الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

في ذكراه الـ 104.. رحلة "الخميسي" من جريدة الجمهورية" لـ"التموين"

عبد الرحمن الخميسى
عبد الرحمن الخميسى

تحل اليوم الثلاثاء، الذكرى 104 على ميلاد الشاعر المصري متعدد المواهب عبد الرحمن الخميسى الذي ولد في مثل هذا اليوم في 13 نوفمبر 1920 في مدينة بورسعيد، والذي تألق في جميع فروع الفن ، فتميز في الشعر وكتابة القصة والمسرح والتمثيل والصحافة والتأليف الإذاعي والإخراج السينمائي وتعريب الأوبريت بل وتأليف الموسيقى والأغاني كتابة ولحنًا، وعمل مذيعًا أيضًا.

 

بدأ الخميسي في كتابة الشعر وهو في سن صغيرة، وكان يرسل قصائده لـ كبرى المجلات الأدبية في ذلك الوقت مثل الرسالة والثقافة، ثم قرر الانتقال للقاهرة عام 1936، واضطرته الظروف للعمل في عدة وظائف كبائع في محل بقالة ومصحح في مطبعة ومعلم في مدرسة أهلية، كما عمل مع فرقة "أحمد المسيري" المسرحية الشعبية. ثم انتقل لعالم الصحافة بانضمامه إلى جريدة المصري.

 

 كتب الخميسى مجموعات قصصية قبل ثورة يوليو1952 وكان يعرض طموح المجتمع المصري وخاصة الطبقات الفقيرة ، وحين قامت الثورة، أغلقت صحيفة المصري ،واعتقل وظلَّ رهن الحبس من يونيو 1953 حتى منتصف ديسمبر 1956 نظراً لموقفه الداعي للتشبث بالحياة الحزبية الديمقراطية.

 

بعد الإفراج عنه التحق بجريدة الجمهورية لكن تم نقله فيما بعد إلى وزارة التموين، فأسس في 21 مارس 1958، فرقة مسرحية باسمه وكتب وأخرج أعمالها ومثل فيها وجاب بها المحافظات، وقدمت أول عرض لها على مسرح 26 يوليو، وقد تألفت من ثلاث مسرحيات من تأليفه وإخراجه هي: "الحبة قبة"، و"القسط الأخير"، و"حياة وحياة"، بعد ذلك، قدمت الفرقة عدة مسرحيات أخرى منها "عقدة نفسية" ، "عزبة بنايوتي"، التي كتبها محمود السعدني، وقام الخميسي فيها بدور يكشف عن موهبته كممثل ماهرثم توقفت الفرقة بسبب الصعوبات المالية. لمع الخميسي كشاعر وكتب عدة دواويين شعرية، ومنها: "أشواق إنسان"، و"دموع ونيران"، و"ديوان الخميسي" في عام 1967، و"ديوان الحب" في عام 1969، و"مصر الحب والثورة" في عام 1980.

 

كما كتب للإذاعة عدة مسلسلات لاقت نجاحًا خاصًا أشهرها "حسن ونعيمة" التي تحولت لفيلم واعتبرها النقاد "قصة روميو وجولييت" المصرية و يُعتبر هذا الفيلم واحدًا من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية. وتألق الخميسي ايضا في مجال السينما، فقدم أربعة أفلام شارك في تأليف قصصها وسيناريوهاتها، وكتب الموسيقى التصويرية لبعضها ومنها: فيلم "الجزاء" عام 1965، والذي شارك في كتابة القصة والسيناريو، وألف الموسيقى التصويرية له.

 

كما شارك في كتابة وتأليف فيلم "عائلات محترمة" عام 1968، وفيلم "زهرة البنفسج" عام 1972. ومن أهم إسهاماته في السينما هو اكتشافه للفنانة الكبيرة سعاد حسني في فيلم "حسن ونعيمة"، كذلك ترك أثراً خاصًا بدوره في فيلم الأرض ليوسف شاهين . قدم الخميسي تجربة جديدة في تعريب الأوبريتات فكانت الأولى من نوعها في تاريخ المسرح الغنائي خاصة أوبريت "الأرملة الطروب"، وألف العديد من الأوبريتات المصرية.

 

وبرغم اهتمامه بألوان الفن المتعددة لم يترك الخميسي دوره الصحفي، والأدبي في مجال القصة والشعر، ومهّد الطريق لمواهب كبرى مثل يوسف إدريس، وبعودته إلى جريدة الجمهورية كان أول ما نشره سلسلة من المقالات ولكن منع نشر ما تبقى منها، وبعدها هاجر من مصر في رحلة طويلة من بيروت إلى بغداد ثم ليبيا ومنها إلى روما ثم باريس ثم موسكو، حيث قضى ما تبقّى من سنوات حياته خارج مصر، حتى وفاته في 1 أبريل 1987 في موسكو ، ونقل جثمانه ليُدفن في المنصورة حسب وصيته.

تم نسخ الرابط