الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

فاينانشيال تايمز: ألمانيا تخشى فوز ترامب بولاية ثانية

ترامب
ترامب

ذكرت صحيفة /فاينانشيال تايمز/ البريطانية أن ألمانيا تخشى فوز الرئيس الأمريكي السابق ومرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب بولاية ثانية، إذ أن احتمال قيام الإدارة الجديدة بإضعاف الضمانات الأمنية وزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية يثير القلق في برلين.

 

وقالت الصحيفة - في تقرير نشرته اليوم الاثنين - أن دبلوماسيي وزارة الخارجية الألمانية يسعون جاهدين للتحضير لسيناريو طالما اعتقد كثيرون أنه غير قابل للتصديق، وهو عودة ترامب إلى البيت الأبيض، الحدث الذي قد يكون له عواقب لا تحصى على ألمانيا ومكانتها في العالم.

 

وحسب الصحيفة، شكل مسؤولون من مكتب أمريكا الشمالية بالوزارة وموظفو تخطيط السياسات،ومكتب منسق التعاون عبر الأطلسي، والسفارة الألمانية في واشنطن، ما يشبه مجموعة أزمات غير رسمية لمناقشة ما سيعنيه فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل بالنسبة لألمانيا، وكيف ينبغي أن يكون رد فعل برلين.

وتعليقا على إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي وتأييد نائبته كامالا هاريس، يقول مايكل لينك، منسق العلاقات عبر الأطلسي بوزارة الخارجية الألمانية - وهو عضو في مجموعة الأزمات - إن هذه الخطوة قد تغير قواعد اللعبة، مضيفا "إنها تعيد فتح باب السباق على الرئاسة ويضفي ديناميكية مختلفة بشكل أساسي على الحملة الانتخابية".

 

ومع ذلك، يتساءل الكثيرون في ألمانيا عن مدى التأثير الذي سيحدثه انسحاب بايدن على المنافسة، بالنظر إلى الطريقة التي كانت تتحرك بها استطلاعات الرأي في الأسابيع الأخيرة.. ونتيجة لذلك، فإنهم مستمرون في الاستعداد لانتصار ترامب - وهو الاحتمال الذي يثير قلقا عميقا في برلين.

وقالت الصحيفة إن ألمانيا تستعد لعودة رئيس يتبع سياسة اقتصادية أكثر حمائية بلا خجل، مع التركيز على سياسة "أمريكا أولا" بشكل أكبر من ولايته الأولى، بما في ذلك التهديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 10 % على جميع الواردات، وهي خطوة يمكن أن تلحق أضرارا جسيمة بالاقتصاد الألماني القائم على التصدير.

وأضافت أن القلق اشتد الأسبوع الماضي عندما اختار ترامب جيمس ديفيد فانس نائبا له ، وهو قومي اقتصادي يشكك بشدة في العولمة، وحلف شمال الأطلنطي /ناتو/ ودعم الولايات المتحدة لأوكرانيا.

ويقول نيلز شميد، مسؤول السياسة الخارجية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم في ألمانيا، إن فانس "لديه نفس الازدراء لألمانيا والاتحاد الأوروبي مثل ترامب.. إنه أيضا أكثر تطرفا من ترامب في رغبته في تعليق جميع المساعدات العسكرية الأمريكية الإضافية لأوكرانيا".

وبحسب الصحيفة، باتت ألمانيا تواجه الآن احتمال رغبة شخصيات بارزة داخل إدارة جديدة تتولى الحكم في واشنطن في البدء في سحب بعض الضمانات الأمنية التي عززت استقرار أوروبا منذ تأسيس حلف الناتو في عام 1949. 

وقال مسؤول ألماني بارز: "سوف يستغرق الأمر سنوات قبل أن نتكيف مع ذلك، من خلال إعادة التسلح، وإعادة تجهيز جيوشنا.. وهناك خطر أننا في هذه الأثناء سنكون أكثر عرضة لزعزعة الاستقرار الروسي".

وأشارت الفاينانشيال تايمز إلى أنه لعدة أشهر، تمسك المسؤولون في برلين بالأمل في أن يفوز بايدن - الذي أثبت أنه حليف يمكن الاعتماد عليه - بولاية ثانية .. وتضاءل هذا الأمل بعد أدائه الكارثي في ​​المناظرة التلفزيونية التي جرت الشهر الماضي مع ترامب، على الرغم من استمرار كبار المسؤولين في الثناء على حدته الذهنية وقيادته.

ويقول مراقبون إن ألمانيا استغرقت وقتا طويلا للغاية لقبول الاحتمال المتزايد لعودة ترامب.. وأضافوا: "لفترة طويلة كان هناك هذا الخط من الإنكار ، لكن الأمر أصبح أكثر جدية في الأسابيع القليلة الماضية ، بل إنهم بدأوا في وضع خطة لسيناريو يقوم فيه ترامب بإفراغ الديمقراطية الأمريكية وفصل السلطات".

في الوقت نفسه، تحاول وحدة تابعة لوزارة الاقتصاد الألمانية منذ الربيع الماضي حساب تأثير تعريفات ترامب المحتملة وإعادة فحص سلاسل التوريد في البلاد لاستبدال منتجات التكنولوجيا الفائقة والمواد الخام الأمريكية.

ويعتقد بعض المسؤولين في برلين أن إدارة ترامب - فانس لن تدخل في قطيعة جذرية مع سياسة بايدن الخارجية، وأنها ستظل ملتزمة بتحالفات أمريكا التقليدية .. لكن أغلبهم يتفقون على أن اهتمام الولايات المتحدة من المحتم أن يتحول بعيدا عن أوروبا صوب آسيا، الأمر الذي يترك ألمانيا لتتولى دورا قياديا أعظم في محيطها الجغرافي.

تم نسخ الرابط