الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

مع بداية العام الدراسي الجديد واستقبال المدارس لطلابنا في مختلف المراحل التعليمة الأساسية، يدور في خلدي، كم من بين  هؤلاء الطلبة جميعا، يمكن أن يكون من المتميزين والنابغين؟ والذين يمكننا الفخر بهم أسوة بمن سبقوهم من قبل.

فمن المعروف وطبقا للدراسات العالمية، فإن الطفل المصري من أذكى أطفال العالم حتى سن خمس سنوات، ولكن أثبتت أيضا المؤشرات العملية إن علامات النبوغ لدى الأطفال من الصغر وتمتد حتى سن الجامعة.

وبداية، لا بد من الأخذ فى الاعتبار أن مستوى ذكاء الأطفال متعلق بالعديد من العوامل جينية ووراثية، ومنها أساليب التربية، وعلى الأسرة  مسؤولية كبيرة في بناء شخصية الطفل وتكوينها، والحفاظ على فطرته وتشكيل سلوكياته وحمايته. ويشكل الترابط الأسري أثرا مهما على سلوكيات وبناء شخصية الطفل.

وعلى ذلك، لا بد أن تعلم الأسرة، أن عليها دورا كبيرا في تنمية ذكاء الطفل، بإشباع حاجاته من الحب والاستقرار والأمان وأن يكون طفلا اجتماعيا، وتلبية احتياجاته باستمرار، ولكن بشكل غير مشروط.

وأيضا على الوالدين مهام كبيرة في توفير مقومات ذكاء طفلهم، لمساعدة أطفالهم على تطوير ذكائهم منذ سن مبكرة منها الألعاب لتعلم وتطوير مهاراتهم الحركية والفكرية، والقراءة، والتحدث مع الطفل كثيرا، كما لو كان شخصًا بالغًا، والنوم ضروري للتطور العقلي، والغذاء الصحي.

ولا يمكن إنكار أنه كلما كانت البيئة التي يعيش فيها الطفل أكثر تحفيزا ذهنيا وأمانا وداعمة زادت درجة معدل ذكاء الطفل، حيث إن بعض العوامل مثل الوضع الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي والخلفية الثقافية، قد تؤثر في مستويات الذكاء. 

ولا جدال أن اكتشاف ذكاء الطفل منذ الصغر من خلال الأسرة، أصبح عاملا مهما لاكتشاف أطفالنا المتميزين، ولا بد من التركيز عليها وأخذها في الاعتبار والاهتمام بها،   من خلال العديد من الظواهر منها، براعته في الكتابة بكلتا يديه، نطق الكلمات في سن مبكرة، يتخيل أصدقاء وهميين ويلعب معهم، يتعلم القراءة في سن مبكرة.

 

ولا بد من الأخذ فى الاعتبار، أن اكتشاف الطفل الذكي،  بداية لاكتشاف النبوغ والتميز الدراسي، وتعتبر سن المدرسة الوقت المثالي لاكتشاف النبوغ العقلي، والتفوق الدراسي لدى الأطفال، وهذه الموهبة نادراً ما تظهر علاماتها على الطفل قبل التحاقه بالمدرسة، إلا أن محاولة استكشاف الطفل للموضوعات بعمق كبير لا يتناسب مع عمره، ويفضل قضاء وقته مع البالغين أو الأطفال الأكبر منه سنا، وامتلاك القيادة، جميعها تمثل مؤشرات للنبوغ.

وجميعنا نسعى إلى اكتشاف الطفل الذكي، ثم مرحلة الطفل العبقري، أسوة بالطالب يحيى عبد الناصر، الذي أتم الصف السادس فقط، ثم تأهل ذلك الطالب الموهوب، بخوض الاختبارات مع الطلاب المتقدمين للقبول بمدينة زويل، وشمل اختبارات المواد العلمية، الفيزياء، والكيمياء، والرياضيات، جميعها بمستوى الثانوية العامة، وأيضا اختبار تحديد مستوى للغة الإنجليزية، وحقق فيها نجاحاً فائقاً،  ليجتاز امتحان القبول بجامعة زويل بتفوق، وأصبح من طلابها المتميزين.

وإذا كانت الأسرة لديها دور في اكتشاف ودعم الطفل المبدع، فمن الضروري على المدرس بالمدرسة، أن يلاحظ الطفل الذكي والمتميز أثناء الدراسة، والذي يستحق المزيد من الاهتمام، وصقل موهبته وتميزه في الحصول على المهارات العلمية والاجتماعية وتنميتها، وتوفير الفرص له للكشف عن ميوله وقدراته، والعمل على تحفيز الطالب المتفوق لإظهار الجانب الإبداعي لديه للاستمرار بالتفوق والتميز.  

ألستم تتفقون معي، أننا في حاجة إلى التأهيل والاهتمام  بأطفالنا الأذكياء والمبدعين وحتى يكون لدينا أعداد  متميزة في النبوغ العلمي، تمهيدا لظهور العديد من العلماء في العلوم المختلفة مثل العالم د. أحمد زويل ود. مجدي يعقوب، ود.فاروق الباز، وغيرهم من علمائنا الأجلاء الذين من الصعوبة حصرهم جميعا، والذين يرفعون اسم مصر عاليا فى كل المحافل الدولية.

تم نسخ الرابط