عاجل
الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي
عرائس تحركها العمم

من الإسلام السياسى السنى إلى الإسلام السياسى الشيعى.. التيار القومى فى بيت الطاعة

عرائس تحركها العمم

هذه  القصة ليست جديدة.. شخصيا عايشتها فى حروب 2005/ 2006/ 2008/ 2009 وحتى يومنا هذا بعد زلزال السابع من أكتوبر 2023.. قصة المزايدات ومحاولات الطعن فى مصر ودورها وقيام الإسلام السياسى بجناحه السنى متمثلا فى التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية وجناحه الشيعى متمثلا فى حزب الله ومن خلفه إيران بالتغطية على سوء تقديراتهم وخسائرهم الاستراتيجية وإضرارهم المتعمد بالمصالح الوطنية للدول والشعوب العربية ومن قبل كل ذلك تدميرهم للقضية الفلسطينية.



 

- هذه القصة فى واقعها تحدٍّ استراتيجى تعانى منه المنطقة منذ سبعينيات القرن الماضى وما شهدته من أحداث مفصلية بدأت بنصر أكتوبر ثم الطفرة النفطية فى منطقة الخليج واندلاع الثورة الإسلامية فى إيران وأخيرا توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979 وما أنتجته هذه التفاعلات من محددات للمواجهة بين فكر الدول ومخطط العمم.. دور الجيوش الوطنية وزرع الميليشيات العقائدية.. السيادة الوطنية للدول والولاءات السياسية لبعض تياراتها خارج حدودها!

- هذه المحددات والأطر يفطنها فقط العقل الذي شهد وعاش توابعها وشاهد هذا الإقليم وما جرى لأهله من تونس إلى ليبيا ومن السودان إلى اليمن ومن لبنان إلى سوريا والعراق وفى فلسطين كانت الجريمة الكبرى.

- استفاد الإسلام السياسى من انكسار التيار القومى بعد نكسة 1967.. نجح تقارب السالب والموجب فى معادلة كارثية.. أدرك كيف يوظفه، يحركه مثل عرائس الماريونيت مثلما يشاء ليخدم أهدافه.

- نجح الرئيس البطل محمد أنور السادات فى تحرير الأرض واستعادتها بالحرب والسلام فى المقابل تمكن الإسلام السياسى من توظيف التيار القومى فى معركة استهداف وتشويه السادات فى حياته ومماته وتحويل تضحيته وبطولته واستشهاده إلى رواية عكسية تخدم العمم فى مواجهة الدول.

- تطور توظيف العمم للعرائس القومية وتجلى فيما عرف كذبا بالربيع العربى.. شاهدنا العهر السياسى حصريا فى كل الدول التي ضربتها الفوضى، شاهدنا الثورى القومى وهو فى خدمة المرشد.. الفوضى التي هدمت الكل ولم تتمكن من مصر رغم ما كبدته لمصر من متاعب وخسائر وتوابع.

- الآن.. لا أحد يريد أن يصارح الشارع العربى ومن قبلهم الشارع الفلسطينى بالحقيقة، وهى أن حماس قدمت قطاع غزة وأهله ومصيرهم ومصير القضية الفلسطينية كلها كبش فداء لها.. قدمتهم هدية لمجرم نازى يحكم إسرائيل الآن وأوجدت لنتنياهو كل الذرائع التي تمكنه من البقاء فى السلطة طالما الحرب مستمرة.. الحرب التي حصدت حتى الآن 32 ألف شهيد وأهل غزة يلقى لهم المساعدات من الطائرات فى البحر وأبيدت كل مظاهر الحياة على أرضها.

- منذ السابع من أكتوبر، تتحمل مصر العبء الأكبر وهى الداعم الأكبر، الذي وقف أمام العالم كى لا تمحى القضية الفلسطينية وثوابتها من السياسة الدولية، وهذه ليست مبالغة، الفترة من السابع من أكتوبر وحتى نهاية أكتوبر كان العالم كله فى صف إسرائيل وكان هناك صمت عربى تام، بل إن البعض كان لديه رضاء ضمنى.. وحدها مصر هى التي وقفت وتحدت.. وحده صوت مصر هو الذي صمد إلى أن تصحح المسار وتغيرت الدفة وعاد لها الاتزان.

- تتحمل مصر العبء الأكبر ويكفى أن نقول إن 87 ٪ من المساعدات التي دخلت من معبر رفح قدمتها مصر من قوت يومها، قدمتها الدولة والمجتمع المدنى المصري.

- تتحمل مصر العبء بتأثر إيرادات قناة السويس فى وقت اقتصادى بالغ الدقة.

- تتحمل مصر العبء بمفاوضات مضنية مع كل الأطراف منذ اليوم الأول للتوصل إلى هدنة فى حرب لا يريد أطرافها أن تتوقف لأن لهم مصلحة وجودية فى استمرارها ولهذا كل طرف يغالى في شروطه للهدنة. - تتحمل مصر العبء بتواجد مستشفياتها وأطقمهم الطبية فى نجدة المصابين القادمين من غزة إلى مصر عبر معبر رفح.

- تتحمل مصر وتتحمل وتتحمل وتتحمل.. ثم تأتى العمم لتحرك العرائس ليتحدثوا عن مصر ويهاجموا مصر ودورها..

وللحديث بقية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز