الجمعة 26 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

سياسيون ودبلوماسيون: مصر المستهدفة مما يحدث في السودان

بوابة روز اليوسف

 السفير محمد العرابي: حل أزمة السودان بأيدي السودانيين أنفسهم.. وموقف القيادة المصرية سيذكره التاريخ

 

أكد سياسيون ودبلوماسيون ومتخصصون في الشأن السوداني، أن الأزمة الصعبة والمعقدة التي تشهدها السودان خلال الفترة الحالية، ستتجاوز تداعياتها وأثارها حدود السودان، وتطال دول الجوار والمنطقة، كما أكدوا على الارتباط الوثيق بين الأمن المصري وأمن واستقرار السودان، وأن ما يحدث في السودان المستهدف الأساسي منه هو مصر.

 

جاء ذلك خلال الندوة الحاشدة التي أقيمت بمقر اللجنة المصرية للتضامن، برعاية وحضور الدكتور حلمي الحديدي، رئيس منظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية، وبحضور السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، ورئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، واللواء حاتم باشات، القنصل العام في السودان، ورئيس لجنة الشؤون الأفريقية في مجلس النواب "سابقا"، والكاتبة الصحفية أسماء الحسيني، مدير تحرير الأهرام، والمتخصصة في الشؤون السودانية، والباحث إبراهيم حامد، المتخصص في الشؤون الأفريقية، بجانب حشد من مصر والسودان واليمن وإريتريا.

 

وفي هذا الإطار أكد الدكتور حلمي الحديدي أن مصر والسودان شعب واحد، ويربطهما تاريخ واحد، وآصرة قوية هي العروبة، فضلا عن كونهما جارتين أفريقيتين، وأثنى على الموقف الرائع الذي تتخذه القيادة المصرية، والتسهيلات التي تمنحها للأشقاء من كافة الدول العربية، ولاسيما السودانيين.

 

وأضاف: إننا إن ننسى فلا يمكن أن ننسى الاستقبال رائع والحافل الذي قابل به السودانيون الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بعد نكسة 1967، حيث رفعوا سيارته من فوق الأرض، وكانوا بالملايين، مما أحيا لديه الأمل، وبعث فيه الروح الإيجابية بأن النصر ممكن وقد تحقق بالفعل في أكتوبر من عام 1973.

 

 وأشار إلى أن الإحصائيات المؤلمة تكشف عن بشاعة المأساة التي يعيش فيها أشقاؤنا وأهلنا في السودان؛ مما يدفع إلى العمل فورا من أجل وقف نزيف الدماء، وإسكات أصوات المدافع، والبحث عن حل سلمي لإنهاء الأزمة.

 

"ارفعوا أيديكم عن السودان"

 

وتحدث السفير محمد العرابي، عن روابط الاخوة والمصاهرة بين مصر والسودان، مؤكدا على أن الأمن المصري لا يكتمل إلا بأمن السودان واستقراره، مشيرا إلى أن الحل في السودان يجب أن يكون سودانيًّا، لكن الأزمة مستمرة، والصراعات تتصاعد، ولن ينتظرك أحد.

 

 وقال أن الاهتمام المصري أصيل، ومخلص، وقائم على اعتبارات الأمن القومي والأخوة الصادقة، ومصر لم تنظر إلى السودان أبدا نظرة استغلال وتنفيذا لأجندات مثلما تفعل باقي الدول، والحل يجب أن يكون قائما على محاور، هي: أولا.. وحدة السودان.

 

 

وأشار السفير العرابي، إلى أن السودان تمر بأسوأ فترة في تاريخها.. فنحن لم نر مثل هذه الحرب من قبل، مشيرا إلى أن من يسقط في السودان الآن يسقط كضحية.. مأساة إنسانية غير مسبوقة.. والشعب السوداني هو الذي يملك الإجابة عن جميع الأسئلة.. ومصر دائما مع وحدة الأراضي السودانية، وترفض النزعات الانفصالية.. وما قامت به مصر عمل قد يذيب الكثير من الرواسب التي كنت ألاحظها في زياراتي، مشددا على أن الدور المصري سيذكره التاريخ للقيادة السياسية.

 

وحول مقترح المجلس المصري للشؤون الخارجية للحل، قال السفير العرابي أنه يضم مجموعة كبيرة من السفراء والإعلاميين والصحفيين، وأساتذة الجامعات، والفكرة تستهدف في إعداد مسودة لمقترح للحل، لا تفرض على أحد، وبالفعل لقيت ترحيبا من الجميع.

