مخرجة ٧ أشتية في طهران: استغرقت ٣ سنوات لإعداد الفيلم
ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي الدولي، عرض الفيلم الوثائقي (7 أشتية في طهران) للمخرجة الألمانية شتيفي نيدرزول والذي عرض ضمن قسم سينما من أجل الإنسانية، وتدور قصته حول ريحانة الجباري، الفتاة الإيرانية ابنة التاسعة عشر عاما التي حكم عليها بالإعدام عام 2014 بعد قتلها طعنا لطبيب له علاقة بالاستخبارات الإيرانية دفاعا عن نفسها بعد أن حاول اغتصابها، حيث اعتقلت لمدة 7 سنوات كانت كفيلة بإثارة غضب وتضامن دولي مع قضيتها، حيث حاولت والدتها إيصال صوتها للعالم وللمنظمات الحقوقية بلا جدوي، وقد تمكن الفيلم عبر استخدام مقاطع فيديو حقيقية تبرز معاناة الأسرة في محاولة الدفاع عن حق ابنتهم في البقاء على قيد الحياة، ورسائل كتبتها ريحانة من السجن بخط يدها من إظهار جانب خفي ومؤثر لفتاة أصبحت رمزا لمقاومة المرأة الإيرانية، وفي ندوة أقيمت عقب عرض الفيلم أعربت المخرجة الألمانية "شتيفي نيدرزول" عن سعادتها الغامرة بهذا الاستقبال الحار للفيلم في الجونة حيث امتلأت صالة العرض بالجمهور الذي تحمس لمشاهدة الفيلم، وهو ما دفعها لإرسال رسالة لوالدة ريحانة التي تعيش هذه الأيام كلاجئة في ألمانيا بعد المضايقات التي تعرضت لها من الحرس الثوري الإيراني نتيجة استمرارها في الحديث عن الظلم الذي تعرضت له ابنتها، ومناهضتها لعقوبة الإعدام في إيران، حيث ساهمت حملاتها الموسعة في إنقاذ كثير من الأبرياء من مصير مشابه لمصير ريحانة، وقد قامت الأم بإرسال رسالة صوتية لجمهور الفيلم عبر هاتف المخرجة دعتهم فيها إلى الوقوف في وجه الطغيان، وطالبتهم بتحويل حزنهم وتأثرهم بمشاهد الفيلم إلى إجراءات مفيدة للقضية التي يناقشها.
وردا على سؤال حول بداية اهتمام المخرجة بهذه القضية وما دفعها لتحويلها إلى فيلم وثائقي قالت "شتيفي" أنها تعرفت على الأسرة في عام 2016، وبدأت في صناعة الفيلم في 2017، واستغرقت من أجل إعداده 3 سنوات كاملة، مشيرة إلى ان الأسرة كانت تمتلك مادة فيلمية ضخمة لما عايشوه أثناء القضية، وزيارات ريحانة في السجن، وغيرها من الأحداث التي قامت الأسرة بتصويرها، بالإضافة إلى إنها استعانت ببعض المخرجين الإيرانيين لتصوير مشاهد لشوارع طهران، وللسجن الذي أقامت به ريحانه وغيرها من المشاهد وهو ما تم بشكل سري وغير قانوني، وأردفت "أمتلك كم هائل من المواد الفيلمية لكني فضلت أن أنزع الحزن من القصة قدر المستطاع"
وعن ظهور الأم في مشاهد كثيرة مقارنة ببقية الأسرة قالت " شقيقتا الضحية كانتا في البداية ليس لديهما رغبة في الحديث عن القضية وقد تطلب الأمر مجهودا نوعا ما، بعكس الأم التي كانت متحمسة لذلك، بالإضافة إلى أن الأم قد خرجت من طهران إلى ألمانيا مبكرا، فكان الحديث معها أسهل كثيرا، في حين أن التصوير مع الأختين والأب تم في طهران وهو الأمر الذي كان صعبا للغاية، خاصة بالنسبة للأب الذي لم يستطع حتى الآن مغادرة إيران، وقد تم تصوير المشاهد التي تحدث خلالها في الفيلم عن طريق تطبيق زووم نظرا لتخوف العديد من المخرجين الإيرانيين معاونتها في هذا الأمر.
وأضافت "شتيفي" أنها تأثرت كثيرا بهذا الفيلم، ولم تستطع فصل مشاعرها عن المعاناة التي عاشتها الأسرة جراء فقد ابنتهم وقد سألت نفسها مرارا ما الذي يجعلها تخرج فيلما عن فتاة رحلت عن عالمنا لكن الإجابة كانت تأتيها سريعا بأن هذا الفيلم ليس عن ريحانة فقط لكنه عن كل من يواجه مصيرها، حيث أن إيران تجري بها حالة إعدام كل ست ساعات وفقا لقولها.
يذكر أن فيلم (7 أشتية في طهران) قد تم عرضه في مهرجان برلين السينمائي 2023 وحصل على جائزة السلام وجائزة كومباس بريسبيكتف، ومهرجان كوبنهاغن الدولي للأفلام الوثائقية 2023.



