مجزرة غزة.. صدى مأساة الهولوكوست أم نكبة منسية
تحت وطأة الدمار والخراب في غزة، يعود شبح الماضي ليطرق أبواب الحاضر، فبين أزقة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، وبقايا المنازل المدمرة، تتجسد مأساة جديدة تشبه إلى حد كبير مأساة اليهود في أوروبا قبل عقود. فهل تختلف المعاناة باختلاف الجغرافيا؟ وهل ثمة معيار واحد للعدالة، أم أننا أمام معايير مزدوجة؟
في عام 1939، شهد العالم بناء جدار فصل عنصري حول الأحياء اليهودية في بولندا، وحصارًا خانقًا منعهم من الحصول على أبسط مقومات الحياة. واليوم، نشهد نفس السيناريو يتكرر في فلسطين، حيث يفصل جدار الضم والتوسع الفلسطينيين عن أراضيهم ومواردهم.
وفي تحول صادم للمشاعر، وصف وزير الدفاع الإسرائيلي "يوآف غالانت" الفلسطينيين بـ"الحيوانات البشرية"، وهو نفس الوصف الذي أطلقه القائد النازي هاينريش هيملر على اليهود، ورغم ذلك، يواجه الفلسطينيون صعوبة في الحصول على الاعتراف بحقهم في العيش بكرامة، بينما لا يزال العالم يحيي ذكرى ضحايا الهولوكوست.
واللافت للنظر هو رد الفعل الدولي على أحداث العنف،فبينما أدان المجتمع الدولي بشدة الهجمات النازية على اليهود، فإنه يتردد في وصف ما يحدث في غزة بالإبادة الجماعية، رغم تشابه الممارسات والنتائج، فهل يعود ذلك إلى ازدواجية في المعايير، أم إلى ضغوط سياسية واقتصادية؟
يقول السياسي والإعلامي الأمريكي "سينك أويغور" تعليقًا على هذا الأمر: "لا يمكن أن نعتبر مقاومة الشعب الفلسطيني إرهاباض، بينما نبرر أفعال إسرائيل بحجة الدفاع عن النفس".
وتبرز هذه الازدواجية في مواقف الدول الغربية التي تدين بشدة إنكار الهولوكوست، ولكنها تتردد في الاعتراف بمعاناة الفلسطينيين، فهل يعود ذلك إلى ضغوط اللوبي الإسرائيلي، أم إلى غياب الإرادة السياسية؟
وفي هذا الصدد ،أمام هذه الحقيقة المؤلمة، يتساءل الكثيرون: هل تداركنا التاريخ أم أننا نعيد كتابته؟ وهل من الممكن بناء عالم عادل قائم على المساواة والعدالة، أم أننا سنجد أنفسنا مأسورين في دوامة لا نهاية لها من العنف والكراهية؟"