 

وأشار إلى أن المسارات كثيرة، لكن في النهاية فإن وحدة الفكر، ووحدة الإرادة، وعدم الإقصاء.. ركائز للحل، ووجه رسالة للقوى الخارجية التي تنفذ أجندات في السودان قائلا: "ارفعوا أيديكم عن السودان".

 

5 دول في السودان

 

وفي كلمته يري اللواء حاتم بشات: أن هناك مشكلة التجنيس الأجنبي في السودان، وهذا أحد أهم أسباب الأزمة، فهناك عناصر تم تجنيسها من تشاد وليبيا ومالي والكاميرون، لتشعل الصراع، وقبيلة البقارا والمحاميد، أي أن ما يحدث يستهدف احتلال عشوائي للسودان، ويجب أن نفهم الوضع بشكل صحيح، فهناك خطة خارجية كبيرة لإحداث تغيير ديموغرافي، وجيوسياسي.

 

وأشار إلى أن هناك مؤامرة المقصود منها تقسيم السودان إلى 5 أقاليم، ومنح الفرصة لسيطرة المخابرات الأجنبية والمنظمات المشبوهة بهدف إصدار قرارات أممية تمهيدا لاحتلال السودان، وتقسيمه إلى أقاليم حكم ذاتي، تمهيدا لتقسيمه إلى 5 دويلات صغيرة.

 

وأوضح أن الشباب السوداني الموجود خارج السودان مستهدف كذلك، ويتعرض لعمليات غسيل مخ، ومسح عقول، لإصابته بالإحباط واليأس، لإفهامه وإقناعه بما يلي: "أنت كسوداني كسول.. سرحان.. وليس لديك أي مقدرة على التنمية، ولذلمك هناك ثروات لا تستطيع أن تستغلها، وهي مطلوبة للعالم كله.

 

 

وقال اللواء بشات أن بهذا تتاح فرصة كبير للإرهابيين، للاتجار في الذهب والسلاح.. لإضعاف الاستثمار والتنمية نهائيا.. مع الوضع في الاعتبار أن هذه الجماعات تستمد قوتها ونشاطها بالتوازي مع ما يحدث في قطاع غزة، حيث يتم لفت الأنظار عما يحدث في السودان، مشيرا إلى أنه يتوقع نشاط الإرهاب في السودان في عام 2024، حيث سيحدث تنافس شديد بين التنظيمات الإرهابية، وخاصة القاعدة وداعش لتجنيد واستقطاب العديد من العناصر داخل السودان.

 

وأضاف أنه سيكون هناك هجرة عكسية لعناصرهم عبر البر أو البحر من تشاد وليبيا وإريتريا واليمن، لاستخدامها في تنفيذ نشاطها في عمق الخرطوم، ولا ننسى الحدود مع إثيوبيا.. وهذا وضع خطير فتهديده لا يقتصر على السودان، بل يهدد الأمن القومي يؤثر على المستوى الإقليمي في المنطقة كلها.

 

 

من جانبها قالت الكاتبة الصحفية أسماء الحسيني مدير تحرير الاهرام، أن السودان الآن يمر بأكبر أزمة وكارثة، فهو يشهد أكبر حركة نزوح.. 25 مليون سوداني في مواجهة المجاعة.. طفل يموت كل ساعتين في مخيمات دارفور، وقالت إن المؤامرات والظروف الداخلية، والأطماع والتنافس الدولي والخارجي، أدى لإضعاف الأحزاب على مدى 30 عاما.. وكل يوم يضيف تعقيدات هائلة للأزمة.. وكل المنظمات الدولية تقرع الآن أجراس الخطر.

 

وأكدت على أن أمن مصر مرتبط بأمن السودان، والرئيس السيسي رحب بالإخوة القادمين، ولا أسميهم لاجئين.. ولكن يجب تقديم تسهيلات أكبر للسودانيين في مصر، ولم شمل الأسر وأن يكون تجديد الاقامة كل عام وليس كل ثلاثة أشهر، والتغلب على التعقيدات البيروقراطية.. لأن الحرب في السودان مهما طالت فهي قصيرة.

 

 وقالت أن هناك عقبات تواجه التوافق أو المصالحة السودانية، أبرزها رفض أي حل يكون فيه الإسلاميون.. فهم يحملونهم مسؤولية ما حدث، وهناك أيضا آخرون يرفضون الحوار أو الحل مع الدعم السريع.

تم نسخ الرابط