الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"مدينة المساجد" بكفر الشيخ الرابعة في العالم وتحمل تراثًا إسلاميًا وأثريًا وثقافيًا

مسجد اثري
مسجد اثري

تمتلك مدينة فوه التابعة لمحافظة كفر الشيخ، تاريخًا غنيًا وتعتبر وجهة مثيرة للاستكشاف للزوار الذين يهتمون بالتاريخ والثقافة، وتلقب بـ "مدينة المساجد" وتعتبر فوه متحفًا مفتوحًا بشوارعها التي تحتوي على العديد من المنازل القديمة ذات الطابع المعماري الإسلامي.

 

وتحمل هذه المدينة التاريخية، في جدرانها قصصًا عريقة وتعكس تراثًا ثقافيًا غنيًا يستحق الاستكشاف والاهتمام، حيث إنها المدينة الأثرية التي لها تاريخ عظيم.

 

حيث تقع مدينة فوه في أقصى غرب محافظة كفر الشيخ، وتحدها من الشمال مركز مطوبس، ومن الجنوب مركز دسوق، والشرق مركز سيدي سالم، ومن الغرب مركز المحمودية بمحافظة البحيرة، ونهر النيل فرع رشيد يمتد جنوبًا.

 

 وإزدهرت مدينة فوه في العصر الإسلامي نتيجة لعوامل متعددة، منها الإدارة والتجارة، وفي العصر الفاطمي شهدت تغييرات إدارية أثرت على تطور المدينة، في العصر الأيوبي، تأثرت بالصراع الإسلامي الصليبي الحربي، واستمرت في الازدهار حتى العصور الحديثة.

 

 

وتضم مدينة فوه بمحافظة كفر الشيخ 365 مسجدًا وقبة ومزاراً، وذلك وفقاً للإحصائيات التي تعود إلى عام 1999م، حيث تعتبر المدينة الثالثة من ناحية احتوائها الآثار الإسلامية بعد كلٍ من القاهرة ورشيد.

 

 

وتصنف أنها المدينة الرابعة على مستوى العالم من ناحية احتوائها على الآثار الإسلامية، وأهم هذه الآثار: مسجد حسن نصر الله: يُعتبر هذا المسجد من أقدم المعالم في فوه ويتميز بتصميمه الإسلامي والذي أُنشئ في عام 1119هـ / 1707م.

 

بالإضافة إلي مسجد القنائي: يعتبر هذا المسجد من أهم المعالم الدينية في المدينة والذي يُصنّف على أنه واحد من المساجد المعلقة، حيث يحتوي على أروع المنابر، أُقيم هذا المسجد في مكان الخلوة التي أقام بها الشيخ عبد الرحيم القنائي، ويعرف بمسجد الشيخ عبدالرحيم القنائي الذي جاء الي مدينة فوه للدراسة علي يد سيدى سالم أبوالنجاة وبعد ان سافر تم بناءه وتسميته بمسجد سيدي القنائي.

 

ومسجد الكورانية: وهو المسجد الذي يُنسب إلى الشيخ أحمد محي الدين الكوراني، والذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1139هـ / 1726م، ومسجد السادات السباع: والذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1144هـ / 1731م، ويشار إلى أنّ هذا المسجد يعود إلى ضريح لسبعة من الأولياء. 

 

ومسجد الشيخ شعبان: وهو المسجد الواقع على شاطئ نهر النيل، ويعود تاريخ إنشاء المنبر الخاص به إلى عام 1180هـ / 1766م بالإضافة إلي " مسجد ابوالمكارم، سيدى موسي، ومسجد الشيخ نمير، ومسجد أبوشعرة"، وغيرها من المساجد الأثرية بفوه وتعتبر هذه المساجد قبلة للسياحة.

 

 

ويعتبر سوق فوه التاريخي مكانًا رائعًا لاستكشاف الحرف اليدوية والتحف المحلية حيث تشتهر بنشاطيها الحرفي والصناعي، فهي ذات شهرة واسعة في صناعة كلٍ من السجاد، والكليم، والجوبلان، والطوبس، كما تزدهر التجارة فيها بشكلٍ كبير؛ والسبب في ذلك يعود إلى موقع المدينة المتميّز الواقع على الطريق الرئيس الذي يربط بين العديد من المدن، وتاريخ المدينة يؤكد أهميتها التجارية الكبيرة على المستويين المحلي والعالمي، والدليل على ذلك مآذن مساجدها التي كانت تُستخدم بشكلٍ أساسي كمنارات للسفن المحمّلة بالبضائع من دول البحر المتوسط.

 

 

بالإضافة إلى المنشآت التجارية الباقية التي كانت تُستخدم لإقامة التجار القادمين، وحفظ البضائع المختلفة؛ مثل: ربع الخطابية، كذلك احتوائها على العديد من الوكالات التي كانت تستخدم بشكلٍ أساسي لعرض البضائع.

 

ويوجد بمدينة فوه مصنع الطرابيش ويقع على فرع رشيد بنهر النيل في مدينة فوه، والتي تأسس في عام 1824 م، وكان له دور كبير في ازدهار التجارة المصرية وتقليل البطالة في القرن التاسع عشر، وكان يُنتج الطرابيش " الأقمشة المصنوعة من الكتان ".

 

 

 وكان مصنع الطاربيش، يعتبر مصدرًا هامًا للدخل في المدينة، وبالرغم من أنه لم يتبق من المصنع سوى بوابتين متهالكتين، إلا أنه يحمل تاريخًا غنيًا ويُعتبر جزءًا من التراث الثقافي للمنطقة

    

 

 

ليس ذلك فقط بل تضم مدينة فوه أيضا " التكية "، ولها تاريخ طويل، حيث أُنشئت في القرن الحادي عشر الهجري " 1000 هـ - 1591 م " على يد الشيخ عطية ريحان، وتقع في ميدان سوق الجمعة بمدينة فوه، مُقابل الجامع العمري المشهور بـ"البرلسي"، وتمتد على مساحة 200 متر مربع.

 

 

وتتكون " التكية " من طابقين: الأول استُخدم كدورات مياه، والثاني كمُصلى يُشبه دار تحفيظ القرآن، وتحتوي على نوافذ خشبية وقبة مزخرفة، وتُعتبر مأوى للمشايخ والدراويش وحلقات الفقهاء ورواة الحديث.

 

 

كما أن " التكية " تُعد من أهم المواقع الأثرية في مدينة فوه، وتُخطى عُمرها 444 عامًا، وتُعكس تاريخ المدينة وتراثها الثقافي، وتستقطب الكثير من الوفود السياحية

   

ويحتوي مدينة فوه علي تراث ثقافي كبير، حيث نمت مدينة فوه وتطورت عبر فترات تاريخية طويلة بفضل موقعها الجغرافي ومكانتها التجارية، وتعد من أهم المدن التي حافظت على شهرتها التاريخية منذ بداية التاريخ حتى العصور الحديثة.

 

‏‎

تم نسخ الرابط