عاجل
الأربعاء 6 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

الإعلامية القديرة إيناس جوهر فى حوار لـ«روزاليوسف»: الإذاعة كانت رفيقة الجنود على الجبهة

رسوبها فى مادة الكيمياء حوّل مسار حياتها وأجهض حلم والدها الذي تمنى أن تكون طبيبة للأطفال، بينما رغبت هى فى أن تصبح مضيفة طيران، لكن كان للقدر كلمة أخرى، نطق بها على مسامع الملايين برنّة صوتها المميز، لتصبح هى الإذاعية صاحبة الصوت الأشهر والمُحبب إلى الآذان، إيناس جوهر.



اشتهرت بمقدمة برنامجها على إذاعة الشرق الأوسط «غمض عنيك وامشى بخفة ودلع» من رباعيات صلاح جاهين، وحاورت كبار الفنانين والأدباء أمثال عبدالحليم حافظ وعبدالرحمن الأبنودى وسعاد حسنى.

تولت رئاسة الإذاعة المصرية لتضع عليها لمسات التطوير بأناملها التي لم تختلف كثيرًا عن عذوبة صوتها النديّ، لكنها واجهت تحديات وتجاوزت عقبات لتصنع مشوارًا إذاعيًا حافلًا كشفت لنا كواليسه فى حوار مع جريدة «روزاليوسف»، وإلى نص الحوار:

 

■ كيف جاء دخولك إلى الإذاعة المصرية؟

- قدمت على اختبار الإذاعة، وحينما نجحت، تم تدريبى، واختارنى بابا شارو للعمل فى إذاعة البرنامج العام، وبعدها قال الإذاعى الكبير طاهر أبو زيد عن صوتي: «الصوت ده شبهنا وعندها قدرة على التلوين»، فطلب من بابا شارو أن أنتقل من إذاعة البرنامج العام إلى إذاعة الشرق الأوسط.

وفى نفس الوقت، الأستاذة بديعة رفاعى قالت نفس الكلام: «الصوت ده مش شبه البرنامج العام، لازم تروح محطة تانية»، وكان كلامها متفقًا مع رأى طاهر أبو زيد، فأخذنى إلى إذاعة الشرق الأوسط.

■ إلى أى مدى تأثرتِ بالإذاعى الكبير طاهر أبو زيد فى مشوارك المهنى؟

- تعلمت منه الكثير، فهو أستاذى الحقيقى فى الجانب البرامجي، أما الإذاعية أميمة عبد العزيز، فقد كانت مؤثرة فى الناحية السياسية والأخبار، وكلاهما أسس إيناس جوهر. 

وهناك ثلاث شخصيات أخرى صنعت بداخلى المذيع الذي أنا عليه الآن، وأكن لهم كل المعروف، وهم مفيد فوزى من أساتذتى العظماء، سمير صبرى، وجدى الحكيم، الذين تعلمت منهم الكثير.

 

 

 

■ ما أبرز صعوبات المهنة التي تعرضتِ لها فى بداية عملك؟

- نعم، كانت الصعوبات تتمثل فى تقبل الجديد والتطوير، ففى بدايتى، كنت مختلفة وأرتدى ملابس «كاجوال» مثل الكاسكيتا والسالوبيت، وتعرضت للكثير من الانتقادات، حيث قالوا عنى: «إيه البلاوى اللى بتتحدف علينا؟». كانت أصعب الجمل التي قيلت عني، لأنهم كانوا يرفضون التطوير، رغم أن آمال فهمى وأستاذتى سناء منصور سبقونى فى التطوير، قاموا بعمل برامج قصيرة وأدخلوا فكرة تناغم الإعلانات مع البرامج، وقد أضافوا الكثير واستفدت منهم.

أنا حاليًا أستمع إلى المذيعين الشباب، وكثير من جيلى يرفضون الاستماع إليهم وينتقدونهم، ولكن كل عصر له نجومه. 

أنا من النوع الذي يطور نفسه وفقًا للمجتمع الذي أعيش فيه، وأؤمن بأنه يجب أن يكون هناك مزج بين القديم والجديد، وألا أوقف عقلى عند القديم فقط، وهذا أحد الأمور التي تعرضت للانتقاد بسببها، وأنا سعيدة جدًا حاليًا بأن تلميذتى، المذيعة شيرين الخطيب، أصبحت رئيسة إذاعة الشرق الأوسط، وهناك خطوات واسعة تجاه الشباب.

■ اشتهرتِ بمقدمة برنامجك من رباعية صلاح جاهين «غمض عنيك وامشى بخفة ودلع».. ماذا عن هذا الأمر؟

- جمال الرباعية فى أنها من كلمات الشاعر الكبير صلاح جاهين، عندما قلتها فى برنامجي، كان ذلك بإحساس جاهين، وليس بإحساسى تأثرًا به. وهناك الكثير من الناس الذين قالوها معتقدين أنهم حينما يقولونها بنوع من الدلع ينجحون، وهذا خطأ.. عمق كلمات صلاح جاهين جعلنى أقول الرباعية بطريقة لطيفة وخفيفة.

