هل تتوقع إصابة الشباب بالسكتات الدماغية؟.. إليك نصائح المتعافين
لا يصدق الكثيرون أن الشباب تصيبهم السكتة الدماغية، المعروفة بين الناس باسم جلطة المخ، لأن الشائع هو أن تصيب كبار السن بسبب معاناتهم من بعض الأمراض غير السارية كالسكري. لكن في الوقت الحالي، أصبح كل شىء متوقع ربما نتيجة أسلوب حياتنا الجديد المعتمد على الراحة بفضل التكنولوجيا والوجبات السريعة، إلخ.
تجربة أوبري بلازا
استجرعت الممثلة والكوميدية الأمريكية "أوبري بلازا"، في برنامج "هوارد ستيرن شو" أمس الأربعاء، ذكريات إصابتها بالسكتة الدماغية عندما كانت في العشرين من عمرها ووجدت نفسها غير قادرة على التحدث ومصابة بالشلل.

قالت "أوبري"، تبلغ الآن 40 عاما: "الأمر الأكثر جنونا في القصة هو أنني فقدت القدرة على الكلام في منتصف جملة كنت أقولها."
وأوضحت "أوبري" أنها كانت تستقل القطار إلى أستوريا، في كوينز، بولاية نيويورك لتناول الغداء مع أصدقائها عندما حدثت السكتة الدماغية غير المبررة، وتذكرت: "دخلت شقتهم - ولم أكن قد خلعت سترتي حتى - وحدث ما حدث فجأة."
بحسب ممثلة فيلم "أجاثا أول ألونج"، فإنها أصيبت بالشلل الكامل، ولكن لمدة دقيقة أو نحو ذلك فقط.
وأردفت: "فقدت مهاراتي الحركية لفترة وجيزة. والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أنني نسيت كيفية التحدث. وظن أصدقائي أنني أمزح معهم، إلا أنه بعد دقيقتين، سألوني إذا كنت بحاجة إلى سيارة إسعاف."
وتابعت "أوبري" سرد الموقف المؤلم، قائلة: "كنت واعية بما يكفي لأهز رأسي موافقة. وظللت أهز رأسي موافقة لأنني كنت أعلم أن هناك شيئًا خاطئًا حقًا. لكنني لم أكن أعرف ما هو، ولم أستطع التحدث.
في نهاية المطاف، ظهر المسعفون وكانوا مذهولين لأن "أوبري" لم تتعاط أي مخدرات ولاعتقادهم أنها كانت صغيرة جدًا للإصابة بسكتة دماغية.
واصلت الممثلة الأمريكية: "لم أدخل أي شيء في جسدي ذلك اليوم ... باستثناء وسائل منع الحمل. وعند وصولي المستشفى انتظرت في الطوارئ ساعتين. وكنت أبدو بخير جسديًا. لكنني لم أستطع التحدث، وكنت مرتبكة. كما لم أستطع الكتابة"، موضحة أن الطبيب قرر لاحقًا أنها أصيبت بسكتة دماغية بعد فحصها.
وقضت "أوبري" عدة ليال في وحدة السكتة الدماغية قبل نقلها إلى ولاية ديلاوير، مسقط رأسها، لتكون قريبة من عائلتها، بالإضافة إلى خضوعها جلسات العلاج المعرفي لعدة أسابيع قبل العودة إلى مدينة نيويورك لحضور الفصول الدراسية الخريفية في جامعة نيويورك.
حيرة الأطباء
أتذكر عندما وصل مولودي إلى عالمنا زياراتي المتكررة للمستشفى التي وضعت بها لمعاناتي من صداع شديد بالرأس، وقئ مستمر، وعدم القدرة على التحدث بطلاقة. لم يفكر أطباء قسم الطوارئ مطلقا أنها سكتة دماغية نظرا لصغر سني حينها فكنت أبلغ 27 عامًا.
وكان الأطباء يظنون أني أعاني من اكتئاب ما بعد الولادة، أو أن هناك مشكلة ما بيني وبين زوجي وأمي، وكنت أعود إلى المنزل بخيبة أمل، حتى وصل الأمر بعد يومين إلى إصابتي بتشنجات شديدة في الذارع والساق الأيمنين. وفور عودتي إلى المستشفى طلب الطبيب آشعة مقطعية على المخ وتأكد من وجود جلطة نزيفية.
بدأ طبيب المخ والأعصاب في اتخاذ الاجراءات المناسبة لتذويب الجلطة ووقف التشنجات، ولم يعرف أحد السبب الحقيقي وراء تلك السكتة، خاصة وأني أجريت تحليل سيولة الدم خلال فترة الحمل وقبل الوضع بلحظات.
أرقام مثيرة للقلق
ذكر موقع إذاعة "دوتشيه فيله" الألمانية، أن الأطباء لاحظوا في السنوات الأخيرة ارتفاع أعداد المصابين بالسكتة الدماغية من الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً. وفي كل عام يُصاب نحو 30 ألف رجل وامرأة في ألمانيا وحدها بما يُسمى "السكتة الدماغ عن الشباب".
ووفقا للموقع، فإن أسباب الإصابة بالسكتة الدماغية بين الشباب هو أسلوب الحياة غير الصحي وقلة الحركة والسمنة منذ الصغر والتدخين، ويزيد الأمر سوءا عن النساء بتناول حبوب منع الحمل وعدم الانتباه إلى ارتفاع ضغط الدم. لكن المرعب في هذه السكتات الدماغية بين الشباب هو أن المصابين من رشيقي الجسم ويمارسون الرياضة ومن غير المدخنين، أي أنهم معافون حتى اللحظة التي يُصابون فيها بالجلطة.
دفع هذا الأمر فريق من الباحثين الألمان من جامعة ميونيخ برئاسة الدكتور لارس كيليرت إلى دراسة عن الإصابة بالسكتة الدماغية للفئة العمرية بين 18 و55 عاماً
وبحسب مجلة "فوكوس" الألمانية فإن ما يميز السكتات الدماغية لدى الشباب هو عدم توصل الأطباء بنسبة 30 إلى 50 بالمائة إلى سبب ملموس للعجز في تزويد مناطق الدماغ بالدم. وفي 25 بالمائة من الحالات فإن السكتات تكون ناجمة عن تجلط في الدم، يُدفع عن طريق القلب نحو الدماغ.
كشفت الدراسة أيضا أن عشرة بالمائة من السكتات الدماغية بين الشباب تعود إلى أسباب نادرة، مثل التهاب الأوعية الدموية أو التهاب الوريد الخثاري.
الأعراض التحذيرية للسكتة الدماغية
نوه موقع إذاعة "صوت ألمانيا" إلى أنه من العلامات على احتمال قرب الإصابة بالجلطة الدماغية صعوبة النطق، ومشاكل في النظر، وألم مفاجئ في الرأس. كما أن الخلل في المشي أو أي خلل في الوجه تدل على الإصابة بشلل نصفي، وهو من علامات الإصابة بالجلطة.
تنصح الجمعية الألمانية عند تشخيص للسكتات الدماغية في المنزل بما يلي:
- محاولة الشخص الابتسام بالفم (ابتسامة كاملة).
- رفع الذراعين معا نحو الأعلى وتقليب الكفين نحو الأعلى.
- محاولة التحدث (الشعور بصعوبة النطق يعتبر مشكلة).
إذا لم يكن الأمر على ما يرام، عليك التوجه فورا إلى المستشفى



