الفنان خالد الشيخ: عمار الشريعي أكثر الملحنين تمردا وعذوبة
أقيمت مساء أمس ندوة للمطرب الخليجي الكبير خالد الشيخ وذلك عقب عرض الفيلم الوثائقي القصير عن قصة حياته "خالد الشيخ بين أشواك الفن والسياسة" والمشارك في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.
الفيلم من إخراج خالد الكتبي ومن إنتاج شركة الثمانية. شاركت في الندوة آسيل باعبد الله رئيسة الإنتاج في شركة ثمانية، وأدار الحوار الناقد الفني أحمد عياد. وفي البداية قالت المنتجة آسيل باعبد الله أن سر تحمس الشركة لإنتاج قصة المطرب الكبير خالد الشيخ هي أنها قصة مركبة ومعقدة، بالإضافة إلى أنه إنسان صادق مع نفسه، الأمر الذي نادرا ما نجده في عالمنا العربي، كما أنه إنسان منفتح على انكساراته وهزائمه وهو ما جذب الشركة المنتجة بالإضافة إلى كونه أيقونة فنية كبيرة. وردا على سؤال الناقد الفني أحمد عياد عن تأثير وجود جانب سياسي في حياة الفنان على مسيرته الفنية أجاب خالد الشيخ بشكل ساخر متذكرا جملة دائما ما يقولها له المطرب الكبير عبد المجيد عبد الله حيث يطلب منه أن يكتفي بالغناء وألا يتحدث في السياسة، ودائما يقول له "لو لسانك أقصر من كده كنت هتكون تمام" في الإشارة إلى المتاعب التي واجهته بسبب تعبيره عن رأيه مؤكدا أنه وخلال مسيرته الفنية الطويلة قد يكون صرح بأشياء ليس من المناسب أن تقال في العلن لكنها كانت كلها أشياء صحيحة. وعن الصعوبات التي واجهت شركة الإنتاج أثناء التحضير للفيلم قالت أسيل: "كنا نريد أن يشعر الفنان الكبير بأننا نروي حكايته بصدق، وأنه يشبه الناس، وأنها قصة صادقة وغير معلبة وغير مستفزة" مشيرة إلى أن ما تحكم في المدة الزمنية للفيلم هو جودة القصة، فلم يتم تحديد مدة زمنية مقررة له بشكل مسبق. وعن بقاء ألحانه رغم مرور وقت طويل على غنائها قال الفنان الكبير "الناس تنتخب من تحب ومن يرافق ذاكرتها ويوافق ذائقتها وهي أيضا من تجعل أعماله تعبر من جيل لجيل، فالجمهور هو من أتلقى منه الدعم والتشجيع، ولا يبخل على بالإطراء وهو أمر أعتز به كثيرا". وتذكر خالد الشيخ شهادة الموسيقار الكبير عمار الشريعي في حقه، والذي يصفه بأنه من أكثر الملحنين تمردا وعذوبة في آن واحد، وقد كانت هذه الشهادة عندما كانت إحدى الأغنيات التي قام بتلحينها خالد الشيخ تسجل في الاستديو الخاص بعمار الشريعي في القاهرة، حيث سأل الأخير عن هوية صانع اللحن، فأجابوه بأنه المطرب والملحن الخليجي خالد الشيخ، فقال لهم "قولوا له برافو عليه". وعن أعماله القادمة قال الشيخ "أنا منفتح على التعاون مع الآخرين بغض النظر عن الأعمار والاجيال وهناك مشاريع قادمة مع أصوات شابة خليجية وعربية" في نهاية الندوة صعدت ابنته "سماوة" على المسرح وشاركته الغناء. يذكر أن خالد الشيخ، مغنٍّ وموسيقار بحريني ينتمي إلى الجيل الذهبي للغناء، نشأ في عائلة منشغلة بالقضاء والتعليم، وتصوّر والده أن يصبح خالد دبلوماسيًا أو سفيرًا، لكنه اختار الفن والموسيقا. في هذا الفلم يتوقف خالد قليلًا عن العزف، ليحكي قصة عزوفه عن السياسة والاقتصاد، وعن انخفاض درجاته في المواد الدراسية بمقدار تقدّمه في قراءة النوتات الموسيقية. يحدثنا عن علاقته مع أسرته، ويحدثوننا عن نظرتهم له كوالدٍ وابن، وعن لمعان اسمه كفنّان، وأسرار تفوّقه من وجهة نظر الشخصيات التي رافقته في رحلته الفنّية. يحكي خالد الشيخ عن التحديات التي واجهته في رحلة الأربعين عامًا مع الموسيقى، وقصة لحنه الذي كان سببًا في طرد ثلاثة طلاب بحرينيين من مصر، وتجربة العيش بين الجدران الضيقة في فترة يصفها بالذهبية، حين تعرّض للاعتقال لمدة أحد عشر يومًا انتهت بقرارٍ غير متوقع في اليوم الثاني عشر. يكشف خالد عن سبب رفضه للغناء مع فناني الكويت أيام الغزو، وقراره الشخصي بالامتناع عن الظهور العلني وإلغاء جميع حفلاته في الفترة ذاتها، وتعامله مع الاتّهام بانتمائه لحزب البعث والتواطؤ ضد الكويت، ويحدثنا عن فلسفته في مساندة القضايا التي يؤمن بها، ونظرته لفلسطين وللغناء لها حين يُقارن بالدفاع عنها على أرضها.