■ هل كانت فكرتك أن تكون مقدمة برنامج «تسالى» رباعية «جاهين»؟

لم تكن فكرتى، بل كانت فكرة معد البرنامج الأستاذ فتحى الملا، وجاء بعده مصطفى الشندويلى الذي طور البرنامج وأصبح يشبه الدراما، ومن هنا جاء دور أن نجاح البرنامج أصبح كتلة واحدة متكاملة، بوحدة العمل بين حسنى غنيم وفتحى الملا وأنا، وكل زملائى الذين عملوا معى مثل إمام عمر، محيى محمود، وإسعاد يونس التي كانت معنا فى البداية.

■ كيف شاهدتِ ردود فعل السوشيال ميديا على انتشار فيديو طريف لك مع إسعاد يونس؟

- أسعدنى الأمر، لأننى وإسعاد يونس لدينا صداقة وعشرة عمر حتى الآن. حتى لو لم نلتق كثيرًا هذه الفترة، فإن «اللى فى القلب فى القلب».

■ هل التقيتِ صلاح جاهين فى برامجك؟

- بالتأكيد، كان معى على الهواء فى برنامج «ضيف على الفطار»، وكانت حلقة رائعة.. صلاح جاهين من الأشخاص القلائل الذين يرتبط بها الجمهور عاطفيًا، وشعرت فى لقائى الأول معه وكأنه صديق قديم. 

قدمت معه حلقة أيضًا ضمن برنامج «هى فى حياتى» الذي أعده الكاتب الصحفى الكبير مفيد فوزي، وتحدث فيها عن النساء فى حياته من زوجاته وصديقاته.. جاهين كان شخصية ودودة، وأذكر أن أول مرة التقيت به كانت فى منزل الموسيقار عمار الشريعى، وكانوا يكتبون مسلسل «هو وهى».

■ ما حقيقة مشاركتكِ فى مسلسل «هو وهى»؟

- نعم، شاركت فيه بصوت الأراجوز وصوت «إنجل»، وغنيت مع الفنانة سعاد حسنى مثل أغنية «آه يا هوا».. كنت جزءًا من هذا العمل منذ كتابة صلاح جاهين له.

■ لماذا اعتذرتِ عن المشاركة فى مسرحية «المتزوجون»؟

- «مكنش ينفع»، إما أن أكون مذيعة أو ممثلة، لأنه من الصعب أن أصبح ممثلة، وفى اليوم التالى أقرأ على المستمعين نشرة الأخبار، من يقرأ النشرة يجب أن يحافظ على شخصيته وهيبته. أذكر أن دوري فى المسرحية كان شخصية «نفيسة» زوجة «حنفى»، والتي قدمتها الفنانة راوية سعيد.

■ ماذا عن حلمكِ فى أن تكونى «مضيفة طيران»؟

- بالفعل، هذا الحلم راودنى أثناء تقديمى لاختبارات الإذاعة.. كنت أتمنى وقتها العمل كمضيفة جوية، ولكن الله قدر لى أن أقبل فى الراديو.. فى طفولتي، كنت أرغب فى أن أصبح طبيبة أطفال، وكان هذا حلم والدى أيضًا. 

لكننى أؤمن بالقدر، وأن الإنسان يجب أن يتفوق فى المكان الذي قدّره الله له.. ربما كنت سأصبح مضيفة طيران فاشلة أو خائفة أثناء الطيران، أو طبيبة أطفال غير ناجحة، خاصة أن علاج شخص لا يستطيع التحدث أمر صعب. 

ولم أتمكن من دخول كلية الطب بسبب رسوبى فى مادة الكيمياء، ودخلت كلية الآداب قسم الاجتماع ثم حولت إلى قسم اللغات الشرقية.

 درست فى العام الأول الفارسية والتركية والعبرية، وتخصصت فى العام الثانى فى اللغة العبرية. 

وتدربت أثناء الجامعة فى إذاعة الثورة الفلسطينية التي كانت موجهة للعرب فى الأراضى المحتلة، وكنا نقدم رسائل لهم من مقرها وسط القاهرة بشارع الشريفين.

■ ما أبرز اللقاءات التي تتذكرينها فى برامجك؟

- هناك العديد من اللقاءات، مثل لقائى مع العظيم أنيس منصور، عمار الشريعي، الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، والكتاب بشكل عام.. هؤلاء الأشخاص أعطونى أفضل اللقاءات نظرًا لثقافتهم الكبيرة؛ لذلك أحب حواراتى مع أنيس منصور، الأبنودى، صلاح جاهين، ومفيد فوزى الذي حاورته أكثر من مرة وهو أستاذي.. كما أن الكاتب الكبير لويس جريس من أعظم الكتاب، وكذلك الشاعر الكبير نزار قباني.

