ذكرى رحيل زعيم الإصلاح الفكري.. الإمام محمد عبده ودوره في النهضة
في مقدمة كتابه "عبقري الإصلاح والتعليم" وصفه العقاد بأنه "أول أئمة العصر أن يؤتم به المقتدى فيما اضطلع به من أمانة العقيدة، وأمانة الفكر، وأمانة الخير، وأمانة الحق، وأمانة الإخلاص للخلق والخالق، في كل ما يتولاه الإنسان -الجدير باسم الإنسان- من نية وعمل، ومن سر وعلانية".
رائد التجديد في الفقه الإسلامي، وأحد أبرز المجددين فى العصر الحديث، وأحد دعاة الإصلاح ،ولد الإمام محمد عبده عام 1849 بقرية محلة نصر بمركز شبراخيت بمحافظة البحيرة، كان الإمام محمد عبده أحد أعمدة التجديد في الفكر الإسلامى، وأحد دعاة الإصلاح، وواحدا من أعلام النهضة العربية الإسلامية الحديثة، الذين حرروا العقل العربي من الجمود الذي أصابه لقرون.
رائد التجديد في الفقه:
كما كان الإمام محمد عبده، أحد أقطاب مدرسة إحياء الاجتهاد الفقهي؛ لمواكبة التطورات السريعة في العلم، ومسايرة حركة المجتمع وتطوره في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية.
أصبح محمد عبده من بين أبرز الرموز الفكرية المجددة والإصلاحية بالتاريخ الإسلامي الحديث، وتشهد على ذلك خططه وتوجهاته في تطوير منظومة التعليم الأزهرية وقت كان يشغل منصب شيخ الأزهر.
دوره في التأثير:
تأثر بالإمام محمد عبده، العديد من رواد النهضة، ومن أهم تلاميذه الشاعر حافظ إبراهيم، شيخ الأزهر محمد مصطفى المراغى، شيخ الأزهر مصطفى عبد الرازق، سعد زغلول، قاسم أمين، طه حسين.
كما شارك الإمام محمد عبده في إيقاظ وعى الأمة نحو التحرر، وبعث الوطنية بالقول والعمل وكان ممن شاركوا في ثورة عرابى، وكان أحد أقطاب مدرسة إحياء الاجتهاد الفقهي لمواكبة التطورات السريعة في العلم.
مسيرته التعليمية والعملية:
كما التحق الإمام بالأزهر فى 1866، وحصل على العالمية فى 1877، ثم فى 1879 عمل مدرسًا للتاريخ في مدرسة دارالعلوم، وفى 1882 اشترك في ثورة أحمد عرابى ضد الإنجليز.
وبعد فشل الثورة حكم عليه بالسجن ثم بالنفى إلى بيروت لمدة ثلاث سنوات، وسافر بدعوة من أستاذه جمال الدين الأفغانى لباريس في 1884 وهناك أسس صحيفة العروة الوثقى.
وفى سنة 1889 عاد إلى مصر بعفو من الخديوي توفيق، ووساطة تلميذه سعد زغلول وإلحاح نازلى فاضل على اللورد كرومر، كى يعفو عنه وقد اشترط عليه ألا يعمل بالسياسة فقبل وفى 1889 عين قاضيًا بمحكمة بنها، ثم انتقل إلى محكمة الزقازيق ثم محكمة عابدين ثم صار مستشارا بمحكمة الاستئناف في 1891.
صدر مرسوم خديوي وقعه الخديوي عباس حلمى الثانى فى 3 يونيو 1899 بتعيين الإمام مفتيًا للديار المصرية، وكان منصب الإفتاء قبل ذلك يضاف لمن يشغل وظيفة مشيخة الجامع الأزهر، وبهذا المرسوم استقل منصب الإفتاء عن منصب مشيخة الجامع الأزهر، وصار الشيخ محمد عبده أول مفت مستقل لمصر معين من قبل الخديوي عباس حلمي الثاني.
أشهر مقولاته:
"ذهبت الى الغرب فوجدت إسلامًا ولم أجد مسلمين، ولما عُدت إلى الشرق، وجدت مسلمين ولكنني لم أجد إسلامًا".
في 11 يوليو1905 فارق الإمام الحياة في سن 56 عاما "عن حياة فكرية وعلميه وجهود في التربية والإصلاح تركها تعم المجتمع بأصله وتاريخه العظيم ودوره الكبير في خدمه المجتمع والأمة.



