيام بعمليه طوفان الأقصى، هذه العملية أحدثت خسارة كبيرة للجيش الإسرائيلي وتصدع واضح في الكنسيت الإسرائيلي، فعندها قرر بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل، الانتقام بإعلان حرب شديدة على الفلسطينيين في قطاع غزة، من أجل أن يسترد الكرامة وأن يرفع راس الجيش الذي غمس في التراب بهجوم المقاومة عليهم من غلاف غزة وأراضي عام 1967 أثناء عملية طوفان الأقصى، هذه العملية جعلت لدي نتنياهو هوس قتل أكبر قدر ممكن من السكان الفلسطينيين، والدليل على ذلك أنه قتل حتى اليوم 4800 طفل- ماذا فعل هذا الطفل لجيش الاحتلال الإسرائيلي- لم يفعل الطفل له شيء ولكن هو ينتقم، وتزيد عنده سياسة الانتقام بقتل 2300 سيدة وما يزيد علي 1000 مسن وقصف المستشفيات يتوغل فيها ويعتقل من فيها، وقتل البشر في الممرات الآمنة كالمستشفيات ويجبر الفلسطينيون للنزوع من المناطق الشمالية وإطلاق النار عليهم بدم بارد.
وأوضح أن كل عمليات القصف والقتل هذه سياسة واضحة من الكيان الصهيوني لتهجير سكان غزة إلى سيناء، وتهجير سكان الضفة الغربية إلى الأردن هذه سياسة هي "صفقة القرن" الذي أعلنها دونالد ترامب -رئيس أمريكا السابق-عام 2018 عندما قام بالإعلان عن صفقة القرن الذي كان من بين بنودها أنشاء وطن قومي بديل للفلسطينيين، وكان وقتها يقصد مصر والأردن هذه السياسة اكتشفتها القيادة المصرية منذ اللخطة الأولى ومنذ بداية إعلان جيش الاحتلال لسكان عزة النزوح من الشمال إلى الأراضي الوسطي والجنوبية.
كان رأي القيادة المصرية واضحًا حيث قام الرئيس عبدالفتاح السيسي بخطاب سياسي أعرب فيه عن الرفض التام لتهجير سكان فلسطين من قطاع غزة.
ورفض ماهر صافي الدعاوي الإسرائيلية المجرمة بتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم مشددًا على ان حلم قيام الدولة الفلسطينية سيتحقق مهما حاول الاحتلال من ارتكاب جرائم.
وقال إن الموقف المصري يعتبر أن قضية الفلسطينية هي أم القضايا في منطقة الشرق الأوسط ولا خلاف لذلك وكان كل رؤساء مصر على مر العصور موقفهم واحد تجاه القضية الفلسطينية واحد، سوف تقف مصر دائما برئيسها وشعبها موقف مشرف مع القضية الفلسطينية.
وقالت الدكتورة ليلي عبد المجيد عميده كلية الاعلام جامعة القاهرة سابقا: رفض مصر تهجير الفلسطينيين مسألة بديهية ومفهومة لأن من حق الدولة الحفاظ على أراضيها وأن كل شبر في أرض سيناء مدفوع فيه دماء الشهداء المصريين، ولا يجوز أن نسمح بتهجير الفلسطينيين على الإطلاق لأن ذلك سيقضي على القضية الفلسطينية الذي استمرت لـ 75 عاما التي منذ ولادتنا ندافع عنها، وسيقضي أيضًا على كيان دولة فلسطين ودماء الشهداء ستصبح بلا فائدة".