■ حدثينى عن لقائك مع الفنانة سعاد حسنى؟

- سعاد حسنى «كفرتنى» أثناء اللقاء، فقد كانت تعيد تسجيل إجاباتها على أسئلتى عشرات المرات وتعيدها كما لو كانت مشهدًا تقوم بتعديله.. ونفس الأمر حدث مع المطربة نجاة، فقد أرهقتنى كثيرًا أثناء اللقاء.

■ ربطتكِ صداقة وطيدة مع المطرب عبد الحليم حافظ.. ماذا تعلمتِ منه؟

- عبدالحليم حافظ كان رجلًا ذكيًا لأقصى درجات الذكاء، ويشاركه فى نفس مستوى الذكاء الشديد موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب لذلك، عندما تعاونا وقدّما شركة «صوت الفن»، كانت بمثابة «الفرقعة والقنبلة» فى عالم الفن، واحتكرا كبار المطربات مثل نجاة، فايزة أحمد، وأعتقد شادية أيضًا. 

كنت أحرص على التواجد فى البروفات معه، وأكون مستمعة ولا أتحدث كثيرًا، هذا الأمر تعلمته منه: «فن الإنصات». إذ إننى لاحظت أنه حينما يتواجد وسط مجموعة من المثقفين، يصمت وينصت لهم ولا يتكلم كثيرًا.

 لذلك، كنت أستمع له أكثر مما أتحدث كى أستفيد من الجلسة.. وأنا بطبعى لست كثيرة الكلام، خاصة عندما أحاور شخصية مهمة ومليئة بالأفكار والآراء مثل أنيس منصور، الذي أنهيت حوارى معه وأنا فى منتهى السعادة.

■ ماذا كانت خطتك عند رئاسة الإذاعة المصرية؟

- كان هدفى هو التطوير والتجديد، والتنافسية الشريفة التي تؤدى إلى التكاملية، بأن يعمل الجميع كفريق متكامل يقدم عمله على أكمل وجه، كان شعارى أن يكون المذيع بسيطًا وقريبًا من الناس.

■ حققتِ نجاحًا كبيرًا أيضًا فى الغناء والتعليق على الإعلانات.. كيف جاء الأمر؟

- بالفعل، لدى موهبة فن تلوين الصوت.. بدأت التعليق على الإعلانات مع أستاذ طارق نور، وأكن له كل الشكر على تقديم موهبتى فى هذا المجال. من بين الإعلانات التي قدمتها أغنية لإعلان أحد المنتجات الغذائية وكانت «بستك ناو»، وإعلان آخر لملابس الأطفال، وغيرها.

■ ماذا عن دور المذيعين بعد حرب الاستنزاف وصولًا إلى نصر أكتوبر؟

- نحن كفريق المذيعين كنا نذهب إلى الجنود ومعنا مجموعة من الفنانين والمطربين للترفيه عنهم.. أذكر فى إحدى المرات، ذهبت مع زملائى من المذيعين وفنانين منهم الفنان الكبير سمير غانم، الفنانة مديحة كامل، والمطربة نجاة الصغيرة للترفيه عن الجنود، وكانوا سعداء بنا كثيرًا.

■ هل ترين أن دور الإذاعة كان أكبر من التليفزيون سابقًا؟

- نعم، دور الإذاعة كان كبيرًا جدًا وكان أكبر من التلفزيون. الإذاعة كانت سريعة ويمكنها الوصول إلى الحدث بشكل أسرع من خلال مراسلينا، استخدمها الزعماء لتوصيل رسائلهم، وكانت رفيقة الجنود على الجبهة الذين كانوا يستمعون إلينا وإلى برامجنا، خاصة الفترة الصباحية.

■ من يعجبكِ من المذيعين الشباب حاليًا؟

- أرى أن المذيعين الشباب حاليًا ينقسمون إلى فئتين، فئة جيدة جدًا وفئة أخرى لا تعجبنى، حيث يشغلون وقت شاشات وإذاعات فقط.. من المذيعين الذين يعجبنى أسلوبهم فى الراديو: بسنت بكر، إيمان مختار، سالى عبدالسلام، خلود نادر، وزهرة رامى. 

نيفين محمود هى من أفضل من يقدم الإعلانات فى راديو النيل، وخالد عليش، وأحمد يونس.. أما على الشاشة، فأحب أسلوب شادى شاش، مى عبد الرحمن، وشريف عامر الذي يمثل النموذج الأمثل كمذيع.

■ ما نصيحتكِ للجيل الجديد من الإعلاميين؟

- كونوا أنفسكم، لا تقلدوا الآخرين، «تعبنا من الكربون»، يجب على كل مذيع أن يكون له شخصيته المختلفة عن الآخرين.

■ هل يمكن أن تعودى من جديد إلى الراديو؟

- مسيرتى المهنية منحتنى اكتفاءً ذاتيًا، أقوم حاليًا بالتدريب وأكتفى بضخ دماء جديدة من الشباب للعمل الإذاعى.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز