فى عام 2025 قدمت الدراما حوالى 58 عملًا، النسبة الأكبر كانت على شاشة تليفزيون رمضان بمعدل وصل إلى 35 عملًا و14 عملًا فيما هو معروف فنيًا وإعلاميا «أوف سيزون»، بينما قدمت السينما نحو 30 فيلما على مدار العام وهى نسبة متدنية ومتراجعة فضلا عن ضحالة الموضوعات والقضايا المطروحة.
قائمة المُنتجات الفنية برزت فيها أعمال نالت بالفعل الاستحسان والتقدير مثل: لام شمسية وتألق فيه نجومه بلا استثناء فى ظل وجود نص مكتوب بحرفية وإخراج متمكن وأداء صادق من الممثلين، وعلى شط بحر الإجادة حصد «ولاد الشمس» و«ظلم المصطبة» و«أخواتى» و«قهوة المحطة» الإعجاب وفى هذه الأعمال مرحت موهبة بعض النجوم مثل: أحمد السعدنى وأمينة خليل ومحمود حميدة وفتحى عبدالوهاب وياسمين عبد العزيز وروچينا ويسرا اللوزى وانتصار وريهام عبدالغفور والوجه الجديد أحمد غزى ومعهم: أحمد مالك وطه دسوقى وفاتن سعيد بقيادة مخرجين هم: أمل مصر فى الإخراج مثل: إسلام خيرى وكريم الشناوى ومحمد على، هذه الاعمال كشفت مفكرين على مستوى الكتابة الدرامية يتقدمهم عبدالرحيم كمال الذى وصلت إبداعاته عتبة التمكن وبعده بمسافة أحمد فوزى صالح ومريم نعوم وكل هذه الأسماء قادرة على استعادة الوجه المضيء للدراما والقيام بأدوار فى معركة الوعى والتنوير التى تقودها دولة 30 يونيو.
هذا العدد القليل من الأعمال اللامعة الجيدة التى تناقش قضايا الواقع والمجتمع بجدية كان فى مواجهة عدد كبير من الأعمال المتواضعة رسمتها تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أكثر من مناسبة، الأولى فى الإفطار السنوى فى أواخر شهر رمضان الذى شهده عدد من نجوم الفن ودعا إليه الفنان سامح حسين تقديرا له على التجاوب الإيجابى لبرنامجه «قطايف» ورسالته البسيطة، والاحتفاء بسامح فى الحقيقة رسالة لبرامج الهزل والغث وهذه الأوصاف أطلقها الرئيس منهبا الشعب بعدم الجرى وراء هذه الأطروحات التى قدمت سواء على مستوى الدراما وبرامج المنوعات.
أما الرسالة الثانية فى اللقاء التفاعلى مع الطلاب المتقدمين لكلية الشرطة عندما انتقد الرئيس الأعمال التى تبالغ فى التركيز على نماذج لا تعبر عن المجتمع إلى جانب تعدد الأعمال التى تتحدث عن الطلاق والزواج وتصدير مثل هذه المشكلات للجمهور من دون تركيز على النماذج الإيجابية أو المنجزات التى حدثت على أرض الواقع على مدار العشر سنوات الأخيرة.
أما السينما فقد كان الرئيس أول من أشار إلى وجود أزمة فيها قبل توليه حكم مصر عندما عقد لقاء موسعا شمل النجوم من مختلف الأجيال بعد ثورة 30 يونيو التى أنقذت الفن والمبدعين، وفى هذا التوقيت تحدث عن وجود مشكلة فى صناعة السينما وأنها لا تقوم حتى بالدور الاجتماعى لها على عكس السينما الأمريكية المتقدمة والتى ترعى قضايا الأمن القومى ومصالح المواطنين وتصدر صورة مهيبة للمجتمع الأمريكى وطالب نجوم الشعب بمشاركة الدولة فى معركة استعادة الوعى والعودة إلى جذور الشخصية المصرية الأصلية سواء عن طريق عرض قضايا جادة أو استعراض سير تاريخية لمبدعين أثروا المشهد الفنى وكانوا بمثابة رموز للأجيال الجديدة ولعل الانتقادات التى طالت فيلم «الست» لكوكب الشرق أم كلثوم تكاد تؤكد أن معاناة السينما المصرية ما زالت مستمرة فى 2025، ولهذا خرج حصاد «اللا وعى» فى الدراما والسينما فى معركة «الوعى» تلك المعركة التى دعت لها دولة يونيو وتستهدف استعادة الهوية والشخصية المصرية المبدعة فى الجمهورية الجديدة والتى تتحدث عن نفسها بوضوح فى المتحف المصرى الكبير.



